شكراً.. نقابة المحررين
انتظرنا لغاية اليوم، بعد مرور ثماني وأربعين ساعة على الإهانة التي وجهها توم براك إلى الصحفيين المتجمعين في القصر الجمهوري، فلم نقرأ أو نسمع أو نشاهد موقفاً من دعاة الغيورين على حرية الإعلام والذين يتنطحون للدفاع عن هذا الإعلامي أو ذاك حين تجري مقاضاته جراء إخبار من جماعة لا تجاريهم في الرأي السياسي، كهجومهم على “حزب الله” على سبيل المثال.
مع باراك ابتُلعت السنتهم، هؤلاء الذين طلعوا بجمعيات وتجمعات لا نسمع عنها إلا عندما يستفزهم من لا يسير على مزاجهم وهواهم غير الموضوعي بالتأكيد وغير المنصف، من منطلق ان حرية الرأي لا تنحصر بموقف يمس الصحافة دون آخر.
وعلى سيرة باراك الذي سبق أن قلنا عنه في “الانتشار” بأن حركته بلا بركة لا بد من توجيه تحية تقدير لنقابة محرري الصحافة بشخص نقيبها الزميل العزيز جوزف قصيفي، والتي كانت السباقة في استنكار وشجب ما الحقه باراك بصحافيي القصر من إساءة لا بل من إهانة حين وصف تصرفهم بـ”الحيواني” فأطلقت الصرخة لا مطالبة الديبلوماسي السفيه بالاعتذار بل بمقاطعته وصحبه وهنا بيت القصيد والمطلوب وهنا يكمن الموقف الصلب الأصيل الغيور على كرامة الإعلام وأهله.
مع نقابة المحررين سُجلت مواقف لنواب ووزراء من اتجاه معين، غير معادٍ للاميركي، نذكر منهم النائب غياث يزبك والوزيرة السابقة العزيزة مي شدياق، اللذين لم يتحملا تلك الإهانة التي طالت رفاق المهنة، فيما كنا ننتظر من دوائر القصر (حيث جرت الواقعة) بيانا أشد تعبيراً ولا نظن للحظة ان ما صدر عن براك كان “عفواً” مع التأكيد على محبة الاعلاميين والصحافيين لسيد القصر.
أخيرا نعيد ما أطلقناه على براك من وصف مستعيرين عنوان كتاب ألفه إثنان من مواطنيه وتحول إلى فيلم THE UGLY AMERICAN
وترجمته “الأميركي القبيح”.