اربع عناوين رئيسية تصدرت صورة المشهد السياسي ليوم امس الاربعاء. الاولى:اعلان الموفد الاميركي توم برْاك عن التعقيدات التي تواجه ملف السلاح، الثانية: رفع الحصانة عن نواب وزراء سابقين يشتبه بهدرهم للمال العام، الثالثة: زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى البحرين، واعلان ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة عن تشكيل بعثة دبلوماسية دائمة في بيروت للاستئناف التعاون التجاري بين لبنان والبحرين، والرابعة: زيارة رئيس الحكومة الى فرنسا واللقاء المرتقب مع الرئيس ايمانويل ماكرون للضغط على اسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان.

ففي ختام زيارته الى لبنان، اوضح الموفد الاميركي توم برُاك من بكركي بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون، انه ينبغي على الحكومة اللبنانية ان تقرر ما عليها. مؤكداً ان ليس اميركا وحدها من يريد مساعدة لبنان لتحقيق ازدهاره، انما ايضاً دول الخليج العربي ودول الجوار. لكن من اجل تحقيق ذلك ينبغي على اللبنانيين تحقيق الاستقرار اولاً. ولفت برُاك بعد لقائه الراعي ان الجميع يحاول بكل امكاناته تسوية الامور في لبنان الا ان الامور معقدة بالنسبة للقادة اللبنانيين. كما بالنسبة للجميع. املاً ان يستمر التواصل ونتفهم الصعوبات. وشدد براك على وجوب ان تسلم الميليشيات في لبنان سلاحها، مع اقرا،ه بوجود مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف اطلاق النار، وان وجهات النظر متعددة في هذا الاطار.

اما في مجلس النواب فقد اتخذ المجلس قراراً برفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان وإحالة وزراء الاتصالات السابقين بطرس حرب، نقولا صحناوي، وجمال الجراح إلى لجنة تحقيق برلمانية.

نائب رئيس المجلس الياس بوصعب وصف ما جرى بالامس بأنه يبشر بالخير، وان لا احد منهم متهم بالنسبة للمجلس النيابي. وشدد على أن اللجنة المشكلة سوف تنظم نفسها، وهي لديها صلاحية القاضي لكنها لا تستطيع توقيف احد.

ولدى استقباله رئيس الجمهورية جوزاف عون اعلن ملك البحرين عن قرار بلاده إقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت، مؤكداً ان هذه الخطوة تأتي تعزيزاً للعلاقات الاخوية بين البلدين. ويعد هذا الإعلان تطوراً دبلوماسياً لافتاً يعكس توجه البحرين نحو توحيد حضورها الدبلوماسي في لبنان، في ظل ظروف اقليمية دقيقة وتحديات داخلية مقلقة يشهدها البلد.

اما على صعيد زيارة الرئيس نواف سلام إلى فرنسا، فقد اكدت اوساط رئيس الحكومة عير الانباء الالكترونية ان سلام الذي يزور فرنسا للمرة الاولى كرئيس للحكومة سيلتقي الرئيس ايمانويل ماكرون لمطالبته تكثيف الضغط على اسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان ومعرفة مصير مؤتمر دعم لبنان الذي دعت اليه فرنسا للمساعدة على إعادة الاعمار.

براك

مصادر مواكبة لزيارة الدبلوماسي الاميركي تحدثت لجريدة الانباء الالكترونية عن مسحة تشاؤمية واكبت تحركات براك لان حزب الله ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري رفضه تسليم السلاح في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والحوادث الدموية في سورية، وأن لا شيء يضمن من مهاجمة المتشددين الاسلاميين القرى البقاعية كما حصل في السويداء ، حتى ولو انسحبت اسرائيل من الجنوب. لان في ظل هذه المستجدات لا احد في الحزب قادر على اتخاذ قرار تسليم السلاح.

المصادر كشفت ان بري حاول جهده من اجل التوصل الى حل وسط مع براك ينص على انسحاب اسرائيلي جزئي من الجنوب يقابله حصر للسلاح جنوب الليطاني قبل نهاية العام. لكن الحزب لم يكتف بالرفض الدبلوماسي والالتزام علنا بتسليم السلاح حتى في اطار زمني طويل الامد. بل ذهب ابعد من ذلك في رفضه تسليم السلاح.

هذا الموقف المستجد وضع بري في مأزق مزدوج فهو من جهة لم يعد قادراً عن تامين الحد الأدنى من الغطاء الحزبي لاي تعهد رسمي تجاه الاميركيين داخلياً. اما خارجياً فقد خسر هامش المناورة امام براك الذي سيعود الى واشنطن بملف يظهر ان لا جهة لبنانية قادرة على ترجمة التزاماتها. وبكلام اخر تقول المصادر هل بات سلاح حزب الله خطاً احمر ايرانياً قبل ان يكون لبنانياً، وفي الوقت الذي يرفض فيه لبنان ان يكون رهينة محور إقليمي يأتي موقف حزب الله لينسف هذه المبادرة من مضمونها ويكشف ان ايران ما زالت تمسك بخيوط اللعبة من خلال حزب الله فهل يكون سلاح الحزب هو السنارة التي تعيد ايران الى المفاوضات مع واشنطن.

جنبلاط – جعجع

سياسياً كانت لافتة زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى كليمنصو واللقاء مع الرئيس وليد جنبلاط بحضور النائبين ملحم رياشي ووائل ابو فاعور. مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي وصفت الزيارة بالناجحة من كافة المقاييس فالقطبان الدرزي والماروني بحثا في جميع الملفات التي تهم لبنان وتساعد على تعزيز الدولة وبسط سلطتها على كامل التراب اللبناني وتمسكها بقرار الحرب والسلم. وسحب السلاح من جميع الميليشيات.

في هذا السياق لفت مسؤول التواصل والاعلام في القوات اللبنانية شارل جبور في حديث لجريدة الانباء الالكترونية انه يمكن اعطاء لقاء جنبلاط _ جعجع ثلاثة مستويات اساسية، الاول ان الجلسة كانت طويلة تخللتها مأدبة غداء وان النقاش تمحور حول استعراض ما حصل في سورية وأهمية التشديد على الحفاظ على لبنان وأبنائه بمنأى عن أي تاثيرات لما حصل.

الثاني: استعراض للوضع القائم نتيجة زيارة توم برُاك وضرورة انهاء هذا النزاع وتطبيق قرار وقف اطلاق النار بموجب القرار 1701 وصولاً الى انهاء دور المنظمات غير الشرعية وتسليم السلاح الى الجيش اللبناني الذي عليه حماية امن الحدود اللبنانية كلها وان يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة وحدها.

الموضوع الثالث والمتعلق بانتخاب المغتربين والغاء المادة 112 من قانون الانتخاب ومشاركة المغتربين بانتخاب النواب 128 من اجل ان يعيد المغترب التواصل مع بلده.

جبور وصف لقاء كليمنصو بالمهم للغاية ويشكل استمراراً لتحالف سياسي بدأ عملياً منذ العام 2000 بالتواصل مع النائب ستريدا جعجع واكتمل مع مصالحة الجبل في العام 2001 ، وترسخ في العام 2005 مع خروج الحكيم من السجن. ورأى جبور بان التباينات السياسية لم تفسد في الود قضية وبقيت تحت سقف الحرص على الدولة والدستور.

نجاة عون

في المواقف اشارت النائب نجاة عون صليبا في حديث لجريدة الانباء الالكترونية ان زيارة الموفد الاميركي توم برٌاك الى لبنان هذه المرة كشفت عن مناورة جديدة بدأها حزب الله هذه المرة بعد رفضه بتسليم سلاحه. واستبعدت عون ان تكون المحادثات قد تطرقت الى مهلة محددة لتسليم السلاح وان هذا السلاح لم يستعمل ضد اسرائيل وان لجوء الحزب الى المناورة هو من اجل الحصول على بعض المكاسب في السياسة كثمن لعدم استخدام السلاح بحجة المتغيرات التي تحصل في المنطقة. ولفتت بان سلاح الحزب لم يعد يخيف اسرائيل لكن عدم تسليمه الى الدولة سيمنع المساعدات عن لبنان. ورات ان كلام براك للمسؤولين اللبنانيين واضح جدا لقد اعطيناكم مهلة للتخلص من السلاح والبدء بالاعمار قبل سورية وقبل غزة لكنكم اضعتم هذه الفرصة وعدم الى دوامة الانتظار مع ما يستتبع ذلك من عزلة دولية و مخاطر وفتن داخلية. من جهة ثانية رأت عون ان الرئيس السوري احمد الشرع بعد كل الذي حصل في الداخل السوري لن يتمكن من ضبط الوضع في سورية . ما يعني ان الحل قد يتاخر في المنطقة.

من جهة ثانيةاعتبرت عون ان قرار رفع الحصانة عن النائب بوشكيان مشروع، لان هناك ادلة واضحة وشبهات وبناء عليه تم رفع الحصانة. لكنها في المقابل استغربت ادعاءات النائب جبران باسيل بوجود اختلاسات في وزارة الاتصالات وسألت عن الاسباب التي منعت باسيل من الكشف عن ذلك عبر الاعلام في حينه، واكدت خشيتها من ذهاب الامور الى منحى اخر. لكن ما جرى خطوة جيدة من حيث الشكل وعلى اللجنة التي تشكلت ان تمارس عملها بشفافية. وعن الجولات الرئاسية الى الدول العربية كشفت عون ان رئيس الجمهورية من خلال الزيارات التي يقوم بها الى الدول العربية انه يحاول قدر المستطاع تأمين المساعدات لدعم الجيش بعد زيادة عديده والمساهمة بورشة الاعمار والأهم من كل ذلك خروج لبنان من عزلته. النائب عون نقلت عن السفير الفرنسي في لبنان قوله بان لا مؤتمر لدعم اعمار لبنان قبل حل مشكلة سلاح حزب الله وان زيارة الرئيس سلام إلى فرنسا من اجل الطلب من الرئيس ماكرون الضغط على اسرائيل للانسحاب من الجنوب لأن ذلك قد يساعد بمعالجة ملف السلاح.