بقي الوضع الميداني المتسم بسخونة في واجهة المشهد اللبناني إذ نقل عن مصادر أوروبية أن ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط.
وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن “اختتام تمرين الفرقة 91 بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحرا وجوا وبرا”.
وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على “أكس”: “اكتمل تمرين مكثف استمر خمسة أيام لقوات جيش الدفاع بقيادة الفرقة 91 بهدف رفع مستوى الجاهزية لسيناريوهات الطوارئ القصوى في مجال الدفاع، والاستجابة السريعة للأحداث المفاجئة، بما في ذلك استدعاء قوات الاحتياط وحشد القوات، والانتقال إلى الهجوم، وكل ذلك مع استخلاص العِبر والدروس من عامين من القتال في كافة الساحات .تم تكييف سيناريوهات التمرين وفق الوضع العملياتي بعد القتال في جنوب لبنان، والذي خلاله تضررت القدرات العملياتية لمنظمة حزب الله الإرهابية”.
ونقلت محطة سكاي نيوز عربية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله “أننا نرصد محاولات من حزب الله لترميم كل قدراته بما فيها “الاستراتيجية” ولن نسمح بذلك” وأكد “أننا نقوم بإرسال مواقع سلاح ونشاط حزب الله للجنة التنسيق ونتحرك إذا لم تتصرف”. واشار الى انه “عندما يكون هناك تهديد فوري في لبنان نهاجمه دون إرسال تنبيه مسبق للجنة”. ولفت الى ان “حزب الله لم يعد يمتلك نفس القدرات التسليحية ولا القدرات القيادية وفقد قدرته بتنظيم هجوم منسق إلى حد بعيد”.واضاف: “نحن نتدرب على سيناريو الحرب ونعدّ لحزب الله قدرات ومفاجآت جديدة إذا ما اندلعت الحرب”. وهدد المصدر قائلًا: “إما أن تنزع الدولة اللبنانية سلاح حزب الله أو ستقوم إسرائيل بذلك”، مؤكدا “لن نسمح لحزب الله بترميم قدراته”
وكشف المصدر أن إسرائيل قدّمت ما مجموعه 1734 شكوى إلى لجنة وقف الأعمال العدائية مع لبنان، تتعلّق بما وصفته بـ “خروقات حزب اللّه” على طول الحدود. وأوضح المصدر أن الجيش اللبناني طُلب منه التعامل مع 840 شكوى من أصل تلك الشكاوى، مضيفًا أن 452 نشاطًا نفذه “حزب اللهّ” جرى التعامل معها بمبادرة من الجيش اللبناني.
وأشار المصدر إلى أنه في 812 حالة، تمّ رفع الشكاوى للجنة وقف الأعمال العدائية بعد أن تعاملت إسرائيل معها فعليًا ميدانيًا.
كما نقل المصدر عن الجيش اللبناني قوله إنه تمّ التعامل مع 528 شكوى قدّمتها إسرائيل عبر اللجنة المذكورة، في إطار آلية المتابعة الأمنية بين الطرفين برعاية الأمم المتحدة.
الامم المتحدة
واعتبرت منسقة الأمم المتحدة للبنان، جينين هينيس بلاسخارت، أن لبنان يمر بمرحلة «مفصلية» في تاريخه الحديث ستحدد مساره المستقبلي.
وجاء في بيان للمسؤولة الأممية بمناسبة يوم الأمم المتحدة أن المنظمة ستواصل العمل جنباً إلى جنب مع لبنان والشعب اللبناني بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.
وأكدت هينيس بلاسخارت في بيانها أن جنوب لبنان لا يزال يعاني من دمار واسع في ظل نقص حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة. وأضافت: «يحل يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظل حالة من عدم اليقين يمر بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العدائية في عام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهوداً كبيرة أعادت الحياة لعدد من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (سنة 2006) بعد سنوات من الجمود»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».
وتابعت: «لا يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمار واسع، في ظل نقص حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقاً يتعذر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلي بالصبر». واعتبرت أن التاريخ «خلّف آثاراً لا تمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكررة في الماضي دون معالجة حقيقية. ومع ذلك، فإن الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرة».
ورأت أنه «رغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب عملاً دؤوباً، على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يوماً مصدر هذا الفشل».
وقالت: «بينما تكمل الأمم المتحدة عامها الثمانين في ظل سعي دؤوب إلى التغيير والإصلاح، يمر لبنان بمرحلة مفصلية من تاريخه الحديث ستحدد مساره المستقبلي. وفي الوقت عينه، تستمر التحولات الإقليمية الكبرى والقوى العالمية في رسم مشهد أمني وجيوسياسي جديد».
وأعلنت أنه «في عام 1945، كان لبنان أحد الدول التي شاركت في تأسيس منظمة الأمم المتحدة محاولةً لتجنيب البشرية المزيد من المعاناة بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، نشأت شراكة قوية بين المنظمة ولبنان، الذي شق طريقه في ساحة العمل الدولي متعدد الأطراف، ولا سيما من خلال مساهمته في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948».
وأضافت: «على امتداد العقود، واكبت الأمم المتحدة الشعب اللبناني في مختلف المحطات، لا سيما خلال الفترات التي طغت عليها الأزمات والاضطرابات، وذلك عبر بعثاتها السياسية وعمليات حفظ السلام، إلى جانب وكالاتها المتخصصة وصناديقها وبرامجها الإنمائية».