ألقى علي خامنئي، مساء اليوم خطابًا تلفزيونيًا إلى الشعب الإيراني، شدّد فيه على ضرورة تعزيز واستمرار قوة الحرس الثوري الشعبي "البسيج" عبر الأجيال المتعاقبة، واصفًا إياه بـ"ثروة عظيمة، حركة جماهيرية، وعامل لزيادة القوة الوطنية".
وأكد خامنئي "فشل الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق أي من أهدافهم من الهجوم على إيران"، مشيرًا إلى أن "ذلك دليل على فشلهم بلا شك"، ووجّه عدة توصيات للشعب ودعا جميع المواطنين والأحزاب السياسية للحفاظ على وتعزيز الوحدة الوطنية.
وشدّد على "ضرورة تكريم البسيج واعتباره حركة وطنية قيّمة ذات دافعية دينية وضميرية، تتمتع بالثقة بالنفس والعزيمة"، مضيفًا أن "الجيل الرابع من البسيج، وهم الشباب في جميع أنحاء البلاد، جاهزون للعمل والمبادرة". وأكد أن "حركة البسيج القيّمة والمهمة يجب أن تنتقل عبر الأجيال بشكل مستمر لتصبح أكثر قوة وكمالًا".
وقال خامنئي: وجود حركة مثل البسيج مفيد لكل دولة، وإن إيران، كونها تواجه القوى الكبرى والمعتدين، تحتاج إلى البسيج أكثر من أي دولة أخرى.
أضاف: على الشعوب مقاومة الطمع والتدخلات الأجنبية، مشيرًا إلى أن "عنصر المقاومة الكبير الذي تأسس في إيران نما وانتشر، ويظهر اليوم في الشعارات الداعمة لفلسطين وغزة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدول الغربية وحتى الولايات المتحدة."
وأكد أن حيوية البسيج تعزز مقاومة الشعوب ضد الظلم، مما يمنح المستضعفين شعورًا بالقوة والدعم.
وأوضح خامنئي أن "البسيج في شكله التنظيمي كجزء من الحرس الثوري الإيراني يمثل القوة أمام الأعداء والخدمة أمام الشعب، لكن الأهم هو العمق الكبير للبسيج الذي يمتد في جميع أنحاء البلاد، ويظهر في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والأكاديمية والإنتاجية وقطاع الأعمال وغيرها".
وأشار إلى أن "البسيج بهذه المفاهيم العامة والشاملة يعرقل مخططات الأعداء في المجالات العسكرية والاقتصادية والإنتاجية والتكنولوجية، سواء كان الشخص عضوًا رسميًا في البسيج أم لا، مثل العلماء الذين استشهدوا في الحرب الـ12 يومًا، والمهندسون والمصمّمون والمُطلقون للصواريخ، أو الأطباء والممرضون الذين لم يتركوا المستشفيات في أوقات الحرب، أو الرياضيون الذين يظهرون ولاءهم لله والدين والوطن والشعب في المحافل الدولية".
وقال: الخميني كان فخورًا بعضويته في البسيج، وكان يسعى لإنشاء بسیج شامل يشمل جميع الأقوام والطبقات والفئات.
أضاف خامنئي: على جميع المسؤولين في الجهات الحكومية أداء واجباتهم بإيمان وحافز وعزيمة كأعضاء البسيج.
وفيما يخص المنطقة والحرب الـ12 يومًا، أكد أن "إيران هزمت الولايات المتحدة وإسرائيل بلا شك"، وأن "الأعداء لم يحققوا أيًا من أهدافهم"، مشيرًا إلى أن "المخططات الصهيونية لاستفزاز الشعب الإيراني باءت بالفشل، بل وحدت الشعب حول النظام".
وأشار إلى أن "إيران رغم الخسائر التي تكبدتها، أظهرت قوة وقدرة على اتخاذ القرارات بلا خوف، بينما تكبد الأعداء خسائر مادية أكبر"، وأوضح أن "الولايات المتحدة تكبدت أضرارًا كبيرة في هذه الحرب ولم تتمكن من خداع الشعب الإيراني أو تحفيزه ضد النظام، بل عززت وحدة الشعب".
وتطرق إلى فظائع إسرائيل في غزة، مؤكّدًا أن "الولايات المتحدة دعمت هذه الجرائم، ما أدى إلى فقدانها السمعة واحترام العالم، وأن الشخصيات القيادية في إسرائيل أصبحت أكثر كراهية في العالم، وانتقلت هذه الكراهية جزئيًا إلى الولايات المتحدة لدعمها لهم".
وأشار إلى "تدخلات الولايات المتحدة في مناطق مختلفة من العالم، مؤكّدًا أنها سبب للحروب والإبادات الجماعية والدمار والنزوح، مستشهدًا بالحرب في أوكرانيا كنموذج على فشل السياسات الأميركية".
كما تحدث عن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية، وأكد أن "الادعاءات عن إرسال إيران رسائل سرية لأميركا مجرد أكاذيب"، وقال: أما هجمات الإسرائيلية على لبنان، وتعدّياته على سوريا، وجرائمه في الضفة وغزةوالعالم كله يشهد وضع غزةفكلها تتم بدعم أميركي، وقد مُنيت أمريكا في هذا المجال بخسارة فعلية وأصبحت مكروهة.
أضاف: "الولايات المتحدة خانت حتى حلفاءها لدعم إسرائيل والسعي للحرب بسبب النفط والموارد"، مؤكّدًا أن "هذا النوع من الدول ليس شريكًا لإيران".
وفي ختام كلمته، قدّم خامنئي عدة توصيات للشعب الإيراني: "الحفاظ على وتعزيز الوحدة الوطنية، مع تجاوز الخلافات الداخلية لمواجهة الأعداء كما حدث في الحرب الـ12 يومًا. ودعم الرئيس والحكومة والخطط الوطنية الجارية، التي تستكمل المشاريع السابقة. وتجنب الإسراف في كل شيء، مثل الخبز والغاز والبنزين والمواد الغذائية، باعتباره خطرًا على الأسرة والوطن. وتعزيز العلاقة مع الله والدعاء لجميع الأمور، مثل المطر والأمن والصحة، لتيسير إصلاح الأوضاع بفضل الله".
The post خامنئي: هجمات إسرائيل على لبنان تتم بدعم أميركي appeared first on Lebtalks.