كتبت منال شعيا في “النهار”:
يتجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان493 ألف شخص، يعيش معظمهم في ظروف صعبة داخل مخيمات تديرها أمنيا الفصائل الفلسطينية. هذا “التفاهم” غير الرسمي ثبّت لبنانيا وعربيا، بموجب اتفاق القاهرة الشهير عام 1969.
على مر الأعوام، لم يدخل الجيش اللبناني ولا القوى الأمنية اللبنانية المخيمات، وكانت الإجراءات الأمنية المشددة تُفرض دائما حولها. هذه المخيمات هي: البداوي، البص، الرشيدية، المية ومية، برج البراجنة، برج الشمالي، شاتيلا، ضبيه، عين الحلوة، مار الياس، نهر البارد، ويفل.
– نبدأ بمخيم برج البراجنة من حيث افتُتح مسار الدولة وبدأ تسليم السلاح: أنشئ عام 1948 بالقرب من قرية برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية ويقع على الطريق الرئيسية على بُعد كيلومترين من مطار بيروت الدولي، وتبلغ مساحته الرسمية كيلومترا مربعا، ويعدّ من أكبر مخيمات منطقة بيروت، من حيثُ المساحة والكثافة السكّانيّة، والأكثر معاناة بين مخيمات بيروت، ويبلغ عدد سكانه الـ25 ألف نسمة. تدير “الأونروا” في المخيم سبع مدارس ابتدائيّة وإعداديّة ومدرسة واحدة ثانويّة ومركزا للإرشاد الوظيفي ومركز تدريب للنساء ومركزا صحيا واحدا.
– مخيم عين الحلوة: أُنشئ على بعد 3 كيلومترات إلى الجنوبي الشرقي من مدينة صيدا، على قطعة أرض استأجرتها الدولة اللبنانیة من اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر عام 1949. سكن اللاجئون في خيم حتى عام 1952 وبعدما اھترأت، قام اللاجئون ببناء مساكن اسمنتية بمساعدة و”كالة الغوث الدولیة”، وسمي “عين الحلوة” نسبة إلى المياه العذبة التي كانت موجودة حين إنشائه. يسمى “عاصمة الشتات الفلسطيني”. لطالما شهد المخيم اشتباكات بين عدد من الفصائل الفلسطينية المتعددة، وكانت تسفر احيانا عن مقتل العديد من افرادها.
ففي آذار 2008 اندلعت معارك بين أعضاء حركة “فتح” وجماعة “جند الشام الإسلامية”. ولعل أشهر هذه الاشتباكات كانت عام 2013، حين ظهر اسم فضل شاكر بعد انضمامه علنًا إلى الشيخ أحمد الأسير، الذي كان يقود تيارًا سلفيًا متشددًا في مدينة صيدا. وبعد حوادث عبرا الشهيرة، توارى شاكر عن الأنظار، ولجأ إلى مخيم عين الحلوة، حيث بقي متحصنًا مستفيدًا من “الطبيعة القانونية الخاصة” بالمخيمات الفلسطينية في لبنان والتي يمنع دخول القوى الأمنية اللبنانية إليها.
– مخيم المية ومية: يعتبر صغير الحجم، وتبلغ مساحته حوالى 54 دونما. أنشئ عام 1954. على مداخله حاجزان للجيش اللبناني، وهو كبقية المخيمات الفلسطينية يعاني مشاكل اجتماعية وصحية.في المخيم ثلاثة تنظيمات مسلحة: “فتح”، “حماس” و”أنصار الله”. عام 2018، وقعت اشتباكات عنيفة داخل المخيم، ألحقت أضرارا كبيرة بمرافق الخدمات فيه.
– مخيم شاتيلا: يقع جنوبي بيروت. نصف أرض المخيم مؤجّر من “الأونروا”، والنصف الثاني ملك لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولعل هذا المخيم من أشهر المخيمات ارتباطا بالحرب اللبنانية، ففيه وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا في أيلول 1982 وحرب المخيمات بين عامي 1985 و1987.
ولا تزيد مساحة هذا المخيم على كيلو متر مربع ويسكنه أكثر من 12000 لاجئ، وبذلك يكون من أكثر المخيمات كثافة بالسكان. وفيه مدرستان ومركز طبي.
وفي أيار 2025، أعلنت المديريّة العامّة لأمن الدولة أنها أوقفت فلسطينيَّين من سكّان مخيّم اللاجئين شاتيلا بتهمة التجارة الأسلحة وتعاطي المخدرات.
ولطالما اختصرت المخيمات بأنها جزر أمنية لمطلوبين وفارين… فهل تصل يد الدولة اللبنانية إليها؟