نوه النائب نعمة افرام في بيان، برسالة الاستقلال التي وجّهها رئيس الجمهورية جوزاف عون، والتي أكّد فيها "أنّ لبنان يقرأ المتغيّرات ولا يعيش في حالة إنكار، خلافًا لبعض الأفرقاء، وهو مستعدّ لمواكبة الزمن الجديد في الشرق الأوسط".
وقال: "أعتبرُ موقف الرئيس بالغ الأهميّة. فهو توجّه إلى المجتمع الدولي ليؤكّد أنّ الشرق الأوسط دخل مرحلة مختلفة كليًّا، تتقدّم فيها مفاهيم السلام والانفتاح والتكامل. ومسؤوليّتنا كلبنانيين كبيرة جدًّا، ولبنان جاهز ليس فقط لتسلّم النقاط الخمس، بل أيضًا للتأكيد أنّه لا سلاح متبقّي جنوب الليطاني. أنا من القائلين بضرورة أن نبلغ المجتمع الدولي استعدادنا لاستكمال النقاط المتبقّية، شرط أن يقدّم لنا الدعم والمساندة… وذلك مثلًا عبر عقد مؤتمر شرم شيخ جديد خاص بلبنان. فالآلية التي تحدّث عنها الرئيس تحمل دلالات عديدة، وقد تمتدّ من الميكانيزم إلى قوّات دوليّة مساندة للجيش اللبناني".
وتساءل: "هل سنلتقط هذه المبادرة الدوليّة وندخل مسار الحياد الإيجابي للبنان؟ وإلّا نكون نقدّم الذريعة نفسها التي حصلت عام 1973، مع فارق أنّ المشهد اليوم يضع إسرائيل من جهة وسوريا من جهة أخرى، ما قد يقود إلى نهاية لبنان الـ1920 وسقوط حدوده. فهل سيلتقط "حزب الله" هذه الفرصة ويهبط في مطار النجاة كحزب سياسي داخلي مجرد من السلاح، فعّال ومنظّم، بعيدًا من المشاريع العابرة للحدود؟"
وتابع: "ما يجري اليوم يعيدني إلى مشهد عام 1973، يوم تعذّر على هنري كيسنجر الوصول إلى قصر بعبدا بسبب الاحتجاجات قرب مطار بيروت، فحطّ في رياق ثم زار الرئيس سليمان فرنجية قبل أن يغادر إلى دمشق. يومها بدا وكأنّ القرار الدولي اقتنع بعجز الكيان اللبناني عن ضبط أمنه الداخلي، فتمّ تلزيمه إلى حافظ الأسد. ما نريده هو انتصار حضارة الحياة على الأفكار والمشاريع الأخرى، وأن ندخل بثبات في المرحلة الجديدة التي يشهدها الشرق الأوسط. لماذا نخجل من عرض فيديوهات تُظهر سيطرة الجيش على مواقع حزب الله في الجنوب ومصادرته السلاح؟ ولماذا كل هذا القلق المبالغ فيه من خطوة من شأنها أن تحمي الجميع؟"
واعتبر أن "الجيش الأميركي ينظر إلى الجيش اللبناني وكأنه الأخ الأصغر، وهو أنفق أكثر من 15 مليار لمساعدته، وما يقوم به اليوم يأتي ضمن إطار المساءلة والمتابعة لما يحصل، ذلك ان المطلوب منه كثير وأن يأخذ قرارات سريعة".
أضاف:" يجب أن ننطلق نحو مرحلة مختلفة قد تُمهّد لوقف النار أو اتفاقات سلام في الشرق، ويجب أن نفعل كل ما فيه مصلحة للبنان و"اليوم العالم كلو سابقنا". وقال:"إذا تأخّرنا أكثر في الانضمام إلى مسار التغيرات في المنطقة، فقد "نتلزّم لحدا" وكلام طوم بارّاك أبرز دليل على ذلك. فالحرب إن وقعت هذه المرة، فقد تكون شبيهة بالسيناريو الذي حصل عام 1973، حينما تأكد المجتمع الدولي أن لبنان بحاجة إلى وصاية وهذه الكارثة الكبرى التي ستوصلنا إلى تغيير الكيان. لذلك أتمنّى أن يكون لدى الجميع وعيٌ كاف لحماية الكيان اللبناني، لأنّه مميّز بتنوّعه الطائفي. وأخشى أن تندلع الحرب إن لم نصل إلى مفاوضات، وهذه الأخيرة يجب أن تقودها الدولة اللبنانية بكل معنى الكلمة، لأني أشعر بالقلق من أن يعمد البعض إلى العرقلة حتى يصبح التفاوض ورقة في يد جهة أخرى".
وأشار إلى أنّ "استئناف الصادرات إلى المملكة العربية السعودية سيتم خلال أقلّ من شهر، ما يعكس شعورًا بأنّ الدولة اللبنانية بدأت تستعيد تماسكها، وأنّ المحور الإداري يحقق تقدّمًا بطيئًا ولكن في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، لا يزال أمامنا مسارٌ طويل لاستعادة الثقة التي من شأنها أن تعيد الاستثمارات إلى البلاد، بما في ذلك التوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد، ورَدْم الفجوة المالية، وتصحيح الواقع المصرفي".
وختم: "إنّ الروح القدس ألهم البابا القيام بزيارةٍ إلى لبنان، فهو اليوم كمن يلتقط الصواعق ويُبعد عنّا الخطر. فزيارة الحبر الأعظم، وهي الأولى له خارج الفاتيكان، تحمل دلالات كبرى وأعتبرها زيارة إنقاذية، لأنّ لبنان الـ1920 في خطر جيوسياسي، ولأنّ الوجود المسيحي في المنطقة، كما التكامل الطائفي بين جميع المكوّنات، هو ثروة لا يمكن التعامل معها كتفصيل".
The post افرام حذّر من تكرار وصاية 1973 appeared first on Lebtalks.