تتفاعل تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك حول لبنان والإساءات والاتهامات التي ساقها بحق الحكومة والجيش وتهديده بتجدد الحرب الاسرائيلية عليه، ما يشير إلى تمهيد وتغطية لعدوان صهيوني جديد.
قد لا يحتاج لبنان الى مزيد من التهديدات كونه يواجه الحرب الاسرائيلية التي لم تتوقف بالرغم من إتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 وإلتزامه بكل مندرجاته مقابل أكثر من أربعة آلاف خرق إسرائيلي تمثل بالاغتيالات والتدمير الممنهج والقتل والتوسع في الاحتلال نحو نقاط سادسة وسابعة، وآخر جرائمة كانت في بنت جبيل بقصف سيارة مدنية إستشهد فيها ثلاثة أطفال ووالدهم.
تفاوتت الآراء حول تصريحات توم باراك حيث إعتبر البعض أنها تأتي من ضمن الصراع القائم بينه وبين المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي حلت مكانه بعد فشل مهمته وتجميد ورقته من قبل الحكومة في جلسة الخامس من أيلول بانتظار خطوات إيجابية من الكيان الغاصب، فيما إعتبر البعض الآخر أن باراك يسعى إلى إرضاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على حساب سلامة الأراضي اللبنانية وأن كلامه لا يمثل موقف الادارة الأميركية التي تمثلها في هذا الملف المبعوثة أورتاغوس التي تحدثت بإيجابية بعد إجتماع لجنة وقف إطلاق النار في الناقورة، وهناك من رأى أن كلام باراك هو إيذان بتصعيد إسرائيلي محتمل لممارسة المزيد من الضغط على الحكومة اللبنانية.
وفي الوقت الذي ساد فيه صمت مطبق حيال تصريحات باراك من قبل “السياديين” الذين لم يجدوا فيها إنتهاكا للسيادة اللبنانية وإعتداء على الكرامة الوطنية، جاء رد رئيس الحكومة نواف سلام المعني بموقف باراك خجولا، حيث إكتفى بالاستغراب، وسارع إلى تقديم جردة حساب لما قامت به الحكومة على صعيد حصرية السلاح، وقد جاء موقف سلام بعد موقف الرئيس نبيه بري الذي عبر عن إستياء من موقف براك معتبرا أنه يشكل تنصلا من كل المحادثات التي سبق وأجراها مع المسؤولين اللبنانيين.
وأكثر ما لفت الأنظار هو تصريح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي إعتبر أن “خطة الحكومة وبناء البلد لا علاقة لهما بما تقوم به إسرائيل”، وكأن العدوان الاسرائيلي اليومي يساعد على بناء الدولة، أو أنه يستهدف أرضاً غير لبنانية.
أما أبرز الغائبين والصامتين فكان وزير الخارجية يوسف رجي الذي أدار أذنه الطرشاء لكلام باراك ولم يحرك ساكنا لا بموقف ولا بشكوى ولا حتى بدفاع عن الحكومة التي ينتمي إليها، بينما أدار أذنه “السمّيعة” إلى حديث المرشد الإيراني حول المقاومة في لبنان، وسارع للرد عليه متجاوزا الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه المستمر على لبنان.
The post باراك هدّد لبنان.. كيف ردّ وزير الخارجية يوسف رجي؟.. غسان ريفي appeared first on .