أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان “الإصلاحات تسير وإن كان البعض يعتبرها بطيئة، لكن كل أجهزة الدولة تنسق مع بعضها البعض ولدينا الكثير لكي نقوم به، لأن محاربة الفساد أساسية والملفات ستفتح مهما كانت طائفة المرتكبين”.
من جهة اخرى، لفت الرئيس عون إلى “وجود عدد من ملفات إستعادة الجنسية اللبنانية قيد الدرس وسنعمل مع وزارة الداخلية على السير بها وتوقيعها”.
الحلو
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الرابطة المارونية برئاسة المهندس مارون الحلو الذي ألقى في مستهل اللقاء كلمة قال فيها: “فخامة رئيس الجمهورية، يشرفني، باسم المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، أن أعبر عن تقديرنا العميق لمسيرتكم الوطنية وللثقة التي تحظون بها من اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم. لقد أثبتم خلال توليكم قيادة الجيش، أنكم تتمتعون بالعديد من الصفات والقدرات الاستثنائية التي حملت جميع الأطراف على إيلائكم ثقتها لانتشال لبناننا العزيز، وطن الآباء والأجداد، من القعر الذي بلغه في السنوات المنصرمة”.
واوضح أن “هذه الصفات والقدرات القيادية والإجماع النادر الذي تحقق حول شخصكم وانطلاقة عهدكم، جعلا من فخامتكم موضع رهان داخلي وخارجي بأنكم القادر فعلا على رسم خط فاصل ينهي مراحل التوتر والانقسام والفساد والتشتت والتفلت، وكما الاستقواء على الدولة وربطها بمحاور ومشاريع بعيدة عن تطلعات اللبنانيين، ويفتح آفاقا واسعة ومشرقة لعودتهم إلى دورهم الفاعل واستعادتهم مكانتهم المتألقة في قلب المنطقة العربية”.
أضاف: “إن الهيبة والوقار والجدية التي أضفيتموها على موقع رئاسة الجمهورية، والدعم العربي والدولي الذي لا يزال يرافق خطوات حكمكم، أطلقا آمالا كبيرة في نفوس اللبنانيين، وفتحتا نافذة رجاء بإمكانية الخروج من دوامة الأزمات المتراكمة التي توالت على مدى خمسة عقود ولا تزال تعاند استتباب الاستقرار وتبقي يد اللبنانيين على قلوبهم وتحملهم على مضاعفة صلواتهم وجهودهم من أجل أن تنجحوا في تخطي العقبات القائمة”.
وتابع: “فخامة الرئيس، نعم، إن القلق لا يزال قائما في وجدان اللبنانيين، نتيجة التحديات الجسام التي تواجه بلدنا، لكننا نؤمن بأن قيادتكم، بما تتميز به من شجاعة ومناقبية وصدق في الالتزام الوطني، ستكون قادرة على تجاوز هذه المرحلة. وفي هذا السياق، يؤكد المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية الذي يتشرف باستقبالكم له اليوم، أنه سيكون إلى جانبكم ويدعم خطواتكم والخيارات السياسية والإدارية والاجتماعية التي وضعتم خطوطها في خطاب القسم الذي أعاد الحيوية إلى الحياة العامة في لبنان”.
واردف: “وفيما يتحضر مجلسنا لانطلاقته ويعد البرامج التي سيعمل عليها في المرحلة المقبلة، فإنه سيولي أولوية قصوى لموضوع الاغتراب والانتشار اللبناني في العالم، باعتباره أحد أعمدة الكيان اللبناني وركائز قوته، وبشكل خاص على مستويين أساسيين: أولا، تمكين اللبنانيين المنتشرين من ممارسة حقهم الدستوري في الاقتراع، أسوة بالمقيمين، في دوائرهم الانتخابية الأصلية، لا عبر آلية تمثيلية منقوصة تقتصر على ستة نواب. فالمغتربون ليسوا مجرد جالية، بل هم شريك فعلي في بناء الدولة، ويجب أن يكون لهم الدور نفسه في اختيار كامل تركيبة السلطة التشريعية. وثانيا، تمديد العمل بقانون استعادة الجنسية اللبنانية، للمتحدرين من أصل لبناني، لما لذلك من أثر كبير في إعادة ربط المنتشرين بجذورهم وتعزيز علاقتهم بالدولة اللبنانية. إن الرابطة المارونية، في التزامها الوطني، ترى في هذا التوجه واجبا وطنيا وأخلاقيا من أجل تعزيز وحدة الكيان اللبناني، وربط طاقاته الداخلية والخارجية في مشروع دولة متماسكة. ونحن نضع كل إمكانياتنا وخبراتنا بتصرف فخامتكم، دعما لمسيرتكم. وكلنا ثقة بأنكم، كما كنتم دائما، ستقودون هذه المرحلة بحكمة وصلابة”.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: “ان التحديات كبيرة حولنا، ولكن لا يمكننا ان نواجهها الا بوحدتنا، ودوركم كرابطة مارونية أساسي. ونحن ندعو لكم بالتوفيق في مهامكم لوضع مشاريع وخطط فاعلة من شأنها حماية لبنان. فانتم لا تمثلون الموارنة فقط إنما لبنان”.
واكد ان “الإصلاحات تسير، وإن كان البعض يعتبرها بطيئة ربما. لكن كل أجهزة الدولة تنسق مع بعضها البعض. ولدينا الكثير لكي نقوم به. ومحاربة الفساد أساسية. والملفات ستفتح مهما كانت طائفة المرتكبين. ومشكلة لبنان التي اوصلتنا الى ما نحن عليه هي الفساد الذي بات ثقافة، من دون محاسبة. وانا في زيارتي الى مصلحة تسجيل السيارات والآليات (النافعة) في الدكوانة، قلت للمواطنين ان من يغطي الفاسد هو شريك في الفساد. والى الآن، لم يأت الي من إشتكى. وكذلك الأمر اثناء زيارتي الى الجمارك. إن الادارة الجيدة تواجه الأزمات، لكن الإدارة السيئة توازي الفساد أيا كانت الأوضاع. من هنا إن محاربة الفساد بالنسبة الي أساسية والأمور ستسير نحو الأفضل”.
الرئيس عون الى ان “هناك عدد من ملفات إستعادة الجنسية اللبنانية قيد الدرس، وسنعمل مع وزارة الداخلية على السير بها وتوقيعها”.
وختم مؤكدا ان “إن التحديات كبيرة، ونحن على مفترق مفصلي. وبإستطاعتنا ان ننقذ لبنان من خلال وحدتنا ونضعه على طريق الإستقرار والإزدهار. ونأمل قريبا في إصدار التشكيلات القضائية والسير قدما بكل الملفات”.
المطران طربيه ووفد أسترالي
واستقبل الرئيس عون، راعي أبرشية أوستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المارونية المطران أنطوان طربيه، مع وفد من الجالية اللبنانية في أوستراليا، بحضور السفير الأوسترالي أندرو بارنز.
المطران طربيه
في مستهل اللقاء، قال المطران طربيه: “من بلد بعيد بعيد، نأتي إليكم، من قارة شاسعة هي أوقيانيا، نحط في لبنان، نعود إلى وطن الأرز والحرف، لنأخذ حفنة من ترابه الذي سقاه عرق الآباء والأجداد، ودم الشهداء، لتكون ذكرى صالحة، وعلامة عز وكرامة وعنفوان لنا وللأجيال المقبلة. فلا الحب يعرف بالمسافات، ولا القلب يضيق بمن يحب أو يتراجع أمام التضحيات، لأنه، وكما قال الرب يسوع: “ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه”.
اضاف: “صحيح أننا جالية لبنانية أوسترالية، وتاريخ الهجرة يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، ولكنه صحيح أيضا أنه، رغم المسافات التي تفصل أستراليا عن لبنان، لم ولن ينس اللبنانيون الأستراليون وطنهم الأم، لأنه يتجلى فيهم، ويحتل مكانته في وجدانهم وقلوبهم. لبناننا هو نحن، أينما كنا، ومهما بعدت المسافات، فلا الهجرة ممحاة، ولا الانتشار منفى. نحمل هويتنا باعتزاز، وندافع عن وطننا وشعبنا بفخر، ونعمل معكم وإلى جانبكم، كي يعود السلام والازدهار والاستقرار إلى هذا الوطن الحبيب”.
وتابع: “كلنا، يا فخامة الرئيس، نعتز ببطاقة الهوية اللبنانية، ولو دامعة اليوم، أكثر بكثير من احترامنا لجواز السفر. أطمئنكم، فخامة الرئيس، أننا متمسكون بلبنان، كما نعمل، بضمير وفاعلية من أجل بلدينا معا: لبنان وأوستراليا. نحن لا ننكر ولا نتنكر لأستراليا، فقد أعطتنا الكثير، كما أعطيناها شبابا وعمرا وعرق الجبين. وهنا اشكر سعادة السفير بارنز على حضوره اليوم معنا”.
وقال: “لقاؤنا اليوم مع فخامتكم، ثلاثي الأبعاد، نعبر أولا عن ثقتنا الكاملة بكم وبعهدكم، ولا نزايد عليكم لا بمحبة لبنان، ولا بالدفاع عنه. ولتصمت الأصوات التي تعادي وتدعي. يقول الرب يسوع في إنجيل القديس لوقا: “ليس أحد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة…بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة، فتحفظ جميعا”. أنتم، يا فخامة الرئيس، هذه الخمرة اللبنانية الجديدة الطيبة، التي تحتاج إلى زقاق وطني جديد ومتجدد، تعملون، وكلنا معكم، على إنجازه، بمعونة الله، ليحفظ لنا لبنان وشعبه المنتشر والمقيم. نلتزم، أمامكم، بالعمل من أجل وطننا لبنان، ونتعهد بتنفيذ هذه الالتزامات التي توكلونها إلينا، ولن نقصر. وثقوا، يا فخامة الرئيس، أننا لسنا شيكات وأوراقا نقدية، بل نحن ضمائر وقلوب وعقول وأياد تعمل في سبيل لبنان. نلتزم معكم بلبنان الرسالة، كما دعاه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، لأن لبنان رسالة حرية وحركة انفتاح، ونموذج حوار للشرق والغرب. هذه الحرية هي الضمانة للوحدة ضمن التعددية، فلا تفريق ولا تمييز، نحن لبنانيون، ولن تكون الطوائف والأحزاب والمناطق أسبابا للتفرقة أو التجزئة أو الانقسام”.
ودعا المطران طربيه الرئيس عون إلى “زيارة الجالية اللبنانية في أوستراليا، التي تتطلع إلى فخامتكم بعين الرجاء، وكلنا أمل أن مسيرة العهد الجديد التي انطلقت مع انتخابكم، سوف تصل بلبنان إلى بر الأمان. وأن زيارتنا للبنان في الصيف المقبل ان شاء الله ، ستكون لتهنئة فخامتكم على إنجاز ما أطلقتموه في خطاب القسم، خصوصا في ما يتعلق بحق الدولة في احتكار السلاح، والإصلاح الإداري، ومكافحة الفساد، ومحاكمة الفاسدين، وكذلك إنجاز الانتخابات النيابية، ضامنين حق المنتشرين بالتصويت بحرية في دوائرهم الانتخابية، حيث مكان قيدهم في لبنان، كما جرى في انتخابات عامي 2018 و2022”.
واكد ان “أملنا كبير بأننا سنعود إلى لبنان، سنعود كراما وأحرارا. ورغم الكوارث والمصائب والحرائق والزلازل التي تحيط بنا وبالشرق عامة، ورغم الحديث عن خرائط ومقصات، نحن متمسكون بهذا الوطن، بكل عائلاته الروحية، وبكل مناطقه، وبكل شبر من أرضه. ومعكم، يا فخامة الرئيس، نحقق الأحلام أفعالا من أجل لبنان”.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون، شاكرا لأوستراليا “استضافتها للبنانيين على أرضها، وهم الذين برهنوا عن نجاحهم ومشاركتهم الفاعلة في نسيج المجتمع الأوسترالي”، وأكد ان “اللبنانيين في اوستراليا وغيرها من دول العالم هم رافعة لبنان، ولولا حبهم له، لما استطاع وطنهم الام اجتياز الازمة الصعبة التي مر بها”.
واكد انه لا يفرق بين لبناني مقيم وآخر مغترب، “لأنهم جميعا أبناء هذا الوطن ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات”.
وعن الاوضاع الداخلية، أكد الرئيس عون “السير في الإصلاحات الاقتصادية حتى النهاية، وبحلول الشهر الحالي سيتم إقرار قانون هيكلة المصارف، على أن يتبعه قانون الفجوة المالية، وقال: “كما ان مسيرة مكافحة الفساد تسير بخطى ثابتة، وما حصل أمس في مجلس النواب من رفع للحصانة عن احد النواب بتهم الفساد، هو علامة فارقة”.
واكد ان “الفساد لا يعرف طائفة أو مذهبا، ومشكلة لبنان الأساسية هي الفساد المستشري دون محاسبة، وقد تم تشكيل المجلس الأعلى للقضاء، وسيتم إقرار تشكيلات المدعين العامين وقضاة التحقيق، لنبدأ معا ورشة محاربة الفساد في كل دوائر الدولة”.
بارنز
ثم ألقى السفير بارنز كلمة، أكد فيها “الروابط المتينة والفريدة التي تجمع أوستراليا بلبنان”، لافتا الى وجود “اكثر من ربع مليون مهاجر لبناني في اوستراليا تربطهم علاقات متينة مع وطنهم الأم، أكثر من أي شريحة أخرى من المهاجرين في أوستراليا، ويقومون إلى الآن بتمويل عدد من المشاريع في لبنان”.
وأشار إلى أن “المغتربين اللبنانيين في أوستراليا ممثلون بقوة في مجالات مختلفة، من السياسة الى الاعمال والفن والأدب والرياضة وغيرها، ويتميزون بميزتين: نجاحهم الواضح وحبهم لوطنهم الأم الذي يتمنون له التعافي من مختلف التحديات التي يواجهها، ويرون أن لبنان بحاجة إلى تحقيق اصلاح اقتصادي وقضائي، وأمن دائم يشمل حصرية الدولة للسلاح وانتهاء الاحتلال الأجنبي للأرض”.
وأكد السفير بارنز أن “المغتربين اللبنانيين في أوستراليا يريدون التأكيد أن صوتهم يجب أن يكون مسموعا في الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، ويؤيدون التعديلات المطروحة امام مجلس النواب والمتعلقة بتصويت المغتربين، بحيث لا تنحصر أصواتهم في ستة مقاعد نيابية”.
وقال: “لقد تسجل 20 ألف لبناني للتصويت في انتخابات العام 2022، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد في انتخابات العام المقبل ويجب أن يكون صوتهم مسموعا”.
حرب
ثم تحدث ناشر ورئيس تحرير جريدة “النهار” الاوسترالية أدوار حرب، فقال: “نأتي اليك فخامة الرئيس فاعليات روحية وسياسية واجتماعية وفكرية من كل الطوائف المسيحية والإسلامية، حاملين اليك الرسالة التالية: لقد اعتدنا في السابق على مسؤولين يخططون للماضي ويتجاهلون التاريخ والمستقبل، أما أنت فتخطط للأجيال الجديدة وللوطن الحلم. هم بنوا بالسيف والدم والجماجم أنظمة، وأنت تبني بالحوار والموقف وطنا وصيغة وكرامة وقضاء”.
وشدد حرب على ان الوفد “لم يأت ليطلب منك شيئا، بل لابداء استعداد هذا الجناح الذي كان مكسورا ومستغلا ليضع بين يديكم إمكاناته كقوة احتياطية انطلاقا من ذاك القسم التاريخي”.
شديد
ثم القى رئيس “الرابطة المارونية” في اوستراليا جون شديد كلمة، اكد فيها ان “تاريخ الرئيس عون يؤكد انه قادر على حمل الصعوبات المتراكمة في لبنان، وان اللبنانيين في اوستراليا سيعملون مع حكومتها لدعم الجهود التي يقوم بها من اجل إعادة الازدهار والامن للبنان”.
منظمة الصحة العالمية
ثم استقبل الرئيس عون وفدا من منظمة الصحة العالمية برئاسة المديرة الإقليمية للمنظمة لإقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي، في حضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين.
بلخي
في مستهل اللقاء، تحدثت الدكتورة بلخي عن التعاون القائم بين المنظمة ولبنان، من خلال وزارة الصحة، والتي وصفته بالمثمر. وقالت: “سنظل على علاقة وثيقة مع لبنان لإيجاد الطريقة السليمة للتعامل مع موضوع النازحين السوريين فيه. كما اننا نتعاون مع لبنان وغيره من الدول في مجال مواجهة آفة إدمان المخدرات”.
ولفتت الى ان “دعم وزارة الصحة في مجال الوقاية مهم جدا، للحفاظ على سلامة المواطنين داخل أي دولة”، متمنية على الدولة اللبنانية “دعم وزارة الصحة بكل إمكاناتها”، وشكرت الرئيس عون على “دعمه لمنظمة الصحة العالمية، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي شهدت سحب بعض الدول دعمها التقني والمادي للمنظمة”، متمنية على رئيس الجمهورية “إثارة موضوع دعم المنظمة في خلال لقاءاته مع رؤساء الدول والمسؤولين”.
وعبرت بلخي عن فخرها بـ”التقدم المحرز في التغطية الصحية العالمية في لبنان”، وقالت: “سنعمل قدر الإمكان على ايجاد الحلول المادية على المستوى الإقليمي او على مستوى الدول”.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون على ما ذكرته بلخي، معتبرا أن “الصحة أساس لكل الشعوب”، مشيدا بـ”التعاون القائم بين لبنان ومنظمة الصحة العالمية”.
وتطرق الى موضوع الإدمان على المخدرات الذي يتعاون لبنان بخصوصه مع المنظمة، معتبرا ان “المخدرات تفكك العائلات والمجتمعات، ويجب ان تتم محاربتها على مختلف الأصعدة، ان كان لجهة التعاون الدولي لمكافحة تهريبها ، او على مستوى التعاون مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من الخطوات”، مؤكدا ان “الأجهزة الأمنية تبذل كل جهد ممكن لمكافحة هذه الآفة”.
ناصر الدين
ثم تحدث الوزير ناصر الدين، فأشار الى أن “لبنان من البلدان المؤسسة لمنظمة الصحة العالمية، وللأسف، بسبب ظروف السنوات الأخيرة التي مرت عليه، لم يتمكن من المساهمة في دعم المنظمة، وخسر حق التصويت فيها. لكن في آخر لقاء حصل في جنيف، اعدنا جدولة الدعم المترتب على لبنان واستعدنا حق التصويت”.
واكد ان “منظمة الصحة العالمية لها دور كبير في وزارة الصحة على المستوى الاستراتيجي ومستوى البرامج والدعم. ومن البرامج المدعومة من المنظمة، الترصد الوبائي، التتبع الدوائي، خلية الأزمة، مراكز الرعاية الصحية الأولية، اللقاحات والبرنامج الوطني للسرطان، وغيرها”.
أضاف: “بالرغم من مرور المنظمة بمرحلة صعبة نتيجة سحب بعض الدول للدعم المادي لها، تستمر في دعم لبنان، وهناك برامج جديدة للوزارة سيتم دعمها من قبلها، خصوصا في مجال مكافحة المخدرات ومعالجة الإدمان”.
ولفت الى موضوع انشاء “الوكالة الوطنية للدواء”، “الذي بات الآن في عهدة مجلس الوزراء”، آملا ان “يتم طرح المرسوم التطبيقي لانشاء هذه الوكالة في الجلسة المقبلة للحكومة، لأن من شأن ذلك دعم الصناعة الوطنية للدواء”.
مجلس الاعمال اللبناني – الكويتي
والتقى رئيس الجمهورية وفدا من مجلس رجال الأعمال اللبناني الكويتي في غرفة التجارة والصناعة برئاسة اسعد صقال الذي تحدث باسم الوفد، فقال: “اليوم وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة والتوترات الحاصلة في لبنان جراء الإعتداءات الإسرائيلية وعدم التوصل الى حل نهائي في موضوع السلاح، فضلا عن التوترات الإقليمية، فإن وجودكم على رأس الدولة يعطي اللبنانيين الطمأنينة والأمل بأن الأوضاع ستكون أفضل بكثير في لبنان”.
أضاف: “نغتنم الفرصة لإطلاعكم على بعض الهواجس التي تقلق رجال الاعمال اللبنانيين. ومن ابرز نتائجها عدم وجود ظروف ملائمة للأعمال والإستثمار. نحن، ومنذ تأسيس المجلس نعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية اللبنانية-الكويتية، وكذلك تشجيع السياحة وإستقطاب الإستثمارات. وكلنا امل ان نتمكن قريبا من عودة الأشقاء الكويتيين الى لبنان وجذب الإستثمارات. لكن للأسف الظروف تعاكس كل ما نقوم به”.
واكد اننا “سنواصل جهودنا لتنمية العلاقات الإقتصادية بين لبنان والكويت لأننا نؤمن بهذه العلاقة الأخوية والتاريخية، وبأهميتها للبنان على مختلف المستويات. وكل ما نأمله هو بناء دولة قوية، وعادلة، وترسيخ الاستقرار وتنفيذ الإصلاحات الشاملة. وعهدنا بكم كبير جدا. وآمالنا معلقة عليكم وعلى قيادتكم الحكيمة لتحقيق هذه الأهداف والإنتقال بلبنان الى مرحلة جديدة وواعدة تليق باللبنانيين وتستجيب لطموحاتهم”.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا أن “الأشقاء العرب جاهزون وهناك وفود كثيرة تتشكل للإستثمار. ونحن من جهتنا، علينا القيام بخطوات أساسية بدأنا بها، من تعيين حاكم للمصرف المركزي الى التفاوض مع البنك الدولي الى إتخاذ الإجراءات لكي نعيد بناء الثقة بين الشعب اللبناني ودولته من جهة، وبين لبنان والعالم الخارجي من جهة ثانية. وأنتم لكم فضل كبير على لبنان، لأن رجال الأعمال والقطاع الخاص أتاحا له الثبات بوجه الأزمات”.
وأشار رئيس الجمهورية الى اننا “نبذل قصارى جهدنا لكي نحمي لبنان من إرتدادات ما يجري حولنا وهو غير مطمئن. والمسؤولون السياسيون على مستوى البلد كانوا على كثير من الوعي والمسؤولية الوطنية، وكذلك الأمر بالنسبة الى المسؤولين الروحيين. وهذا كان في منتهى الإطمئنان”.
وقال الرئيس عون: “ليس لدي محاصصة، أنا اريد مصلحة لبنان. وملفات الفساد فتحت، والأمور تسير على الطريق الصحيح، وهذه الإجراءات توحي بإعادة الثقة وتشجع رجال الأعمال والإستثمارات للعودة الى لبنان. ونحن نجهز الأرضية اللازمة لذلك. وهناك مؤشرات إيجابية جدا من الخارج، علينا ملاقاتها بخطوات إيجابية”.
وأشار رئيس الجمهورية الى ان زيارته للكويت “كانت أكثر من إيجابية وقد تفعلت اللجنة العليا المشتركة، وسيكون هناك تعاون في مجال الطاقة ومساعدة الجيش، كما تم تسهيل مجيء الكويتيين الى لبنان. وقد أتت زيارة وزير الداخلية الكويتي الينا لمزيد من التعاون، مضيفا ان الخطوات تتبلور أيضا الواحدة تلو الأخرى مع الكويت وغيرها من دول الخليج”.