أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنّه "ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض، الذي لا يكون مع صديق أو حليف بل مع عدو"، مشدّدًا على أنّ "لغة التفاوض أهمّ من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الديبلوماسية التي نعتمدها جميعًا، من رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رئيس الحكومة نواف سلام".
جاءت مواقف الرئيس عون خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدًا من مجموعة آل خليل برئاسة المحامي أنطوان سامي خليل، الذي عبّر باسم العائلة عن "التقدير المطلق لمسيرة الرئيس الوطنية الممتدة منذ تولّيه قيادة المؤسسة العسكرية إلى اعتلائه سدّة الرئاسة"، معتبرًا أنّ "العهد يستحق أن يُسمّى عهد الخلاص". وأكد خليل "الدعم غير المحدود وغير المشروط للعهد ولشخص الرئيس".
ونقل الوفد مجموعة من الرسائل المتعلّقة بأوضاع اللبنانيين، أبرزها:
وردّ الرئيس عون مرحّبًا بالوفد، ومؤكّدًا أنّ "مصلحة لبنان يجب أن تكون فوق كل اعتبار، فعندما يفكّر الجميع بمصلحة الوطن تزول أسباب الأزمات".
وأشار إلى أنّ "الحكومة تعمل منذ تشكيلها على تنفيذ الإصلاحات، والمؤشرات الاقتصادية إيجابية جدًا، إذ لحظت شركات الإحصاءات الدولية تحقيق لبنان نقلة نوعية خلال فترة وجيزة، ويتوقّع أن تبلغ نسبة النمو 5% حتى نهاية العام".
أضاف: "تحققت إنجازات عدّة هذا العام، منها التشكيلات القضائية والديبلوماسية والمصرفية والأمنية، وتعيين حاكم مصرف لبنان، ومشاريع الإصلاح الاقتصادي وقانون الفجوة المالية. لا يمكن محو تراكمات 40 سنة في ليلة، لكنّ الأمور تسلك مسارًا جيدًا رغم محاولات التشويه".
ولفت إلى أنّ "العام الحالي هو عام انتخابات نيابية، والجميع يسعى إلى تحقيق إنجازات ولو على حساب المصلحة الوطنية"، مضيفًا: "أنا لا أمارس السياسة بل أعمل كرجل دولة، فلبنان ليس ملكًا لأحد بل نحن ملكٌ له".
وحول العلاقات مع سوريا، قال عون: "بدأنا بمعالجة الملف، وهناك نوايا جدية متبادلة، وسنشكل قريبًا لجانًا مشتركة لحلّ مسألة ترسيم الحدود. كما أنّ عددًا كبيرًا من النازحين بدأ بالعودة إلى بلاده".
وأكد أنّ "الوضع العام جيد، وزيارة البابا للبنان والمؤتمرات الدولية دليل عافية واستقرار. هدفنا إنقاذ لبنان وإعادته إلى دوره العربي والعالمي، والمطلوب تحقيق المصلحة الوطنية وتجاوز الانقسامات الطائفية التي دمّرت البلاد".
وختم الرئيس عون: "لبنان يملك الكثير من الفرص، والمسؤولية مشتركة. يمكننا الوصول إلى أهدافنا بسرعة إذا خرجنا من الزواريب المذهبية التي دمّرت الوطن".