أشار الكاتب والمحلل الجيو سياسي جورج أبو صعب إلى أن "بيان حزب الله بالأمس والذي فيه خرج بموقف تصعيدي خطير ينسف كل سردية الحوار بينه وبين الرئيس جوزاف عون لا بل يذهب تماماً بعكس استعدادات العهد المعلنة للتفاوض مع اسرائيل".
وتابع عبر منصة "إكس": "هذا البيان الموجه كما قيل للرؤساء الثلاث يصلح اعتباره بيان انقلاب سياسي على العهد والدولة في خياراتهم والسبب الهجوم المباشر على قرارات الحكومة في ٥ و٧ آب الماضي التي رسمت خطة واضحة بسحب السلاح وانسحاب اسرائيل من الجنوب بالتدرج والتزامن وفق المراحل الاربعة التي ختامها وقف اسرائيل اعتداءاتها وانسحابها الكامل ووقف الطلعات الجوية مع اتمام الدولة تسلم سلاح الخرب كاملا للانتقال الى الاعمار".
وللتذكير انه وبين العامين ٢٠٠٦ و٢٠٢٤ لم يحصل اي اعتداء اسرائيلي على لبنان فلماذا يرفض الحزب عودة الاستقرار الى لبنان وانسحاب اسرائيل التي جلبها هو مجددا لتحتلنا بسبب حرب إسناده الفاشلة ؟
كل هذا ان دل على شيىء فعلى حقيقة واحدة باتت جلية : الحزب لا يريد انسحاب إسرائيل ولا اعمار ٩
أضاف: "بيان الحزب دليل اضافي على انه لا يريد خروج اسرائيل من لبنان وانهاء الاحتلال وهو في نفس الوقت يتذرع بوقوفه خلف الدولة بوقف اطلاق النار فيرسم بالتالي حدود لعبته كي لا يخسر مبرر سلاحه: فهو يقف خلف الدولة بوقف النار ويرفض التفاوض مع اسرائيل ويرفض تطبيق مقررات الحكومة في ٥ و٧ اب، اي في الترجمة الجيوسياسية حزب الله يريد ستاتيكو مؤبد للصراع الذي بات فارغاً من اي مضمون مع اقراره بسحب سلاحه من جنوب الليطاني والمفترضة منطقة المواجهة مع العدو وبالتالي بناسبه استمرار الاحتلال الاسرائيلي كي يبقى لسلاحه مبرراته".
وقال: "من هنا فبيان الحزب والذي اعتبر مقررات ٥ و٧ آب خطيئة، لا يمكن قراءته الا من هذه الزاوية اذ ان هدف العهد من التفاوض كان لتأمين انسحاب اسرائيل الجدي من الجنوب وتسليم السلاح ووقف الطلعات الجوية وترسيم ما تبقى من حدود بين البلدين حماية للبنان ولاستقراره فرفض الحزب التفاوض يعني رفض تحقيق ما ذكرناه اعلاه الأمر الذي يؤكد رفض الحزب مصلحة، لبنان عكس ما يدعيه في بيانه اذ ان من تأذى ولا يزال بالمباشر من حرب اسناده لغزة كانت ولا تزال بيئته الحاضنة وكوادره وقيادييه ومناطق نفوذه، واعتبار الحزب ان لبنان كله مستهدف كذب لان لبنان الدي يطبق القرارات الدولية والذي ينشر جيشه على كامل التراب الوطني ويحصر السلاح بيد الدولة".
ولفت إلى أن "لا يعود لا مستهدف ولا موضع استهداف من اسرائيل سيما اذا بات لبنان دولة موحدة واستعاد سيادته وأنهى التفلت الامني والسياسي والعسكري في ظل انتظام المؤسسات وتطبيق صارم للقوانين على الجميع وبالتالي زج الحزب لبنان في أدبياته السياسية لا يطابق الواقع ومن هنا السهوة اللاواعية في الاشارة في البيان الى لبنان والحزب معا فيما للبنان من يمثله دستورياً ومن ينطق باسم دولته وشعبه فلا يستقيم لا في المنطق الدستوري ولا المنطق السياسي جمعهما مع بعض في معرض بيان انقلابي جديد لفصيل لبناني يصادر كلمة لبنان وقرارات الدولة ومواقف باقي القوى السياسية ويفرض عليهم جميعا توجهاته".
وتابع أبو صعب: "للتذكير انه وبين العامين ٢٠٠٦ و٢٠٢٤ لم يحصل اي اعتداء اسرائيلي على لبنان فلماذا يرفض الحزب عودة الاستقرار الى لبنان وانسحاب اسرائيل التي جلبها هو مجدداً لتحتلنا بسبب حرب إسناده الفاشلة؟ كل هذا ان دل على شيء فعلى حقيقة واحدة باتت جلية: الحزب لا يريد انسحاب إسرائيل ولا اعمار".
The post "لا يريد انسحاب اسرائيل".. أبو صعب: بيان "الحزب" انقلاب على الدولة appeared first on Lebtalks.