تطرق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة التي القاها في مقر المجلس على طريق المطار، الى ذكرى وفاة السيدة الزهراء، مشددا على دور المرأة في الاسلام، وقال: “ان الاسلام اول من اعطى المرأة قيمة انسانية واخلاقية، وأعطاها موقعها الانساني في المجتمع، وذلك من خلال مساواتها بالرجل”.
ثم تناول التطورات الراهنة، فقال: “أمس كانت مناسبة مرور سنة على توقيع اتفاق وقف النار، والذي حصل بطلب من العدو الإسرائيلي وبتدخل من الولايات المتحدة الأمريكية لوقف القتال وتطبيق الاتفاق 1701. ولكن ماذا حصل خلال هذه السنة؟ أولا، إن الشيء المعروف وكلنا نعرفه والعالم كله يعرفه وشاهد عليه، أن الإسرائيلي لم يلتزم بتطبيق هذا الاتفاق، وأن القوى التي توسّطت وضمنت هذا الاتفاق لم تقم بدورها في ذلك، وإنما كانت إلى جانب المعتدي الذي لم يُطبّق الاتفاق، الولايات المتحدة الأمريكية والدول الخمس لم يقوموا بأي عمل جدي لتطبيق هذا الاتفاق، وكانت النتيجة أن الإسرائيلي يريد تغيير هذا الاتفاق، وانتقل من قبول المقاومة بالإنسحاب من جنوب الليطاني إلى المطالبة بسحب السلاح من كل لبنان، الأمر الذي يتعلق بالإسرائيلي وهو تطبيق 1701”.
اضاف: “اسرائيل تعدت هذا إلى التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، وأن هذا السلاح في الداخل لبناني بعيدا عن جنوب الليطاني هو أمر لبناني بحت لا يخص العدو الإسرائيلي، ولكن العدو الإسرائيلي مضى في خرق هذا الاتفاق ومضى في الحرب ويمعن في القتل والتدمير، والآن وخلال هذا العام استُشهد من استُشهد وجُرح من جُرح. الجنوبيون لم يستطيعوا العودة إلى قراهم لإعمارها، الدولة لم تقم بأي، الشيء الذي وعدت القيام به أنها تستطيع أن تطبق هذا الاتفاق وأن تحرر الأرض وأن تعيد الأسرى وأن تعيد الاعمار بوسائل دبلوماسية، لم نرَ منه شيئا”.
وتابع: “بعد مرور سنة والدولة اللبنانية لم تحقق ما وعدت به. إذا كان هناك أمل للدولة في أن تحقق هذا الاتفاق خلال سنة فلقد كان كافيا، فلتعترف الدولة أنها فشلت في تطبيق هذا الاتفاق بالدبلوماسية، وفشلت في وقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على لبنان خلال سنة، وللأسف أن الخطاب من بعض المسؤولين في الدولة اللبنانية هو خطاب يبرر للعدو الإسرائيلي عدوانه وعدم تطبيقه للاتفاق. أنتم سلطة، أنتم دولة، وأنتم كحكومة، هل يعقل انكم تبررون للعدو الإسرائيلي بالتغطية على فشلكم وبإلقاء اللوم على شعبكم وعلى المقاومة؟ هذا عجزكم فلا تبرروا، قولوا إنكم غير قادرين وفشلتم”.
واردف: “اجلسوا مع اخوانكم اللبنانيين لتروا ماذا يمكن ان تفعلوا وما هو العمل المجدي، وليس أن نخلق قصة مخترعة نحمّل فيها أنفسنا المسؤولية، وحينما تحملّون المقاومة والناس في جنوب لبنان وفي الضاحية وفي البقاع المسؤولية، إنتم ماذا تفعلون؟ هذا فشل لكم، أنتم تحملون لبنان مسؤولية أنه هو الذي يتخلف عن القيام بهذه المسؤولية، فيما الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل والجيش اللبناني والكل يقول بأن إسرائيل لا تريد ان تطبق الاتفاق، اذا ما هو الحل؟ الحل عندكم أنكم تريدون أن تنزعوا الذرائع، وكلما نزعتم ذريعة ستخرج إسرائيل بذريعة جديدة، يعني لن ينتهي هذا إلا باستسلام لبنان للمطالب الاسرائيلية وللعدو الإسرائيلي، العدو يريد حتى من قائد الجيش ومن المسؤولين اللبنانيين ألا يقولوا العدو الإسرائيلي”.
وقال: “لقد أصبح واضحا خلال هذه السنة ان العدو الاسرائيلي لا يريد تطبيق هذا الاتفاق، وانما يريد استسلام لبنان وان يذهب لبنان صاغرا امام العدو الاسرائيلي مستجيبا لكل طلباته. قولوها بصراحة كما تقولها بعض القوى اللبنانية التي تعبّر عن هذا المعنى، وتقول إن لبنان يجب أن يستجيب لكل الطلبات الإسرائيلية وإنه ليس هناك من مانع أن نذهب للسلام مع إسرائيل، وهو ليس سلاما بل هو إستسلام لإسرائيل التي تفرض الشروط التي تريدها ونحن نريد ان نطبّع”.
اضاف: “إذا، هناك فشل للحكومة اللبنانية، الحكومة اللبنانية حكومة فاشلة ولم تستطع أن تقوم بالمهمة التي قامت من أجلها وهي تطبيق الاتفاق 1701، وردع العدو الإسرائيلي الذي تجرأ أمس وضرب بيروت، يعني هو يتجرأ أن يضرب أي مكان في لبنان، العاصمة التي ينبغي أن تكون أكثر تحصينا وتأمينا يُعتدى عليها ويعتدى على اللبنانيين ثم تبدأ التحليلات أن المقاومة فاشلة ويتم استغلال هذا الموضوع لمصلحة العدو إلاسرائيلي، هذا المنطق الذي دائما هو منطق تيئيس الشعب اللبناني وأخذه إلى الاستسلام للعدو الإسرائيلي، وتبرير الحكم أنه هو يقوم بمهمته. الحكم فاشل والحكومة اللبنانية فاشلة في القيام بواجبها الملقى على عاتقها، لأن الحكومة أو السلطة تمثل الشعب اللبناني، وينبغي أن تقوم بحماية الشعب اللبناني وبحماية السيادة اللبنانية وبحماية الأرض اللبنانية وبمواجهة العدوان بكل الوسائل الممكنة، ولكن لا تلقوا المسؤولية على الشعب اللبناني وعلى السلاح”.
وتابع: “صباح هذا اليوم استيقظنا على خبر العدوان الإسرائيلي على سوريا وهناك 13 شهيدا وعدد من الجرحى، نحن نشدّ على أيدي الذين واجهوا العدوان الإسرائيلي من الشعب السوري الأخ والشقيق، ولم يتركوا العدو يخرج سالما، وهذا عمل مباشر في سوريا في مواجهة الشعب السوري للعدوان الإسرائيلي المستمر، هذا النموذج الذي يريدون منكم ان تسيروا عليه. أنا اقطع بأن غالبية اللبنانيين، وان كان الصوت العالي لبعض القنوات التلفزيونية ولبعض المواقع ولبعض الصحف، ان اللبنانيين كلهم يريدون نزع السلاح والسلام مع العدو الإسرائيلي، وهذا غير صحيح. ما يحصل في سوريا هو نتيجة التراجع وسحب الذرائع، وكما يقولون العدو الإسرائيلي كلما أعطيته شيئا يطلب شيئا أكبر وأكثر”.
واردف: “من هنا نؤكد بأن هذا العدو وجد في هذه المنطقة بالقوة وبالغصب وبالقتل وبالإجرام، ولن تستطيعوا أن تغيروا وأن تخدعوا قلوبنا وقلوب شعوبنا التي سيأتي اليوم الذي تنتقم منه لشرفها وكرامتها وتحرر أرضها”.
وختم: “في هذه المناسبة نحيي اهلنا الصامدين الصابرين المحتسبين في كل المناطق طوال عام كامل، ونشد على ايديهم، ونتوجه الى العلي القدير بأن يرحم شهداءهم ويشفي جرحاهم، ونكرر معهم قوله تعالى “وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون”.