واصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في اطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف.
وفي هذا الاطار، زار الرئيس عون رئيس الحكومة البلغارية السيد روزين جيليازكوف في مقر رئاسة الحكومة البلغارية، وعقد معه اجتماعاً حضره عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وسفيرة لبنان لدى بلغاريا السيدة رحاب ابو زين، والمستشارون: العميد اندره رحال، جان عزيز والعميد الطيار زياد هيكل، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. وضم الجانب البلغاري وزير الخارجية جورج جورجييف، والسفير البلغاري في لبنان اياسن توموف، وعددا من معاوني رئيس الحكومة.
في مستهل اللقاء، رحب الرئيس جيليازكوف بالرئيس عون في بلغاريا، والتي تتزامن مع اقتراب مناسبة مرور 60 عاماً على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقال: “اننا نتابع التطورات في لبنان، والجهود التي تبذلها مع الحكومة للوصول الى حلول للاوضاع الراهنة والتي لا بد ان تحمل حلولا سياسية بفضل رعايتك وقيادتك للبلد الصديق لبنان.
ورد الرئيس عون شاكراً رئيس الحكومة البلغارية على ترحيبه، مشدداً على الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة. وقال: “هناك اتفاقات وقّعت قبل سنوات، تحتاج الى اعادة نظر او تفعيل، نظراً للتطورات التي شهدها لبنان في السنوات الماضية”. واعرب الرئيس عون عن امله في ان يأخذ التعاون بين البلدين مداه، لا سيما في المجالات العسكرية والتربوية والثقافية والمعلوماتية، وما يتفرع عنها. واشار الى ان لبنان يتطلع الى عودة الطيران البلغاري الى بيروت لتأمين التواصل بين العاصمتين اللبنانية والبلغارية بدلاً من الاضطرار الى استعمال خطوط غير مباشرة والتنقل من مكان الى آخر، مقترحاً ارسال لجنة بلغارية الى بيروت للاطلاع على الاوضاع عن كثب، وتحديد الحاجات والاجراءات العملية لتحقيق ذلك.
وبالنسبة الى المواضيع الاخرى، تقرر ان يلتقي وزيرا خارجية البلدين لوضع مذكرة تفاهم تتناول المواضيع كافة.
وتطرق البحث الى الاوضاع في المنطقة، فأكد الرئيس عون ان لبنان المستقر والآمن يريح الدول الاوروبية ويمنع الاختراقات التي يمكن ان تسبب ارباكات امنية او اجتماعية. كما عرض رئيس الجمهورية الواقع الاقتصادي في لبنان والاصلاحات التي تعتمدها الحكومة اللبنانية في المجالات المصرفية والمالية والاجتماعية.
وعن الوضع في الجنوب، تحدث الرئيس عون عن استمرار اسرائيل في انتهاك الاتفاق الذي اعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الاعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الامن الرقم 1701، وابقاء احتلالها لاراض لبنانية وعدم اعادة الاسرى اللبنانيين. واضاف رئيس الجمهورية ان لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على اسرائيل لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل الى نتيجة ايجابية.
وشرح الرئيس عون بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض للواقع الامني في البلاد وهو افضل مما كان عليه في السابق.
وتم خلال اللقاء، التداول في سبل تطوير العلاقات بين الجانبين اللبناني والبلغاري، فأكد رئيس الحكومة على رغبة بلاده في العمل على اقامة افضل العلاقات بين لبنان وبلغاريا ، مقترحاً تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة، ولجان اخرى تعنى بالنقل والتربية والثقافة والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، اضافة الى عقد لقاءات مع رجال الاعمال بين البلدين، “بذلك نتوّج مرور 60 عاماً على العلاقات بين بلدينا في جهد مشترك نحو الافضل، فضلاً عن اقامة مشاريع اوروبية مشتركة”.
رئيسة مجلس النواب
ومن مقر رئاسة الحكومة، انتقل الرئيس عون الى مقر رئاسة مجلس النواب حيث كانت في استقباله رئيسة المجلس السيدة رايا نازاريان، ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس السيدة يورانكا فرداكوفا، والمسؤول عن الجلسات السيد قسطنطين انجيلوي، والسفير البلغاري في لبنان.
ورحبت الرئيسة نازاريان بالرئيس عون معتبرة ان زيارته الى بلغاريا سوف تدفع بالعلاقات بين البلدين الى الامام، وتعمّق علاقات الصداقة بين الشعبين اللبناني والبلغاري، واشارت الى ان العلاقة بين مجلسي النواب اللبناني والبلغاري تعود الى ما قبل العام 2000، “وانا مستعدة لاعادة تفعيلها ولقاء رئيس المجلس اللبناني نبيه بري، متمنية ان تنقل اليه دعوتي لزيارة صوفيا”.
واشارت الرئيسة نازاريان الى وجود لجنة للصداقة البرلمانية اللبنانية- البلغارية عدد اعضائها 14 عضواً، ومن المفيد تفعيلها لما يعود بالفائدة على التعاون بين المجلسين. واعربت رئيسة مجلس النواب البلغاري عن تقديرها للدور الذي يلعبه الرئيس عون في سبيل تحسين الاوضاع في لبنان، متمنية التوفيق في تنظيم الانتخابات النيابية المقبلة بطريقة شفافة وعادلة لما فيه مصلحة اللبنانيين.
وتحدثت السيدة فرداكوفا، فأكدت تأييد مجلس النواب البلغاري للجهود التي يبذلها الرئيس عون من اجل اعادة الاستقرار الى لبنان والاسهام في احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط، لافتة الى ان بلغاريا سوف تظل تسهم، من خلال عضويتها في الاتحاد الاوروبي، في دعم السلطات اللبنانية والشراكة معها في مجالات عدة، لاسيما مجالات التكنولوجيا والابتكارات والذكاء الاصطناعي.
وشكر الرئيس عون رئيسة المجلس على استقبالها، لافتاً الى ان بين لبنان وبلغاريا تاريخا طويلا من التعاون، مع التأكيد على وجود رغبة في تعزيز العلاقات بينهما في مختلف المجالات. واكد الرئيس عون ان التنسيق قائم بين لبنان ودول الاتحاد الاوروبي، ولا بد من تطوير الاتفاقات الموقعة بين لبنان وبلغاريا.
وتم خلال اللقاء، التداول في الاوضاع العامة في لبنان وسوريا والمنطقة. واشارت رئيسة المجلس الى دعمها لاعادة الخط الجوي بين بيروت وصوفيا، معربة عن ترحيبها بالتعاون في مجال التحقيق مع مالك السفينة التي نقلت حمولة “نيترات الامونيوم” الى مرفأ بيروت والتي سببت الانفجار في 4 آب 2020، وقالت انه في امكان السلطات القضائية اللبنانية الاشتراك افتراضياً في التحقيق الجاري للحصول على المعلومات التي ترغب بها، وصولاً الى معرفة الحقيقة كاملة، وستتم تلبية طلبات القضاء اللبناني في هذا الصدد.
وشكر الرئيس عون رئيسة المجلس على ما ابدته حيال قضية مالك الباخرة إيغور غريتشوشكين، مشيراً الى ان القضاء اللبناني راغب في استجوابه في محاولة لاجلاء الحقيقة حول هذه الجريمة التي هزت لبنان والعالم، وذلك بهدف معرفة المزيد من التفاصيل التي من شأنها ان توضح ملابسات نقل حمولة الباخرة الى بيروت، وسبب بقائها في المرفأ .
ومن المتوقع ان ينهي الرئيس عون زيارته الرسمية اليوم الى بلغاريا، على ان يعود مساء الى بيروت.