أشار قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إلى أنّ "استشهاد بطل جبهة المقاومة، السيد حسن نصرالله، ورفيقه السيد هاشم صفيّ الدين، جعل هذا العام بطبيعة الحال عامًا مليئًا بالحزن والأسى لجبهة المقاوم. ومع ذلك، فإن نظرة أعمق إلى هذه المرحلة تُظهر أن هذا العام كان من أهم فترات استعراض القوة لدى حزب الله"، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم".
وقال قاآني: لطالما عُرف حزب الله بمشاركته في الحروب المفروضة عليه، وكانت مقاومته ضد الكيان الصهيوني بارزة في مراحل متعددة، لكن في العام الماضي، ظهرت نسخة جديدة من هذه المقاومة. رغم استشهاد السيد حسن نصرالله، استطاع حزب الله، في ذروة الضغوط والمحن، أن يظهر قوته وثباته أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح أنّه "كان لحزب الله دور جاد وفاعل في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية، وقام بسلسلة عمليات ضد المستوطنين في شمال الأراضي المحتلة".
وكشف قاآني أنّ "في يوم انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول، وأثناء دخولي إلى لبنان، كنت أتساءل: كيف سنتحدث مع السيد حسن عن هذه العملية؟ وماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل؟ لكن قبل أن أبدأ بالكلام، رأيت أن السيد حسن نصرالله كان منذ اللحظة الأولى لانطلاق العملية غارقًا في التفكير بواجبه الديني والإلهي".
وقال: "اللافت أن لا نحن، ولا السيد حسن، ولا حتى قادة حماس الأساسيين، كانوا على علم مسبق بموعد انطلاق العملية"، مضيفًا: "حين أُعلن عن بدء العملية في غزة، كان إسماعيل هنية في طريقه إلى المطار للسفر إلى العراق، وتلقى الخبر فعليًا وهو في طريق العودة".
أضاف قاآني: "في ظل استشهاد القادة الأساسيين لحزب الله الواحد تلو الآخر، وبعد حادثة البيجر التي وجهت ضربة قاسية للمجتمع الشيعي وجسد المقاومة، بدأ الكيان الصهيوني أشدّ حروبه في تاريخه ضد حزب الله".
وأوضح أنّ "هذه الحرب غير المتكافئة لم تقتصر على جيش الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل كانت الولايات المتحدة، وحلف الناتو، وحتى بعض الدول التي تدّعي الإسلام، تقف خلفها، وقد تمّ تسخير جميع أدوات الحرب الحديثة في العالم لصالح الكيان".
وذكر قاآني أنّ "على مدار 66 يومًا من القتال، ورغم الضغوط غير المسبوقة، صمد حزب الله وحقق إنجازًا فريدًا في تاريخ المقاومة. حتى في ذروة الهجمات، تجاوزت كثافة نيران العدو العديد من العمليات الشرسة في الحروب السابقة، ومع ذلك، بقيت المقاومة صامدة".
ولفت إلى أنّه "كانت سرعة ردّ فعل العدو كبيرة في الحرب لدرجة أن الفاصل بين إطلاق قذائف الهاون ووصولها كان يحدث في أجزاء من الثانية. ورغم التهديدات والجرائم الواسعة ضد المدنيين في جنوب لبنان، فقد شكّلت هذه العملية تجربة نادرة في الحروب الحديثة".
وقال قاآني: "لم يتحمّل الكيان الصهيوني ضغوط حزب الله، الذي كان قد أشغل ثلث قدرات جيشه في جنوب لبنان، فلجأ إلى تغيير معادلة الحرب"، مشيرًا إلى أنّه "بعد سلسلة من الجرائم، من استشهاد القادة إلى حادثة انفجار أجهزة النداء، ارتُكبت في النهاية الجريمة الكبرى باغتيال السيد حسن نصرالله".
وتابع: "في هذا الهجوم، بالإضافة إلى استخدام القنابل الثقيلة، استُخدمت مواد كيميائية أيضًا، مما جعله جريمة حرب واضحة. الشهيد السيد نصرالله لم يكن فقط زعيم حزب الله، بل كان يُعدّ بمثابة جبلٍ راسخ في لبنان؛ ذلك الجبل الذي كان الناس، شيعةً وسنةً، يستندون إليه في أحلك الظروف".
وأشار قاآني إلى أنّه "حتى لحظة استشهاده، واجه نصرالله الكيان الصهيوني بحكمة وصلابة في المواقف الحساسة، متحدّيًا إياه في الحربين النفسية والعسكرية. وفي فترة امتدت لنحو أسبوعين دون أي خطاب، أدخل الرعب في قلب الكيان الصهيوني، مُظهرًا سيطرته الكاملة على جميع أبعاد الحرب، سواء العسكرية أو النفسية".
ولفت إلى أنّ "نظرة السيد نصر الله الروحية والاستراتيجية أبقت حزب الله والشعب صامدين في أقسى الظروف. ورغم القلق الكبير على حياته، فُرضت إجراءات أمنية مشددة، لكن في نهاية المطاف، كانت الشهادة قدر هذا القائد".