ثمانون عاماً مرّت على تأسيس طيران الشرق الأوسط – MEA، الشركة التي شكّلت منذ انطلاقتها العام 1945 واجهة لبنان إلى العالم، ومرآة لمسيرته بكل ما حملته من تحدّيات وأزمات.
منذ رحلتها الأولى، ارتبط اسم MEA بصورة لبنان المنفتح والمتّصل بالعالم، وساهمت في ترسيخ حضوره على خريطة النقل الجوي الإقليمي والدولي. ومع مرور العقود، واجهت الشركة مختلف المراحل الصعبة التي مرّ بها البلد، من الحرب الأهلية إلى الاجتياحات والأزمات الاقتصادية، لكنها استطاعت الحفاظ على استمراريتها وتطوير خدماتها رغم الظروف.
خلال الحروب، لم تتوقّف MEA عن أداء دورها الوطني، فكانت من المؤسسات القليلة التي استمرت بالعمل ولو جزئياً، لتبقي لبنان على تواصل مع محيطه والعالم. وفي حرب تموز 2006 كما في حرب 2024 الأخيرة، واجهت الشركة التحديات الأمنية واللوجستية، فنقلت جزءاً من أسطولها إلى الخارج حفاظاً على سلامة طواقمها واستمرارية عملها، وواصلت تشغيل رحلات محدودة عندما سمحت الظروف، في خطوة عكست التزامها المهني والوطني في آنٍ معاً.
ورغم الانخفاض في حركة الركاب وصعوبة الأوضاع التشغيلية، بقيت الإدارة متمسّكة بواجبها تجاه البلد والمسافرين، معتبرة أن استمرارية التحليق ليست مجرد خيار اقتصادي، بل مسؤولية وطنية تجاه لبنان واللبنانيين.
ثمانون عاماً تختصرها MEA بتاريخ من العمل والانضباط والتكيّف، وبفريق من الطيارين والفنيين والعاملين الذين حافظوا على سمعة الشركة ومكانتها. لم تكن المسيرة سهلة، لكنّها بقيت دليلاً على أنّ المؤسسات اللبنانية قادرة على البقاء حين تتوافر الإرادة والرؤية.