أعلن رئيس الحكومة نواف سلام بدء عمل المجلس الجديد لإدارة معرض رشيد كرامي الدولي خلال حفل التسليم والتسلم بين الرئيس السابق لمجلس الادارة اكرم عويضه وخلفه هاني شعراني، في قاعة مؤتمرات المعرض.
وحضر الحفل وزيرا الاقتصاد الوطني عامر البساط والاشغال العامة والنقل فايز رسامني، النواب: فيصل كرامي، اشرف ريفي، ايلي خوري، طه ناجي وحيدر ناصر، نقيب المحامين في طرابلس والشمال سامي الحسن، محافظ الشمال بالوكالة ايمان الرافعي، نقيب المهندسين في طرابلس والشمال شوقي فتفت، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيسا بلديتي طرابلس والميناء عبد الحميد كريمة وعبد الله كباره، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء وائل زمرلي، السفيرة سحر بعاصيري، انطوان منسى وفاعليات طرابلسية.
وفي كلمة له، قال سلام: “نجتمع اليوم في معرض رشيد كرامي الدولي لنؤكد أن طرابلس ليست مجرد ماض مجيد، بل حاضر نابض ومستقبل واعد، فهذا المعلم الوطني لم يبن ليبقى صرحا صامتا، بل ليكون ساحة حية للنشاط الاقتصادي والثقاف والاجتماعي وواحة حقيقية للتنمية”.
أضاف: “إن تعيين مجلس إدارة جديد لمعرض رشيد كرامي الدولي يشكل إشارة واضحة الى رغبة الحكومة الجادة في تفعيل هذا الصرح وإعادة دوره الحيوي كمحرك اقتصادي وثقافي وانمائي. كما أن طريقة اختيارنا لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة لهي بدورها دليل واضح على جدية حكومتنا في إرساء أسس إدارة رشيدة وشفافة تفتح الباب أمام الاستثمارات وتساعد في إعادة الثقة إلى المؤسسات الدولية”.
وتابع: “مبروك لطرابلس وكل لبنان هذا المجلس الجديد، متطلعين إلى الشراكة مع القطاع الخاص والهيئات الاقتصادية والمؤسسات الثقافية المحلية والدولية لإعادة الحياة الى هذا الصرح المعماري الفريد وجعله يؤمن آلاف فرص العمل، لكل أهل الشمال”.
أضاف: “وضعت حكومتنا طرابلس في صلب اهتماماتها، فهي تتمتع بموقع جغرافي استثنائي على البحر المتوسط للعب دور رائد على المستويين الاقليمي والدولي، فطرابلس، ومعها الشمال، عانت لسنوات طويلة من الفرص الضائعة والمشاريع المؤجلة والوعود التي لم تتحقق”.
وتابع: “في هذه الحكومة، نحن عازمون على قلب صفحة وفتح مسار جديد يقوم على العمل لا على الوعود، فزمن العمل بدأ، وفي هذا الخصوص يهمنا ان نخبركم اليوم بأننا، كما وعدنا، أنجزنا دراسة الجدوى لمطار الرئيس الشهيد رنيه معوض – القليعات، في انتظار سرعة عمل النواب لإقرار التعديلات التي اقترحتها حكومتنا على قانون الشراكة والخصخصة”.
وأكد أن “مشروع تنمية مدينة طرابلس يقوم على 4 ركائز: إحياء معرض رشيد كرامي الدولي للحركة الاقتصادية والثقافية والسياحية خصوصا أنه أصبح مصنفا على اللائحة العالمية لليونسكو، تشغيل مطار رينيه معوض، تطوير مرفأ طرابلس ليتحول إلى مرفق نشط للتجارة والاستيراد والتصدير، وتفعيل المنطقة الاقتصادية الخاصة التي نريدها أن تتحول إلى بيئة جاذبة للاستثمار والصناعة والتكنولوجيات الحديثة ولعب دور وطني واقليمي استراتيجي”.
وختم: “آن الاوان لأن تستعيد الفيحاء صورتها الحقيقية المحورية في وطننا والمحورية في محيطها العربي والمنفتحة على العالم، فأنا أعلم أن طرابلس خيارها واحد الدولة القوية العادلة، دولة ليس على سلطتها سلطان ولا تقوم لها قائمة ما لم يحصر السلاح بها وحدها، فمن دون ذلك لا أمن ولا استقرار، ومن دون الامن والاستقرار لا استثمار يأتي ولا اقتصاد ينمو. وانطلاقا من التزامنا الصريح، اتخذت الحكومة قرارها الصريح ببسط سيطرتها على كل شبر من أرض لبنان، فطرابلس وكل الشمال، بل الأصح فإن كل لبنان، لن ينهض الا تحت راية واحدة وجيش واحد”.
ثم جال الرئيس سلام والحضور في أنحاء المعرض. وبعدها، انتقل إلى غرفة طرابلس المحطة الثانية في زيارته الاقتصادية لطرابلس.
مرفأ طرابلس
ثم قام سلام بجولة تفقدية في مرفأ طرابلس، يرافقه الوزيرين رسامني والبساط، حيث كان في استقباله المدير العام للمرفأ الدكتور أحمد تامر وعدد من المسؤولين.
وخلال الجولة، استمع سلام إلى شرح مفصل من الدكتور تامر حول الخطط الإنمائية والاستراتيجية الموضوعة لتطوير المرفأ، والتي تهدف إلى تعزيز الخدمات اللوجستية وتوسيع حركة الملاحة التجارية البحرية، بما يحول مرفأ طرابلس إلى محور حيوي وأساسي في شرق المتوسط، قادر على استقطاب الاستثمارات وتلبية حاجات التجارة الإقليمية والدولية.
وأشار تامر إلى أن “المشاريع المرتقبة لا تقتصر على الجانب اللوجستي فحسب، بل تشمل أيضا تطوير البنى التحتية وتجهيز الأرصفة والمستودعات وتوسيع قدرات الاستيعاب، بما يعزز موقع المرفأ التنافسي على خريطة المرافئ العالمية”.
بعد ذلك، تابع رئيس الحكومة والوفد الوزاري جولتهم فزاروا محطة المسافرين والمنطقة الاقتصادية الخاصة ورصيف الحاويات، حيث اطّلعوا على المراحل التي بلغتها الأعمال الجارية هناك، وما يرتقب أن تُشكّله هذه المنطقة من رافعة اقتصادية واستثمارية، توفر بيئة مناسبة للصناعات والخدمات وتخلق فرص عمل لأبناء المدينة والشمال.
وأكد سلام في ختام الجولة أن “الحكومة تولي طرابلس أهمية خاصة، باعتبارها بوابة الشمال على البحر ومتنفسا اقتصاديا واعدا للبنان، مشددا على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع الحيوية، كي تستعيد المدينة دورها التاريخي كمركز للتجارة والانفتاح على العالم العربي والأسواق الدولية”.