2025- 07 - 30   |   بحث في الموقع  
logo إسرائيل رفضت وبرّاك لن يعود… وجلسة الثلاثاء تضع الحكومة على المحك logo زلزال بقوة 8.7 درجات ضرب كامتشاتكا في روسيا هو الأقوى منذ عام 1952 ودول عدة حذّرت من تسونامي.. logo الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟.. بقلم: د. محمد أبو طربوش logo إطلاقٌ خجولٌ لبرنامج عودة النّازحين السّوريين.. توقعات العودة ضعيفة!.. عبدالكافي الصمد logo الحكم على 6 أشخاص من "الحزب" في قضية مقتل الجندي الإيرلندي logo البعريني يتحدّث عن خطوة تغيّر مسار الصراع العربي–الإسرائيلي logo عن الموقوفين السوريين في لبنان وعودة النازحين... ماذا كشفت السيّد؟ logo في الضنية.. تعرّض طفل لهجوم عنيف من كلاب شاردة
ما يحدث في مدينة السويداء مؤشر على فشل النظام في دمج المكونات السورية
2025-07-29 19:01:40

 


صرح الكاتب والباحث السياسي، إسماعيل النجار، أن “ما يحدث في مدينة السويداء هو مؤشر على فشل النظام في دمج المكونات وعلى هشاشة البنية الوطنية. والمستقبل القريب لا يبشر بتسوية نهائية، بل على الأرجح بمزيد من الصراع البارد والتفتت المنضبط حتى إشعار دولي آخر.”


وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: لايزال المشهد في سوريا ضبابياً، فمنذ سقوط الرئيس بشار الأسد واستلام زمام الامور من قبل حكومة “الجولاني”، لايزال الوضع الأمني غير مستقر. فأحداث الساحل ومن ثم السويداء، والأعمال الخارجة عن القانون هنا وهناك دليل واضع على هشاشة الحكومة الجديدة وصعوبة سيطرتها على الأراضي السورية.


 


فالمشهد العام في سوريا يوحي بأنها في مرحلة انتقالية بالغة الهشاشة، ربما الأضعف والأخطر في تاريخها الحديث. ما يجري على أرضها لن يقتصر تأثيره على حدودها فقط سوريا تقف أمام مفترق طرق تاريخي، حيث يتوجب اتخاذ قرارات مصيرية ستحدد مستقبلها لعقود قادمة. هل ستتمكن البلاد من إعادة بناء نفسها كدولة موحدة قوية ومتينة؟ وهل ستتمكن حكومة “الجولاني” من فرض سيطرتها الأمنية على كامل الأراضي السورية في ظل أطماع الاحتلال وغيره في النفوذ داخل سوريا؟ أسئلة كثيرة أثارتها مراسلتنا الأستاذة وردة سعد، في حوارٍ صحفي مع الكاتب والباحث السياسي الدكتور إسماعيل النجار، وجاء نص الحوار على النحو التالي:


 


تشهد سوريا حالة من الفوضى والمعارك المشبوهة في نظر البعض وخصوصا ما يجري في منطقة السويداء ضد الاقلية الدرزية فيها.. فما حقيقة ما يجري هناك ؟ وهل هي مؤامرة خارجية ام اخطاء من النظام الحالي في التعامل مع مكونات الشعب السوري؟


 


إن ما يجري في السويداء ليس وليد اللحظة، لكنه نتيجة تراكمات طويلة من تهميش سياسي واقتصادي وأمني عانت منه الطائفة الدرزية خلال فترة تعايش مريرة مع ثلاثة أنظمه في سوريا من عهد الرئيس حافظ الأسد مروراً بعهد ولده الرئيس بشار الأسد وصولاً إلى حكم الإرهابيين(الجولاني) الذي يعتبر أشد فظاظه من غيره. رغم أن محافظة السويداء بقيت خارج المواجهات المسلحة المباشرة مع النظام منذ عام 2011، إلا إنها كانت دائمًا هدفًا للتطويع أو التحييد أو التأديب حسب نظرية “الحدود المضبوطة” التي يتعامل بها النظام السابق والحالي مع المناطق التي لا تبايعهم بشكل كامل. لكن في عهد الرئيس بشار الأسد كانت الخلافات تتم تسويتها بتواضع الرئيس وتجاوب الشيخ الهجري. أما اليوم إجرام جماعة الإرهاب بقيادة الجولاني لم يترك نافذه للحل أو الحوار بسبب حجم المجازر التي ارتكبوها في سوريا! فانفجر الوضع وتطورت الأمور ولا أفق لأي حل في الوقت الحالي.


اليوم، وبعد أن اتسعت رقعة التمرد الشعبي والمدني وانفجار الوضع الميداني، مع تنامي مظاهر الاستقلالية الأمنية والسياسية في السويداء بسبب تعديات إرهابيي جبهة النصرة، بدا أن النظام يسعى لـ خلق فوضى داخلية لتبرير التدخل بالقوة، أو لدفع أهالي المدينة إلى أحضان حلفاء خارجيين لتوريطهم سياسيًا. وهذا ما حصل!. لكن، لا يمكن إنكار وجود أيادٍ خارجية أيضًا، فكل منطقة ذات بعد جيوسياسي كـ السويداء، تُصبح ساحة جذب واختراق. ورغم ذلك، تبقى الطامة الكبرى داخلية، تتعلق بفشل النظام في بناء نموذج احتواء وطني جامع، والتعامل بعقلية أمنية قمعية بدل الحلول السياسية. وعلينا أن لا نتجاهل الأطماع والأهداف الصهيونيه داخل سوريا وتحديداً منطقة الجنوب.


 


ترددت في الاونة الاخيرة لفظة “ممر داوود” للتعبير عن مشروع صهيوني للسيطرة على شريط يمتد الى دير الزور والحسكة داخل الاراضي السورية وصولا الى كردستان العراق.. فهل هذه الفرضية صحيحة ولها اصولها في العقل الاستعماري الصهيوني؟ وهل احداث السويداء جزء من ذلك؟


 


“ممر داوود” هو تعبير يُستخدم في بعض الدوائر السياسية والمراكز البحثية للإشارة إلى مشروع جيوسياسي يُقال إن له جذورًا في أدبيات الأمن الصهيوني، ويتعلق بإنشاء شريط نفوذ يمتد من “إسرائيل” عبر جنوب سوريا إلى دير الزور والحسكة فشمال العراق (كردستان العراق)، ليشكل ممرًا استراتيجيًا واقتصاديًا وأمنيًا يسمح بالوصول من المتوسط حتى الخليج، ومن “إسرائيل” إلى المناطق النفطية والغازية. فهل هو حقيقة؟ بدايةً لا يوجد أية وثائق رسمية معلنة تصف هذا المشروع بهذه الصيغة، لكنه على الأرض يتقاطع فعليًا مع كثير من التحركات الأميركية والإسرائيلية والكردية في شرق سوريا، حيث تتركز القوات الأميركية والنشاط الاستخباراتي الإسرائيلي، وبالطبع مع خطوط أنابيب مستقبلية للنفط والغاز. أما السويداء، التي لا تقع على خط الممر مباشرة، لكنها تتموضع على تخومه الجغرافية الجنوبية، ولذلك من الممكن أن تُستهدف بمحاولات تطويع سياسي أو تشتيت اجتماعي كي لا تُشكّل منطقة عصيان أو ممانعة مستقبلية قد تشكل خطراً على المشروع.


 


نظام دمشق يبدو في حالة ارباك بالغة ولا يعرف كيف يتعامل مع الاخطار المحدقة بسوريا!! فما هي الاسباب التي تجعل الحكام الجدد في هذه الوضعية من العجز والفشل؟ وهل ذلك نايع من عدم وجود مشروع دولة لديهم ام من الولاءات العديدة التي تتجاذبهم؟


 


السبب يعود إلى غياب مشروع دولة فعلي عند هؤلاء المجرمين الذين يحكمون دمشق اليوم.. فمنذ عام 2011، تحوّل النظام السابق من “حكم مركزي أمني” إلى بنية متشظية تعيش على الولاءات الخارجية. وتعدد الجهات النافذة وكانت هناك مراكز قوى داخل النظام تتضارب مصالحها ولا تسير تحت مشروع واحد. ناهيك عن الاقتصاد المنهار والشلل الإداري الذي زاد من هشاشة القرار المركزي، وأصبحت أي أزمة داخلية (كأحداث السويداء) تفوق قدرة النظام على الاستيعاب أو المواجهة الذكية بما يعني أن الوضع الحالي في السويداء ليس بجديد بل موروث.


 


الى اين تتجه سوريا في المستقبل القريب.. وما الذي ينتظرها في ظل الاجواء السائدة فيها وحولها؟ وهل يمكن فعلا ان يسلم السوريون بمصيرهم الذي يتهدده التقسيم والتفتيت وامكانية الحرب الاهلية المتعددة الاوجه؟


 


سوريا تقف على مفترق طرق، تتجاذبها الاحتمالات التالية: الاحتمال الأول: الاستمرار في التمزق والانقسام الناعم، بحيث تبقى المناطق تحت سلطة قوى أمر واقع (النظام الإرهابي الحالي)، قسد، المعارضة المسلحة للنظام الحالي، الاحتمال الثاني: اتفاق سياسي دولي/إقليمي (ربما برعاية روسية-تركية-إيرانية-عربية) يعيد تركيب السلطة بطريقة فدرالية أو لا مركزية. الاحتمال الثالث: حرب أهلية جديدة متعددة الوجوه، خصوصًا إذا حاول النظام الحالي أو أي جهة تغيير موازين القوى في مناطق مثل السويداء أو دير الزور . لكن من المستبعد الآن أن يُسلم السوريون بمصير التقسيم دون مقاومة شعبية أو تصعيد دولي، خاصة أن هذا التقسيم يخدم “إسرائيل” ويهدد كامل بنية الإقليم وهناك جهات تتناغم معه.


 


الاميركي يزعم انه لم يكن على علم بما قامت به دولة الكيان من تسعير للحرب واعلان الحماية على منطقة سورية كما صرح البيت الابيض!! هل نصدق الرئيس ترامب هذه المرة؟ وما هو جوهر الاستراتيجية الاميركية تجاه سوريا ؟


 


تصريحات الرئيس الأبرص (أو البيت الأبيض عمومًا) عن عدم العلم بمخططات إسرائيل في سوريا هي جزء من التمويه السياسي والدبلوماسي المعتاد، خصوصًا أن الجيش الأميركي متواجد فعليًا في الشمال الشرقي من سوريا (منطقة الجزيرة) على مقربة من جميع الأحداث الكبرى. فالاستراتيجية الأميركية في سوريا تقوم على: منع إيران من التمدد غربًا باتجاه لبنان. وحماية “إسرائيل” عبر تجميد جبهة الجنوب السوري. وضمان النفوذ في المناطق النفطية. وعدم السماح بقيام نظام سوري موحد خارج الهيمنة الأميركية/الإسرائيلية. وبالتالي، نفي ترامب لا ينسجم مع وقائع الميدان ولا مع حجم التنسيق العسكري الأميركي الإسرائيلي في سوريا.


 


دول عربية عديدة وتركيا تجاهر بأنها تدعم نظام دمشق الجديد.. ولكن ما يجري في سوريا يتم تحت أعينها .. فهل تقوم هذه الدول فعلا بما هو مطلوب منها للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة اراضيها؟ الا يمكن لهذه الدول بما تملكه من امكانات ان تتصدى للمشروع الصهيوني الذي يمس المنطقة كلها من خلال سوريا؟


 


الدول العربية وتركيا تتعامل مع الأزمة السورية بمزيج من الانتهازية والحياد الحذر. بعضها أعاد التطبيع مع النظام دون شروط حقيقية، وبعضها يدعم الفصائل المسلحة دون مشروع وطني سوري شامل. أما التصدي للمشروع الصهيوني في سوريا، فهو شبه معدوم لعدة أسباب: أولها الانشغال بالأزمات الداخلية لكل دولة عربية. وبسبب التقارب غير المعلن بين بعض الدول العربية وإسرائيل. والانقسام العربي حيال دور إيران وتركيا في سوريا. وبالتالي، فإن العرب لا يشكلون اليوم كتلة موحدة قادرة على وقف المشروع الإسرائيلي-الأميركي، بل إن بعضهم متورط ضمنيًا فيه عبر التمويل أو الصمت أو التطبيع. لذلك فإن سوريا اليوم ليست ساحة حرب فقط، بل ساحة تقاطع مشاريع كبرى يتنافس فيها الأميركي والإسرائيلي والتركي والروسي. ما يحدث في السويداء هو مؤشر على فشل النظام في دمج المكونات وعلى هشاشة البنية الوطنية. والمستقبل القريب لا يبشر بتسوية نهائية، بل على الأرجح بمزيد من الصراع البارد والتفتت المنضبط حتى إشعار دولي آخر.


 


ملاحظة: المعلومات الواردة في المقابلة تعكس رأي الضيف وليس بالضرورة أن تكون انعكاساً لرأي الوكالة





وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top