
كشف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاآني أن الأمين العام السابق لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصرالله، لم يُقتل فقط بالقنابل الضخمة التي استُخدمت في الهجوم، بل بفعل مواد كيميائية، معتبراً ذلك “جريمة حرب واضحة”.
وقال قاآني في مقابلة متلفزة نقلتها وكالة “تسنيم” الإيرانية، إن اغتيال السيد نصرالله جاء في إطار حرب شرسة شنّها الجيش الإسرائيلي مدعوماً من الولايات المتحدة والناتو، مشيراً إلى أن حزب الله صمد خلالها 66 يوماً ونجح في قلب معادلات الميدان.
وأضاف أن “نصرالله، منذ الساعات الأولى لعملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر في غزة، كان يعيش واجبه الديني والإلهي، وقد اتخذ قرارات دقيقة بشأن توقيتها رغم أن لا قادة حزب الله ولا حركة حماس كانوا على علم بموعد انطلاقها”.
وكشف أن رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، إسماعيل هنية، “كان في طريقه إلى المطار للسفر إلى العراق عندما علم بالخبر”.
واعتبر قاآني أن حزب الله “شغل ثلث قدرات الجيش الإسرائيلي في الجنوب”، وأفشل تقدمه رغم الاستهداف المتكرر لقادته وحادثة انفجار أجهزة البيجر التي خلفت آلاف الضحايا.
وتحدث أيضاً عن دور السيد هاشم صفي الدين الذي وصفه بـ”الركن الأساسي” في التعاون مع نصرالله وإدارة الأبعاد غير العسكرية للحزب.
وقال: “في يوم بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، أثناء دخولي لبنان، كنت أفكر في كيفية التحدث مع السيد حسن نصرالله حول هذا الحدث وماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل. ولكن قبل أن أبدأ الكلام، لاحظت أن السيد حسن نصر الله، منذ لحظة بدء العملية، كان غارقاً بعمق في التفكير بواجبه الديني والإلهي. النقطة الجديرة بالملاحظة هي أننا لا نحن، ولا السيد نصرالله، ولا حتى قادة حماس الرئيسيين، كنا على علم بالتوقيت الدقيق لهذه العملية. عندما أُعلن عن بدء العملية في غزة، كان هنية في طريقه إلى المطار للسفر إلى العراق، وعلم بالخبر عمليًا أثناء عودته”.
وتابع: “كانت كل منطقة في لبنان تحتوي على وحدات مختلفة ومراكز قيادة منفصلة، وحتى الوحدات الأصغر التي تُسمى ‘بقعة’، كانت لديها مهمة محددة، وخط تمويل، والإمكانيات اللازمة، وأفراد ملمين تماماً ومكتفين ذاتياً ينفذون العمليات دون الحاجة إلى أمر مباشر”.
وتابع: “بالإضافة إلى شدة العمليات، كان إيصال الإمكانيات في مثل هذه الظروف صعبا للغاية، ولكن رغم القيود الموجودة، تمكنت قوات حزب الله من الصمود لمدة 66 يوماً في مواجهة جيش الكيان الصهيوني الذي تدعمه جميع القوى العالمية”.
وعن الشهيد السيد هاشم صفي الدين قال: “رغم أن اتصاله التنفيذي كان أكثر مع القسم العسكري، إلا أنه كان يتدخل أيضاً في تسوية الإجراءات العسكرية، وقبل اغتيال السيد، كان يتدخل أساساً فقط في الحالات التي يأمر بها السيد”.
وبخصوص لقاءاته الأولى مع السيد حسن نصر الله بعد استشهاد القائد سليماني، قال العميد قاآني: كانت العلاقة بين هذين الرجلين العظيمين (الشهيد سليماني والسيد حسن نصرالله) من أجمل وأقوى الصداقات في عصرنا؛ علاقة مليئة بالمحبة والمودة، ولكنها جدية وحازمة للغاية. كان كلاهما متكاملين بطريقة ما. كانت علاقتهما من النوع الذي كانا مستعدين للتضحية بنفسهما من أجل بعضهما البعض. وأكد: إن جزءًا كبيرًا من نجاحات جبهة المقاومة وقوة حزب الله كان بفضل التعاون والتنسيق العميق بين الشهيد سليماني والسيد حسن نصر الله. كان لكثيرين دورٌ في نموّ هذه الجبهة، بعضهم كان أكثر بروزًا، لكن كان هناك أيضًا كثيرون بذلوا جهودًا كبيرة في هذا الاتجاه، وإن كانوا أقلّ بروزًا. كان القادة الشهداء من بين داعمي جبهة المقاومة، ولا سيّما الشهيد حاجي زاده والشهيد محمود باقري.
وصرح العميد اسماعيل قاآني إن خطة نزع سلاح حزب الله ترجع إلى عجز الكيان الصهيوني في العمليات العسكرية، لأنه لو كان الكيان قادرًا على نزع سلاح حزب الله في العمليات العسكرية، لما طلب وقف إطلاق النار.