أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في كلمته خلال العشاء الذي نظّمه قطاع الانتشار في التيار، أن “الانتشار اللبناني هو حقيقة مؤلمة من حيث ترك البلد وألم الانسلاخ عنه، ومشرقة من حيث أن كل مغترب حمل اسم لبنان وصنع منه امبراطورية لا تغيب عنها الشمس”.
وأضاف: “لا حياة للبنان من دون الانتشار وقصة ان الانتشار هو رئة لبنان الاقتصادية نفهمها اليوم اكثر من اي وقت مضى بفعل الدعم الكبير”، لافتا إلى أن “الانتشار إيجابي فهو نشر ثقافة لبنان وعاداته وتقاليده”.
ورأى أن “لبنان بلد لا يزول”، وتوجه الى من يريد تصغير لبنان قائلًا:”إن العالم لا يسع لبنان بانتشاره فهل تريدون تصغير ال١٠٤٥٢ كلم مربع؟” لبنان أكبر من مساحته ومن أزماته”.
وقال: “خلال تولينا المسؤولية اعتمدنا دبلوماسية اغترابية تقوم على ثلاث ركائز اولها التواصل مع الانتشار من خلال المؤتمرات والمشاريع واعتمدناها في سياستنا الديبلوماسية على ركيزة استعادة الجنسية لأن هوية لبنان من ثقافة شعبه وتنوعه وتعدده. للأسف خنقوا قانون استعادة الجنسية من خلال عدم توقيع المراسيم، فهناك سلطة تشجع اللبناني الاصيل على المغادرة وغير اللبناني على البقاء”.
وأضاف باسيل: “لقد جعلنا العلاقة مع الانتشار استراتيجية وغير ظرفية ففي فترة قصيرة زرنا 62 عاصمة و153 بلداً وقمنا ب 102 زيارة للخارج وعقدنا 64 مؤتمرًا للتواصل و انجزنا قانون الانتخابات الذي أتاح للمنتشرين حق التصويت في الخارج وهم يريدون أن يحرمونكم من النواب الستة الذين يمثلون الانتشار. كما أن قانون الانتخاب منح حق التمثيل وحق التصويت للمنتشرين لكنهم يريدون نزع هذا الحق منكم كمنتشرين كما حصل في القانون الأرثوذكسي حيث يجعلوننا نخسر شيئا لا نعرف لاحقاً كيف نسترده وليس مهما ان خسرنا او ربحنا معركة النواب الستة فالمهم ان نخوضها، نحن نعمل استراتيجياً ما غيرنا “فيتكتكون” حسب الظرف والمصلحة”
وشدد باسيل على أن “المشاركة تصبح أكبر في حال كان بإمكان المنتشرين أن يترشحوا في دائرتهم من دون أن نلغي حقّهم في أن يصوتوا لنائب في الداخل. هذا القانون كما هو يمكن تطبيقه فيكون للمنتشرين حق التصويت إما في دائرة الانتشار أو في دائرتكم في لبنان فيكون لكم حق التمثيل وحق التصويت”.
وأضاف: “وكم من المهم أن يكون للمنتشرين نائب يهتم بأمورهم في دوائرهم الخارجية وتأثيره على زيادة تسجيل اللبنانيين والحث على المشاركة في الانتخابات وغيرها من الأمور”، وقال: “لمن يسأل كيف سيشارك نواب الانتشار في البرلمان نقول إن هناك ما يسمى zoom”. هذا الأمر يسمح بخلق بيئة تشريعية اغترابية فكم مرة سمعتم عن اقرار قوانين لها علاقة بالإنتشار؟ وكذلك يمكن منح امتيازات استثمارية للمغتربين”.
وأشار الى أن “المنتشر ليس صرافًا آليًّا بل هو شريك حقيقي في القرار، لذا فعلاقة الدولة به بحاجة الى إعادة الصياغة”.
ولفت باسيل الى ان “المطلوب من التيار أن يفض شيطنته في الانتشار، فهو يتكلم عن السيادة بمفهومها الكامل في مواجهة اسرائيل او سوريا أو أي دولة تضع يدها على القرار اللبناني، أما السيادي الإنتقائي يعمل بالأجرة وترونهم أمامكم فالصاروخ الاسرائيلي لا يعتبرونه خطراً وكذلك الإرهاب التكفيري”.
وأضاف: “أن خلفية ذلك وطنية فهي حماية لكل لبناني معتدل لأن الخطر تقسيمي يأتي من المسلم المتطرف والمسيحي المتطرف، و التحدي هنا هو الإنتخابات القادمة ويجب التصرف بروح التضامن والتكلم مع المنتشرين وخلق ماكينات انتخابية في كل بلد، وفي كل قضاء لبناني”.
وفي ملف المدير العام لكازينو لبنان رولان خوري قال باسيل: “نفتقدك اليوم يا رولان وكما يفعلون بك ويبحثون في الكازينو عن ملف يدينك في غيابك، فالبحث جارٍ في الخارجية عن ملف يديننا ولن يجدوا شيئًا. فهم لا يعرفون أن هناك اشخاصا نزيهون وجريمتنا أننا وضنا خططًا ومشاريع ورولان حارب السوق السوداء فعندما أوقف انخفضت موارد الكازينو الى النصف واستفادت السوق السوداء.”
وأضاف باسيل: “أن خوري هو سجين سياسي طالما انكم لم تجدوا اي ملف يدينه وتذكّروا اننا أبناء 7 آب الذين لم يخافوا الاعتقالات التعسفية أيام الاحتلال السوري فلا نخيفنا هذه السلطة التي تسجن الأوادم”.
ولفت الى أن “هناك مخاطر كبيرة تحيط بلبنان مثل اسرائيل و الارهاب المحيط وتغيير الهوية، وكلّما استعاد لبناني جنسيته تُحمى الهوية اللبنانية، أما تخيير النازح بالعودة فهو مسّ بالهوية اللبنانية”.
واعتبر أن “التيار مستهدف منذ العام ١٩٨٨ ولم نركع ونبقى نرفع رأسنا، فأي سياسة قمنا بها هي من منطلق سيادي ووطني وتفتخرون بها”.
وتوجه الى المنتشرين: ” لبنان ينتظركم دائماً لنحول الألم الى أمل، ولبنان من دونكم ليس لبنانا”.