خاص –
جرت رياح كثير من إتحادات البلديات بعكس إشتهت سفن القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع الذي كان يتطلع الى أن يحصد عددا لا يستهان به منها لتحقيق أوسع إستفادة في الانتخابات النيابية المقبلة، لكن ذلك لم يحصل وتسبب في بعض الأحيان بنكسات لـ”معراب” التي حاولت تجاوزها بالإضاءة إعلاميا على فوزها في بعض الاتحادات التي شارك في تهنئة رؤسائها سمير جعجع وإنتظم في حلقات الدبكة ليلفت نظر الاعلام ضمن بروباغندا باتت معروفة التوجهات والأهداف.
في الشمال، نجحت القوات في إيصال مرشحها رئيس بلدية كور روجيه يزبك الى رئاسة إتحاد بلديات البترون، وبطبيعة الحال مرشحها رئيس بلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف الى رئاسة إتحاد بلديات بشري، وخسرت الى جانب حلفائها في زغرتا، وكانت العين القواتية على رئاسة إتحاد بلديات الكورة الذي يصح فيه القول أن “القوات حفرت حفرة لخصومها فوقعت فيها” وخسرت رئاسة الاتحاد لمصلحة رئيس بلدية أميون مالك فارس (القومي الاجتماعي والمدعوم منها في الانتخابات البلدية) على حساب مرشحها رئيس بلدية عين عكرين فؤاد خوري.
منذ بداية الاستعدادات للإنتخابات البلدية، والقوات تعمل على معاداة النائب أديب عبدالمسيح الذي بالرغم من سنواته الثلاث في النيابة نجح في إرباكها ومواجهتها في بلدات عدة، إضافة الى حزب الكتائب والسياديين والمستقلين، وقد بات معلوما أن القوات نسجت تحالفا مع فريق من الحزب السوري القومي الاجتماعي الموالي للنائب السابق سليم سعادة في كثير من البلدات الكورانية، لا سيما في أميون التي دعمت فيها مالك فارس (القومي الاجتماعي) وشكلت بيضة القبان في فوزه، حيث تقول المصادر: “لو أن القوات أعطت أصواتها في أميون الى اللائحة المدعومة من غسان رزق وبعض السياديين لكان الفوز حليف المرشح بسام عبيد”.
الخطأ الاستراتيجي الذي إرتكبته القوات هو دعمها في أميون لمرشح طامح الى رئاسة بلديات الكورة، لذلك فإن ما فعلته بمن يفترض أن يكونوا حلفائها إنقلب عليها، كما ينقلب السحر على الساحر، حيث أكد جعجع في مقابلة تلفزيونية أنه لم يدعم المرشح القومي بل تحالف مع من كان جده قوميا، ليرد عليه النائب السابق سليم سعادة بالقول: “نحن قوميين وسنكون في معركة رئاسة إتحاد الكورة ضد القوات اللبنانية”، الأمر الذي دفع جعجع الى ترشيح رئيس بلدية عين عكرين فؤاد الخوري، تحت شعار “الاتحاد السيادي” في وقت لم تدع فيه القوات سياديا في الكورة إلا وعملت على تهميشه أو تهشيمه إنتخابيا.
لا شك في أن المعركة لم تكن متكافئة، وإتجهت نحو الدراما، خصوصا أن مالك فارس الذي فاز بدعم القوات في أميون، ترشح ضدها وهزم مرشحها بالتحالف مع النائب أديب عبدالمسيح والقوى السيادية والمرده والتيار الوطني الحر وحصد 18 صوتا، مقابل 13 لمرشح القوات، الأمر الذي قطع الطريق على جعجع في أن يكمل “دبكته” بإتجاه الكورة بعد خسارة قاسية لإتحاد بلدياتها.
The post جعجع يَدبُك في كور ويخسر في الكورة!… appeared first on .