2025- 07 - 08   |   بحث في الموقع  
logo الرد اللبناني إيجابي.. رضيَ الأميركي ولم يرض جعجع!!.. غسان ريفي logo نهر الأوّلي حدود “إسرائيل” الشمالية.. ما يفعل لبنان الأعزل في وجه الاجتياح الجديد!؟.. وسام مصطفى logo قتلى وجرحى في صفوف جيش العدو بسبب حدث امني “صعب” في شمال قطاع غزة logo الجيش: توقيف مواطن ظهر في “الاستعراض المسلح” في زقاق البلاط logo كان من بين المسلحين في بيروت... الجيش يوقف مواطنًا وهذا ما ضبط بحوزته logo الجيش اللبناني يُحبط عملية تهريب مازوت في الهرمل logo بعد انقطاع الاتصال معه.. وجد جثة في بصاليم logo برّي “مرتاح”
نهر الأوّلي حدود “إسرائيل” الشمالية.. ما يفعل لبنان الأعزل في وجه الاجتياح الجديد!؟.. وسام مصطفى
2025-07-08 02:55:37

يفيد العرف الشائع أن أي حرب لا بد أن تنتهي بطاولة مفاوضات يطرح فيها الأطراف المتحاربون أوراقهم، ويترجمون نتائج الحرب في إعادة رسم مناطق النفوذ وخرائط الهيمنة وفق معادلة الأسهم الرابحة والخاسرة، ويحدّدون نطاقات السيطرة السياسية والاقتصادية وفق مصالحهم الاستراتيجية؛ ولكن الأمر مختلف بالنسبة لـ “إسرائيل” فهي لا تلبث تنهي حرباً في المنطقة حتى تشعل أخرى، وفي كل مرّة تحقّق واحداً من أهدافها المرحلية تنتقل إلى آخر تبعاً للخارطة التوسعية الكبرى التي وضعتها منذ أكثر من مئة عام.


لا نتحدث هنا عن الأطماع التاريخية ومشروع “إسرائيل الكبرى” وعن الوطن البديل من “الفرات إلى النيل” بل عن مشروع قديم – جديد توارثه زعماء الحركة الصهيونية ورؤساء الحكومات الإسرائيلية يعود تاريخه إلى العام 1919 حين طرح حاييم وايزمان على مؤتمر باريس للسلام مشروعاً تأسيسياً لحدود “دولة إسرائيل”، واستند وايزمان الذي كان يرأس المنظمة الصهيونية آنذاك في مشروعه على الاتفاق الذي عقده مع ممثل الحركة القومية العربية الأمير فيصل بن الحسين بتاريخ 3 كانون الثاني / يناير 1919، ووجد في مؤتمر باريس فرصة لتدويل هذا المشروع وإقراره من قبل الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، أي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، وارتكز بشكل أساسي على النقاط التالية:


– الاعتراف العربي بوعد بلفور – الحق التاريخي لليهود في بناء وطن قومي لهم على أرض فلسطين، ووضع فلسطين تحت حكم الانتداب البريطاني.


– إقرار عربي باستقدام اليهود من أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة، وتمهيد الأرضية للاعتراف بدولة “إسرائيل” إلى جانب دولة فلسطينية، بما يعني تشريع الاستيطان اليهودي والسماح بإقامة المستوطنات الزراعية (الكيبوتس).


– إقرار حدود “الدولة اليهودية” الموسّعة بحيث تبدأ من نقطة العريش في مصر إلى العقبة جنوب الأردن وتمتد في الأراضي الأردنية شمالاً حتى مرتفعات الجولان السورية إلى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وصولاً إلى مصبّ نهر الأوّلي على ساحل مدينة صيدا.


– الاعتراف الصهيوني بالدولة الفلسطينية التي كان يأمل فيصل بتأسيسها مع وعد من قبل المنظمة الصهيونية بدعم هذه الدولة وحماية مواردها الزراعية والاقتصادية وتطوير مؤسساتها.


– ضمان الحرية الدينية والعبادية لكل من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وأن تبقى الأماكن المقدسة الإسلامية تحت السيطرة الإسلامية.


لم يرَ مشروع وايزمان النور عملياً بتفصيلاته حيث اعتمدت الدول الكبرى اتفاقية سايكس – بيكو أساساً لرسم حدود الاحتلالين الفرنسي والبريطاني في المنطقة، ولكنها قطعت وعداً أكيداً بدعم فكرة إنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين المحتلة برعاية بريطانية، وشكّلت الخارطة التي قدّمها وايزمان برنامجاً عملياً باشرت باريس ولندن بتحويله إلى خطوات تنفيذية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان، إلا أن نشوء المقاومات في مثلث دول المواجهة – منذ العام 1920 وحتى اليوم – شكّلت عقبة حقيقية حالت دون السير في المشروع.


لم تتخلّ “إسرائيل” ولا الدول الغربية الراعية والداعمة لها عن المضي في تحقيق أهدافها ولا سيما في سوريا ولبنان بعد أن استقر واقع احتلالها لفلسطين، وهي أهداف تشكّل الرؤية المستقبلية للوطن اليهودي المزعوم، وتقوم على مجموعة من المحدّدات البنيوية والاستراتيجية وأهمها:


– إقامة نطاقات عازلة مبدئياً، بحيث تنشئ “إسرائيل” طوقاً جغرافياً يحيط بـ”حدودها” الحالية، ويؤمن عمقاً استراتيجياً في سوريا ولبنان لضمان أمن المستوطنين في المناطق الشمالية لفلسطين وهضبة الجولان المحتلّتين، وهذا ما سعى العدو إلى تحقيقه من خلال “ضم الجولان” في العام 1981 وفي الاجتياح الصهيوني للبنان في العام 1982، ونجح في تحقيقه اليوم من خلال احتلال الجنوب السوري والتمركز على مرتفعات جبل الشيخ والمطالبة بإقامة منطقة خالية من سلاح المقاومة جنوبي الليطاني في جنوب لبنان.


– الهيمنة على الموارد المائية الهائلة في جنوب كل من سوريا ولبنان وشمال الأردن، حيث يتركّز مصب معظم الأنهار (الليطاني، الحاصباني، الوزاني، اليرموك،…) في حوض اليرموك ونهر الأردن وصولاً إلى بحيرة طبريا وهو ما تعتبره “إسرائيل” خزاناً مائياً حيوياً لها، ويتيح لها امتلاك سلاح فتّاك يسهم في إطباق سيطرتها على هذه الدول من خلال التحكّم بمواردها المائية وإنتاجها الزراعي وضرب أحد أهم مكامن قوتها الاقتصادية.


– إسهام عمليات القضم الجزئي – اعتماداً على خارطة وايزمان – في تحقيق الغاية الصهيونية الأبعد في إنشاء “دولة إسرائيل الكبرى”، وهي وفق النصوص التاريخية والتلمودية ترسم حدود هذه الدولة من النيل إلى الفرات، بما يعني احتلال أجزاء من لبنان وسوريا والأردن وكذلك من مصر والعراق والسعودية فضلاً عن كامل فلسطين المحتلة.


– تهيئة المجتمعات والشعوب العربية والاسلامية لقبول الأمر المستجدّ، والتسليم بوجود “إسرائيل” والتعايش معها دولةً تمتلك عناصر التفوّق الشامل والمؤهلات اللازمة لإقامة شراكة كاملة مع العرب في السياسة والأمن والاقتصاد والمجتمع إلى حين الانتقال إلى المرحلة النهائية بتكريس زعامة “إسرائيل” للمنطقة كما يحلم به بنيامين نتنياهو.


ما سبق ليس رواية عن حقبة مستعادة من التاريخ بل هو مشروع مستدام ما يزال الصهاينة يعملون على تنفيذه منذ أكثر من قرن، ويجد نتنياهو اليوم الفرصة سانحة لترجمته على أرض الواقع اعتماداً على واشنطن التي أطلقت يده في الاحتلال والتدمير وارتكاب المجازر في فلسطين ولبنان وسوريا، ويبني على ما يتوخاه من نتائج لإعلان مقولته الشهيرة حول “تغيير الشرق الأوسط” واستعادة “حكم داود” وتنصيب نفسه “ملك إسرائيل”، وعلى الرغم مما يطويه المشروع الصهيوني من مخاطر مصيرية على وجود الكيان اللبناني والمنطقة بأسرها ينبري البعض في لبنان إلى ملاقاة نتنياهو في أهدافه من خلال مطالبته بنزع سلاح المقاومة وتبنّي التفسيرات الإسرائيلية للقرار 1701 وصولاً إلى تسويغ ارتكاباته العدوانية اليومية بحق لبنان واللبنانيين.


ولعلّ الجانب الأخطر فيما يجري من تطوّرات سياسية وميدانية هو في تحويل جنوبي الليطاني إلى منطقة منزوعة السلاح وانتشار الجيش اللبناني فيها، خصوصاً في ظل التهديدات المتلاحقة التي يطلقها الأمريكيون والصهاينة من إمكان شنّ “إسرائيل” عدواناً برّياً على لبنان بذريعة احتفاظ المقاومة بسلاحها، وتعليقاً على هذه النقطة بالذات حذّر مراقبون من أن إقدام العدو على تنفيذ اجتياح بري إلى حدود نهر الليطاني أو الأوّلي سيقود إلى أمرين بالغي الخطورة والتعقيد ما يؤدي إلى قلب الأوضاع رأساً على عقب، الأول: وضع الجيش اللبناني في مواجهة غير متكافئة مع العدو ما سيفضي إلى ضرب أحد أهم ركائز الدولة في لبنان، فضلاً عما يتسبّب هذا الأمر من تداعيات على تهديد الاستقرار في الداخل اللبناني، أما الثاني فستكون فرصة أمام العدو للتقدّم في عمق الجغرافيا اللبنانية ورسم حدود جديدة لاحتلاله، وبذلك يحقّق هدفه التوسّعي التاريخي ويضع لبنان أمام أمر واقع مستجدّ يدفع إلى تعقيد جديد للأزمة في البلاد، دون أن نسقط من الحسابات ردود الفعل العسكرية والسياسية والتحرّكات الشعبية التي قد تنشأ عن هذه الخطوة.


ويدعو المراقبون إلى عدم التعويل كثيراً على تحركات ومواقف المبعوث الأمريكي توماس برّاك إلى سوريا ولبنان، بانتظار ما سوف تسفر عنه لقاءات نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قرارات واتجاهات في التعامل مع المستجدّات المرتقبة في المنطقة ولا سيّما المعضلة الإيرانية فضلاً عن الحالة اللبنانية، حيث إن نتنياهو المدمن على القتل وارتكاب المجازر لن يتوقف عن إشعال الحروب وممارسة “اللعب القذر” نيابة عن الأمريكيين والغرب، وعليه فإن العهد والحكومة قي لبنان سيجدان نفسيهما أمام استحقاق صعب في حال أوعز ترامب لنتنياهو بدفع كرة النار إلى الأمام في الملعب اللبناني، ولن يكون أحد قادراً على المواجهة سوى المقاومة وسلاحها.





Related Posts

  1. المقاومة تُوجع الاحتلال شمال غزة.. عشرات القتلى وجنود مفقودين!!
  2. حدث أمني "صعب" شمال غزة.. قتلى واصابات بصفوف الاحتلال


The post نهر الأوّلي حدود “إسرائيل” الشمالية.. ما يفعل لبنان الأعزل في وجه الاجتياح الجديد!؟.. وسام مصطفى appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top