أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، عبد الهادي محفوظ، أنّ "رئيس مجلس النواب نبيه بري صريح فيما يريد وفي ما يقول، وهو حريص على الوحدة الوطنية ووحدة الموقف الداخلي".
وقال محفوظ: "في التجربة، إنّ اختراقات الخارج الدولي أو الإقليمي للوضع اللبناني كانت تأتي من خلل الداخل اللبناني، الذي يحرص على تماسكه لأنه مؤمن ومقتنع بما كان يذهب إليه الإمام السيد موسى الصدر من أن علة لبنان هي الطائفية السياسية. لذلك يحرص بري على تشكيل تقاطع بين المكونات اللبنانية التي تلتقي على شخصه وتطمئن إلى ما يعلنه، كونه يأخذ في الاعتبار معطيات كثيرة وذات بعد بنيوي غايته الحفاظ على الوحدة وإخراج لبنان من عنق الزجاجة، ولو كان الأمر يفترض تنازلات لا تعطي الغلبة لأحد على الآخر. فلبنان في تقديره الشخصي لا يمكن أن يكون محكومًا من طائفة أو ثنائية طوائفية أو ثلاثية، لأن ذلك يُنجب سقوفًا متعددة للمواطنة لا تستقيم معها الأمور، ويحول المواطنين الدروز والكاثوليك والأرمن والعلويين والسريان والأكراد والبروتستانت وكل الأقليات إلى مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة، خصوصًا وأنه مؤتمن على معادلة مواطنين في وطن لا مواطنين في طوائف"؟
أضاف: "يعرف بري أن لبنان يمر في مرحلة هي الأخطر في تاريخه، ومن هنا يعمل على تفكيك الألغام: الألغام الإسرائيلية وألغام الداخل اللبناني، وعلى تصحيح أوهام البعض وحساباتهم الخاطئة ورهاناتهم الخارجية المغامرة، وعلى محاولات استدراج واشنطن إلى موقف عدائي منه. لكن ما لا يعلمه هؤلاء أن الإدارة الأميركية تأخذ بملاحظاته ونصائحه لمعالجة الوضع اللبناني، كما أنها تحتاجه في العلاقة مع حزب الله وتفعيل التشريع اللبناني بما يخدم بناء الدولة. وقد أكد لي زوج ديبلوماسية أميركية أن "تلك السموم تعود على أصحابها، وهناك تفهم أميركي للوضع الصعب في لبنان، واعتبار الموقف الرسمي اللبناني من التفاوض إيجابيًا في المقاربة الأميركية النهائية، وأن ما ترغب به واشنطن هو الاستقرار اللبناني".
تابع محفوظ: "يراهن ري على تجنب الحرب الشاملة على لبنان، التي تشكل مخرجًا لبنيامين نتنياهو من التزام المبادرة الأميركية للسلام للرئيس ترامب وللحل السلمي في غزة. وهو ضامن موقف حزب الله في مسألة بناء الدولة أو في موضوع التفاوض الذي التزمه لبنان الرسمي على قاعدة تنفيذ القرار 1701 والانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة ووقف الاعتداءات والاغتيالات الإسرائيلية. وعلى هذا الأساس، يجزم الرئيس بري بأن لا أحد يمكنه استدراج الطائفة الشيعية إلى الفتنة، وأن لا مخرج من الأزمة إلا بالوحدة".
وأشار محفوظ إلى أنّ "الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يلاقي بري في موقفه، ما يشكل شبكة أمان لبنانية، خصوصًا مع الموقف الإيجابي التدريجي للسعودية تجاه الدولة اللبنانية، لا سيما في مكافحة المخدرات وتهريب الكبتاغون وغسيل الأموال والاتجار بالأطفال وأعضاء البشر". أضاف: "هذا ما قابله الرئيس بري بترحيب ملحوظ، مؤكدًا أن لبنان هو بلد كل العرب في رسالة رمزية واضحة للرياض وولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وختم محفوظ: "صحيح أن هناك تشابكًا بين الضغوط الإسرائيلية والأميركية والأوروبية على لبنان، لكنها ليست في اتجاه واحد. هناك تمايز أميركي عن الضغوط الإسرائيلية في الهدف، ما يجعل رهان البعض على إسرائيل في غير مكانه، وبالتالي لا يفيد التحريض على الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري في واشنطن".
The post محفوظ: برّي صريح وضامن وحدة لبنان وموقف "الحزب" appeared first on Lebtalks.