عشية بداية الزيارة الرسولية الأولى للبابا لاون الرابع عشر، التي ستقوده إلى تركيا ولبنان من السابع والعشرين من تشرين الثاني ولغاية الثاني من كانون الأول أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي سلط الضوء على أهمية الزيارة لاسيما على صعيد الحوار المسكوني وما بين الأديان، فضلا عن كونها علامة للرجاء والسلام، كما أنها ستعطي دفعاً قوياً للجماعات المسيحية في البلدين.
مما لا شك فيه أن محور زيارة الحبر الأعظم إلى تركيا سيكون الاحتفال بالذكرى المئوية السابعة عشرة لانعقاد مجمع نيقيا، أول مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة. أما المحطة الأشد وقعاً ربما لهذه الزيارة في لبنان، فستكون "الصلاة الصامتة" التي سيتلوها لاون الرابع عشر في مرفأ بيروت، حيث وقع انفجار الرابع من آب ٢٠٢٠، مسفرا عن مقتل أكثر من مائتي شخص، وجرح ما لا يقل عن سبعة آلاف آخرين.
في بداية حديثه لموقعنا الإلكتروني قال نيافته إن البابا سيحمل عصا الحاج، وسيسير على خطى الأحبار الأعظمين السابقين بولس السادس، يوحنا بولس الثاني، بندكتس السادس عشر وفرنسيس.
أضاف أن البابا بريفوست سيزور البلدين في أول زيارة رسولية له، تقوده المشاعر نفسها التي رافقت أسلافه، ألا وهي لقاء الجماعات المسيحية المحلية لتثبيتها في الإيمان، فضلا عن لقاء باقي السكان والسلطات الرسمية، والمجتمع المدني ليكون للجميع رسول سلام ووافق وحوار.
في معرض حديثه عن زيارة لاون الرابع عشر إلى تركيا، توقف الكاردينال بارولين عند الذكرى السبعمائة بعد الألف لانعقاد مجمع نيقيا، وقال إنها مناسبة يتم الإعداد لها منذ فترة طويلة ما يسلط الضوء على أهميتها، وحضور البابا هو خير دليل على ذلك. وأوضح نيافته أن المجمع وضع ركائز الإيمان المسيحي، أي الإيمان بيسوع بلاهوته وبناسوته الكاملين، إنه يسوع المسيح، ابن الله حقاً، والإنسان حقا، مضيفاً أن هذا هو الإيمان المشترك لدى جميع المسيحيين على الرغم من الانقسامات القائمة بينهم. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن تركيا تُعتبر مهد المسيحية، إذ أبصرت النور فيها أولى جماعات المؤمنين، التي وجه إليها القديس بولس رسائله، وفي تلك البقاع عُقدت أول ثماني مجامع في تاريخ الكنيسة، كما أن الحوار المسكوني يكتسب أهمية هناك لأن التاريخ شهد لقاء بين مسيحيين أعلنوا الإيمان نفسه بيسوع، الإله الحق والإنسان الحق.
بعدها ذكّر نيافته بأن الكنيسة احتفلت مؤخرا بالذكرى السنوية الستين لصدور الإعلان المجمعي في عصرنا الذي يتحدث عن علاقة الكنيسة مع أتباع باقي الديانات لاسيما اليهودية والإسلام، ومن هذا المنطلق تكتسب زيارة البابا إلى تركيا أهمية على صعيد الحوار ما بين الأديان، وتؤكد على أن المسيحيين والمسلمين قادرون على التعاون معاً من أجل عالم أكثر عدلا وتضامناً وأخوّة.
لم تخل كلمات نيافته من الحديث عن زيارة البابا إلى لبنان، مشيرا إلى أنها ستشكل رسالة رجاء بالنسبة لبلاد الأرز، موضحا أن هذا البلد حقق خطوات إلى الأمام على صعيد حل الأزمات التي عصفت به خلال السنوات الماضية. وقال إن للبنان رئيساً اليوم، وحكومة، وتسعى البلاد إلى القيام بالإصلاحات، على الرغم من الصعوبات والعراقيل، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تباطؤ العملية الإصلاحية وبالتالي إلى خيبة أمل لدى الناس، لذا ثمة حاجة ملحة إلى الأمل والرجاء.
ولفت بارولين في هذا السياق إلى أن الكنيسة تود أن تعرب عن قربها من لبنان، كما أكد أن الكرسي الرسولي يولي هذا البلد اهتماما كبيرا لأنه أكثر من بلد، إنه رسالة، كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني. والسبب يعود، قال نيافته، إلى التعايش السلمي القائم في لبنان بين ديانات وأعراق مختلفة، وهذا التعايش ينبغي أن يبقى ويستمر. وعاد ليؤكد على أن الكرسي الرسولي يدعم هذا التعايش وحضور البابا لاون الرابع عشر هو أيضا تعبير عن هذا الدعم.
The post "عصا الحاج" لبيروت.. بارولين يكشف المحطّة الأكثر تأثيرًا في زيارة البابا appeared first on Lebtalks.