في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا بوتيرة مذهلة، لم تعد صورنا مجرد لحظات مجمدة في الزمن، بل أصبحت مادة خام تغذي خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تعيد تشكيلها و تمنحها حياة جديدة في عوالم رقمية لا حدود لها ولا نملك فيه أي سلطة.
نحن لا نعيش ثورة تقنية، بل نواجه استعماراً رقمياً جديداً.
من الذكاء إلى التحايل
في البداية، رحب كثيرون بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعدل الصورة فتحسن جودتها، ثم انتشرت تطبيقات كالنار في الهشيم، وسمحت للمستخدمين بتجربة كيف سيبدو وجهك بعد سنوات عديدة أو كيف ستبدو كأنك نجم سينمائي الأمر كان مسلياً حتى تحول الى أداة تلاعب اليوم بين الحرية الرقمية والهوية الشخصية تطرح عدة أسئلة جوهريه، لجهة هل نحن مجرد وجوه في قاعدة بيانات؟ ام لنا الحق في أن نكون أكثر من مجرد مدخل رقمي؟ و هل تبقى صورنا ملكاً لنا بعد دخولها منظومة الذكاء الاصطناعي؟.
بالنسبة للبرامج وجهك ليس الا مجموعة نقاط وقياسات لكن تبقى هذه البيانات تستخدم لاحقاً في انشاء نسخ رقمية منك، تحاكي صوتك وحركتك حتى الشخصية.
من يملك ملامحك؟
بمجرد رفع صورتك على التطبيق قد تكون وقعّت دون أن تدري على تنازل رقمي عن جزء من ذاتك، فالبنود القانونية في هذه التطبيقات غالباً ما تمنح الشركات الحق في استخدام صورك لأغراض تجارية أو بحثية فالخصوصية أصبحت كلمة عابرة في عالم لا يعترف إلا بالبيانات.
فالتزييف خطر كبير يهدد العالم خصوصاً في بعض البرامج التي تشوه السمعه وتساعد على الاحتيال وحتى في الحروب الإعلامية، صورة واحدة كافية في انشاء فيديو مزيف يظهر شخص يقول ويفعل ما لم يقم به. فالتحكم هنا مفقود وغياب القدرة على معرفة إلى أين إتجاه الصور ومن يستخدمها ولأي غرض وإن كان يمكن إعادة السيطرة أم لا.
كيف نحمي أنفسنا؟
خطوات بسيطة يمكن اتباعها لاجل حمايتك الرقمية عليك تنفيذها ولا تكلفك الكثير من الوقت، فلا تنسى أن تقرأ شروط الاستخدام قبل تحميل صورك وتجنب مشاركة صور حساسة أو شخصية في تطبيقات غير موثوقة. و أخيراً استخدم البرامج التي تتيح لك التحكم في البيانات وتمنحك خيار الحذف. ففي هذا العالم الجديد صورنا لم تعد ملكنا فقط.. بل قد تصبح وقوداً لأكاذيب قادمة.
The post وجوهنا تباع..هل خسرنا حقنا في أن نكون بشراً؟!.. سمية موسى appeared first on .