2025- 09 - 25   |   بحث في الموقع  
logo طقس خريفي متقلب مع احتمال امطار رعدية logo حنكش: وزارة الذكاء الاصطناعي على المسار الصحيح logo هل تُلغى الشهادة المتوسطة هذا العام؟ logo ناصر الدين: الإنفلونزا ليست بسيطة واللقاح أولوية وطنية logo الصادق يحمّل "الحزب" مسؤولية الانفصال عن منطق الدولة logo برّي عن مقايضة شيعية لمواقع في الحكم: كلام لا أساس له logo الادارة الدينية لمسلمي روسيا تنظم المنتدى الدولي للاديان في سانت بطرسبورغ logo توتال تؤثّر على أكثر من 20,200 تلميذ لبناني في مجال السلامة المروريّة منذ عام 2022
خطة "الحزب": توسيع دائرة الاستعراض على الصخرة
2025-09-25 07:35:51


كتب نخله عضيمي في صحيفة "نداء الوطن":





في ظل تراجع الدعم المالي الخارجي، وتهاوي المشروع الذي راهن عليه لسنوات، يسعى "حزب الله" اليوم إلى استنهاض جمهوره وبيئته عبر صناعة معركة وهمية تُعيد شحن الغضب وتوجيهه نحو الداخل، وتحديدًا نحو العاصمة بيروت وأهلها. هذه البيئة التي تعيش على أنقاض بيوتها وأحلامها، تُستدرج مرة جديدة إلى مشهدية صاخبة، تتخذ من الرموز هدفًا، ومن صخرة الروشة بالذات منصةً لرسائل سياسية أبعد من حدود المكان.

هكذا يمكن وصف مخطط التحدي الذي وضعه "الحزب" عن سابق تصور وتصميم. فهو صمم على تحدي الدولة والقانون ورئاسة الحكومة والفاعليات البيروتية وأهالي العاصمة ومعظم اللبنانيين، فكلف خفافيش الليل للترويج بأنه إحياء لذكرى أمينيه العامين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، سوف تتم "إضاءة رمز بيروت صخرة الروشة بصورتيهما شاء من شاء وأبى من أبى". وجرى توزيع برنامج الفعالية التي ستنتهي بإضاءة الصخرة بعبارة "أنا على العهد".

الروشة: من ذاكرة المدينة إلى ساحة مواجهة

صخرة الروشة لم تكن يومًا مجرد تكوين طبيعي على شاطئ بيروت، بل شكّلت رمزًا لذاكرة المدينة، ملتقى لزوارها، ونافذة أمل لأهلها. ويعني تحويلها إلى خلفية لصراع سياسي ورسائل إقليمية، تجريدها من رمزيتها الوطنية وتحميلها أبعادًا فئوية صدامية. فالقنص بالصور والرموز على هذه الصخرة ليس مجرد استعراض، بل هو فعل مقصود يهدف إلى استفزاز مشاعر الطائفة السنية، وإشعار بيروت أنها رهينة ابتزاز جماعي.






الرسالة إلى الرياض

توقيت هذه المشهدية لم يكن اعتباطيًا. فبعد دعوة الأمين العام لـ "الحزب" نعيم قاسم إلى فتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية، جاءت الرسالة العملية معاكسة في مضمونها: "إن لم تتجاوبوا معنا، سنغرق بيروت بالكراهية وسنحوّلها إلى ورقة ضغط عليكم". بهذا المعنى، تصبح بيروت ـ بطوائفها ونسيجها الاجتماعي ـ أداة مساومة، وتتحوّل المشهدية من الداخل اللبناني إلى رسالة إقليمية مشفّرة.

برًا وبحرًا… مشهدية مكتملة

المعلومات تفيد بأن "الحزب" كان يخطط لتوسيع دائرة الاستعراض:

• إغلاق الكورنيش البحري بالدراجات النارية في استعراض قوة على الأرض.

• ملء البحر بزوارق الصيد المنطلقة من مرفأ الأوزاعي في مشهد بحري جماعي.

• تنفيذ مشهدية موازية في منطقة الدالية الملاصقة للروشة، ما يضاعف رمزية السيطرة على واجهة بيروت البحرية.

هذا السيناريو ليس مجرد حشد شعبي، بل محاولة لتعويض نصر مفقود وهيمنة متآكلة، ورسالة إلى الداخل والخارج بأن القدرة على إشعال الأرض والداخل ما زالت متوفرة.

ولكن في المقابل، برز الموقف الصلب لرئيس الحكومة نواف سلام الذي تؤكد أوساطه أنه سيسير بقرار منع استغلال واستخدام الأماكن الأثرية والسياحية والعامة حتى النهاية. من هنا، نفذت القوى الأمنية منذ صباح الأربعاء انتشارًا أمنيًا مكثفًا بقطر يكفي لتغطية كامل صخرة الروشة ووضعت خطة محكمة لتنفيذ القرار الصادر عن رئاسة الحكومة.

كما نفذت رقابة كاملة من جهة البحر لمنع أي خرق، وستتواجد عناصر مكافحة الشغب في المكان للحؤول دون مخالفة القانون.

وبعد سلسلة اتصالات ولقاءات قادها رئيس مجلس النواب نبيه بري ونواب من "حزب الله"، بدأ المخرج يتظهر منعًا للمواجهة. وأفادت المعلومات بأن جمعية مقربة من "الحزب" تقدّمت بعلم وخبر لتجمّع على الكورنيش مقابل صخرة الروشة لإحياء ذكرى الأمينين "وبناء عليه وحفاظًا على الحريات العامة وحرية التجمع تم اعطاؤهم الإذن من قبل المحافظ شرط الالتزام بعدم قطع الطريق وعدم إنارة صخرة الروشة وعدم بث صور ضوئية عليها.

من جهته أعلن "حزب الله" أنه لم يصدر أي بيان حول النشاط المقرر إقامته الخميس في الروشة.

أما محافظ بيروت القاضي مروان عبود فأكد إعطاء الإذن بالتجمّع في الروشة الخميس من دون إنارة الصخرة وذلك بتعهّد من المنظّمين.

وعلم أن الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام توصلا إلى تفاهم مبدئي يقضي بتحييد صخرة الروشة من أي إضاءة أو إسقاطات بصرية. وبموجب التسوية يبقى النشاط المقرر قائمًا بصيغة معدلة على أن توجه الإضاءة وفق ما يبحث نحو السماء بدل الصخرة البحرية.

أشارت المعلومات إلى أنّ التدابير الأمنية ستبقى في منطقة الروشة والمحيط على حالها منعًا لأي خرق.






سقوط التضامن وانكشاف النوايا

الأخطر في هذه الاستراتيجية الاستفزازية التي أرادها "حزب الله" عند صخرة الروشة أنها لا تكتفي باستفزاز بيروت وأهلها، بل تسعى إلى إسقاط آخر جسور التضامن الوطني معهم. هي مشهدية تعويضية، لكنها في الجوهر إعلان عجز عن تقديم مشروع جامع أو بديل. وفي ذلك، تتأكد ملامح الانكفاء: من مشروع "المقاومة والانتصارات" إلى مشهديات استعراضية على أنقاض المدينة.






خطاب الهيمنة بدل الشراكة

ما عزّز هذه الصورة هو تصريح أبو سعيد الخنسا، المقرّب من الحرس الثوري الإيراني، حين قال بوضوح: "نحن نواب بيروت، ومرشحنا نال أصواتًا تفضيلية أكثر من كل نوابها، وسنضع صور نصر الله على كل بناياتها". هنا لا يعود الأمر مجرد استعراض، بل مشروع فرض هوية سياسية بالقوة على مدينة متنوّعة، في سلوك يُسقط مفهوم الشراكة ويستبدله بخطاب الهيمنة.

إن ما يجري ليس سوى محاولة لإحياء جمهور محبط عبر معارك رمزية مفتعلة، ورسائل إقليمية تُبنى على أنقاض بيروت ورموزها. لكن خطورة هذه المقاربة أنها تهدم ما تبقّى من ذاكرة مشتركة، وتزرع بذور مواجهة داخلية قد تعمّق عزلة "الحزب" وتُفاقم أزماته، بدل أن تُعيد له حضورًا فقده.


The post خطة "الحزب": توسيع دائرة الاستعراض على الصخرة appeared first on Lebtalks.




وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top