إفتتح وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين مشروع تحسين خدمات الرعاية الصحية في مركز قره كوزيان للرعاية الصحية الأولية في منطقة برج حمود بتمويل من اليابان، من خلال تجهيزه بجهاز متطور للتشخيص بالموجات فوق الصوتية ونظام لتنقية المياه.

جاء ذلك بحضور سفير اليابان في لبنان السيد ماسايوكي ماجوشي وقنصل أرمينيا في لبنان سيتراك سركيسيان، وممثل مطران الأرمن الأرثوذكس شاهي بانوسيان الأب سورين أرسلانيان، ممثل الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان المونسنيور غريغور باديشاه، وممثل إتحاد الكنائس الإنجيلية الأرمنية الأب رافي ميسرليان، والنائب هاغوب بقرادونيان والوزيرين السابقين فارتينيه أوهانيان وأواديس كيدانيان، ونائب حاكم مصرف لبنان السيد ألك موراديان، ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندة حمادة، وممثلين عن جامعات الحكمة والبلمند وبيروت العربية وNDU وLAU والجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف وحشد من الشخصيات وفريق عمل مركز قره كوزيان للرعاية.

إستُهل اللقاء بكلمة ترحيبية لمدير مركز قره كوزيان سيروب أوهانيان تحدث فيها عن تاريخ جمعية قره كوزيان الخيرية لافتًا إلى أنه “بدأ بمأساة حين فقدت عائلة قره كوزيان الأمريكية الأرمنية التي كانت تعيش في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ابنها الشاب هوارد البالغ من العمر 14 عامًا بسبب جائحة الإنفلونزا عام 1918. فقرر الوالد إنشاء جمعية باسم نجله. ولاحقًا بعد عشرين سنة وتحديدًا عام 1941 سجلت الجمعية رسميًا في لبنان، في وقت كان الأرمن قد واجهوا الإبادة الجماعية الرهيبة عام 1915 وأجبروا على ترك أرضهم وتوجه عدد كبير منهم إلى لبنان. ولا تزال الجمعية تعمل منذ 85 عامًا بكل ديناميكية وروح شبابية. وقال أوهانيان إننا نقدم الخدمات الصحية للجميع بشراكة وتنسيق مع وزارة الصحة العامة وكل شركائنا الدوليين والمحليين”.

ونوه مدير مركز قره كوزيان بالدعم الذي لقيته الجمعية من اليابان من أجل تطوير خدماتها من خلال جهاز للتصوير الطبي بالموجات فوق الصوتية ونظام تنقية المياه الذي سيؤمن ألف ليتر يوميًا من المياه الصالحة للشرب.

وقال:” إن الجمعية تعتز بكون فريقها الذي يضم 200 من العاملين الصحيين المتخصصين، يقدم الخدمات لأكثر من سبعمئة شخص يوميًا، وبمعدل 10000 شخص يزورون المركز شهريًا لتلقي الخدمات والعلاج”.

السفير الياباني

ثم ألقى السفير الياباني كلمة باللغة العربية أوضح فيها أن المشروع الذي دعمته الحكومة اليابانية في مركز قره كوزيان للرعاية الصحية الأولية في برج حمود، يأتي في إطار برنامج اليابان للمساعدات الأهلية لمشاريع الأمن البشري (GGP). وقال: “لسنوات عديدة، كانت اليابان شريكاً ثابتاً في دعم قطاع الصحة في لبنان، حيث ساعدت في تعزيز أنظمة الرعاية الصحية المحلية وتوسيع نطاق الاستفادة من الخدمات الطبية الأساسية للمجتمعات الأكثر حرماناً. وقد ساعد الدعم المستمر من اليابان في تنفيذ العديد من المشاريع التي عززت الجودة الشاملة للرعاية الصحية، مما أثر بشكل ملموس على رفاهية السكان.”

وأوضح السفير ماسايوكي ماجوشي أنه ف”ي إطار هذه المبادرة على وجه الخصوص، تلقى المركز الطبي في برج حمود جهازًا متطورًا للتشخيص بالموجات فوق الصوتية سيمكن من الكشف المبكر عن الأمراض وتعزيز خدمات الرعاية الصحية للمجتمع. كما تم دعم المركز بنظام جديد لتنقية المياه لتوفير مياه آمنة ونظيفة لجميع الزوار، مما يساعد على تقليل مخاطر الأمراض المنتشرة عن طريق المياه”.

وأكد أن اليابان” ستواصل وقوفها إلى جانب لبنان، ودعم المبادرات التي تعزز الخدمات الاجتماعية والأنظمة الصحية وقدرة المجتمعات المحلية على الصمود”.

وختم مؤكدًا أنه “من خلال مشاريع مماثلة، تبرهن اليابان على التزامها ليس فقط بتقديم الإغاثة الفورية، بل أيضاً بالعمل على التنمية والاستقرار على المدى الطويل في لبنان”.

ناصر الدين

ثم كانت كلمة وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين وقد توقف فيها أمام ما تبديه اليابان من إهتمام دائم بدعم مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات الحكومية، بما يعكس حرصًا على دعم الدولة اللبنانية بأبنائها جميعًا.

وتابع ناصر الدين مؤكدًا أن “الإستثمار الذي تقوم به وزارة الصحة العامة في مراكز الرعاية الصحية الأولية يعود إلى أهمية هذه المراكز في تأمين التشخيص والعلاج المبكّر والوقاية من الأمراض إضافة إلى تخفيض الكلفة الإستشفائية”.

وأعلن وزير الصحة العامة سلسلة خطوات تقوم بها الوزارة حرصًا على استدامة الخدمات الصحية في مراكز الرعاية الأولية وذلك وفق التالي:

“· أجرت الوزارة مناقصة لأدوية هذه المراكز وتم التوقيع عليها الشهر الماضي بحيث تصبح الأدوية على نفقة الوزارة بكلفة حوالى 18 مليون دولار.

· تعمل الوزارة على تحديث وتعزيز رزم الخدمات الصحية LPSP، على أن يتم إطلاقها في كانون الأول المقبل لتكون متاحة في داخل المراكز لتأمين الحاجات بحسب الفئات العمرية.

· تطلق وزارة الصحة العامة هذا الأسبوع مناقصة لدعم مراكز الرعاية بالمعدات الطبية التي سيصار إلى توزيعها لدى شرائها على المراكز الموزعة على كافة المناطق اللبنانية.

· للمرة الأولى، سيتم رصد أسقف مالية لمراكز الرعاية من ضمن موازنة الوزارة وذلك بحسب عدد المستفيدين من هذه المراكز، تعبيرًا عن حرص الوزارة على تعزيز الوقاية والتشخيص المبكر والحماية من الأمراض”.

واختتم الإحتفال بجولة في المركز وبهديتين تذكاريتين من أرمينيا قدمهما مديره للوزير ناصر الدين والسفير الياباني وهي لوحة ترمز للحياة والتنمية والخصوبة.