في شوارع تسودها السرعة وتغزوها روح المغامرة، وتئن تحت وطأة الأصوات الصاخبة والمطاردات المجنونة، تبدو الدراجة النارية أكثر من مجرد وسيلة نقل، إنها أسلوب حياة، وشعار للحرية المطلقة.
لا شيئ يضاهي إحساس الرياح وهي تلامس وجه السائق وهو ينطلق بحرية تأتي أحياناً على هيئة صافرة اسعاف، أو مشهد مأساوي على قارعة الطريق وتكون آخر ما يشعر به السائق.
في كل يوم يقع حادث جديد وتروى قصة مأساوية، شاب في مقتبل العمر كسر ساقه أو يده أو رأسه، أو فقد حياته وترك خلفه أولاداً وزوجة وأماً وأباً ينتظرون عودته الى المنزل، أو صدم مواطنا وأدى الى وفاته أو إلى إعاقته، حوادث لا تفرق بين من يعرف قوانين القيادة، وبين من يظن الشارع ميداناً للمغامرة.
الطرقات تحولت الى ساحات موت مجاني.. لا قوانين تردع ولا أرواح تُحترم، عروض تغزو الشوارع بحثاً عن الترندات ولفت الأنظار، ولا أمن يلاحق ولا كاميرات كافية ولا رادارات ولا قوانين تطبق بصرامة، ما يجعل الشوارع بيئة للمجازفة المتهورة وكأن الأرواح أصبحت أرقاماً تُجمع في جدول الإحصاءات.
كثيرة هي أسباب الحوادث، وفي مقدمتها السرعة، واستخدام الهواتف أثناء القيادة، الأهم، هو الحركات البهلوانية الاستعراضية التي ينفذها بعض السائقين على الاتوسترادات بشكل مستمر من دون الالتزام بمستلزمات السلامة كالخوذة والملابس المقاومة للصدمات.
لا شك، في أن كثرة هذه الحوادث تضع المجتمع أمام مسؤولية جماعية، فالسائق يتحمل المسؤولية المباشرة ولكن الجهات الرسمية مسؤولة كذلك عن تحسين البنية التحتيه، وتفعيل القوانين الصارمة التي تمنع التهور وتحمي الأرواح، فيما على الهيئات والجمعيات المعنية أن تغرس ثقافة احترام الطريق وأن تقوم بالتوعية المستمرة لمخاطر القيادة غير الآمنة.
ما تزال هناك فرصة لتغيير الواقع وحماية المواطنين في تنفيذ خطط تدفع بهم الى طريق النجاة، وتحويل الشوارع من ساحات دماء الى مسارات أمان تؤكد أن الدراجة النارية ليست عدواً، لكنها قد تكون كذلك ان لم تحسن التصرف معها..
The post الدراجات النارية بين الموت المجاني وتطبيق القوانين!.. سمية موسى appeared first on .