2025- 10 - 22   |   بحث في الموقع  
logo أميركا بين الانقسام الداخلي وانكفائها الخارجي..(جواد سلهب) logo مصادر استخباراتية غربية: "الحزب" يعيد بناء ترسانته شمال الليطاني logo السيد التقت العماد هيكل: تنسيق بين الجيش والوزارة لتعزيز التنمية الاجتماعية logo غداً.. اقفال مسرب واحد من نفق العدلية logo هاني: المخزون السمكي في لبنان جيد رغم تحديات "المتوسط" logo البزري بحث مع وفد الجماعة الإسلامية في الأوضاع العامة logo مجلس الشيوخ الأميركي يبحث "تهديد الحزب العابر للحدود" logo عقيص: كتاب "الليطاني" إلى UNHCR يوثّق مؤامرة بملف النزوح السوري
أميركا بين الانقسام الداخلي وانكفائها الخارجي..(جواد سلهب)
2025-10-22 01:04:00

   أولًا: انقسام الحزب الجمهوري وصراع الاتجاهات

تعيش الولايات المتحدة اليوم أزمة داخلية عميقة تهزّ ركائز نظامها السياسي. الحزب الجمهوري الذي شكّل لعقود ركيزة الاستقرار الأميركي، انقسم بين جناح ترامب الشعبوي الذي يعبّر عن غضب الطبقة الوسطى والريف الأميركي، وبين الجناح التقليدي المقرّب من المؤسسات العسكرية والمالية.
هذا الصراع الداخلي شلّ القرار السياسي وأضعف صورة واشنطن في الخارج، وأظهر أنّ ما يسمى "الديمقراطية الأميركية" لم تعد قادرة على احتواء تناقضات المجتمع أو إدارة الأزمات التي خلقتها سياساتها النيوليبرالية.

  *_ثانيًا: العجز الاقتصادي والمظاهرات الشعبية_*

إلى جانب الانقسام السياسي، ينهش العجز الاقتصادي الجسد الأميركي. الدين العام تجاوز سقوفه التاريخية، التضخم يضغط على الطبقات الفقيرة، البطالة تتصاعد، والدولار يفقد مكانته كعملة مهيمنة.
ترافقت هذه الأزمات مع مظاهرات واحتجاجات في مدن صناعية تقليدية، تعبّر عن فقدان الثقة بالنظام الاقتصادي القائم على الاحتكار والربا.
وهكذا بدأت صورة "الحلم الأميركي" تتهاوى أمام واقعٍ مرّ يكشف أن القوة العسكرية لا يمكن أن تغطي فشل النموذج الداخلي.

  *_ثالثًا: من التراجع في الشرق الأوسط إلى العيون على شرق آسيا_*

هذا الواقع الداخلي دفع إدارة ترامب والجمهوريين الجدد إلى الانكفاء عن الحروب المفتوحة في الشرق الأوسط.
لم يكن القرار انسحابًا إنسانيًا أو ميلًا للسلام، بل نتيجة العجز المالي والسياسي عن الاستمرار في تمويل مغامرات خارجية مكلفة.
فقد فشلت واشنطن في إخضاع شعوب المنطقة، وتكسّرت مشاريعها أمام صلابة محور المقاومة الذي فرض معادلة الردع من غزة إلى لبنان الى ايران واليمن والعراق.
لذلك تتجه الاستراتيجية الأميركية اليوم نحو شرق آسيا، حيث تعتبر الصين المنافس الأخطر على الزعامة الاقتصادية والعسكرية العالمية.

 *_رابعًا: لا حرب على لبنان ولا عودة لقتال غزة_*

في ضوء هذا التحول، تُستبعد أي مواجهة عسكرية كبرى في لبنان أو غزة.
فأي حرب جديدة ستُنهك إسرائيل أكثر مما ستخدم واشنطن، وستربك خطط أميركا لمواجهة بكين.
إنّ الأولوية الأميركية الآن هي تثبيت الهدوء النسبي في المشرق، والتفرغ للميدان الآسيوي الذي تعتبره مفتاح مستقبل نفوذها العالمي.

في الخلاصة

 أفول الهيمنة وبزوغ التوازن_*

ما تعيشه أميركا ليس أزمة عابرة، بل بداية أفول مشروع الهيمنة.
وبينما تنشغل واشنطن بترميم تصدعاتها الداخلية، ترسم شعوب منطقتنا معادلة جديدة عنوانها الاستقلال والسيادة.
لقد انتهى زمن التبعية، ومن يتراجع عن الميدان لا يملك إلا الاعتراف بهزيمته أمام إرادة الشعوب الصاعدة.




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top