كتب الأستاذ حسن علي طه: مع الاعتذار لوليد عبود على حرية رأيه، فلك حرية رأينا..
بعد المقدمة التي أدلى بها الإعلامي وليد عبود، وما تضمنتها من حرية رأي، كان من الواجب احترام رأيه مع الأخذ بعين الاعتبار أن لنا أيضًا رأينا. فالسؤال هنا: لماذا هذا الصخب والضجيج؟
بدايةً، مجرد رأي، لم أجد أغبى من القادة المسيحيين، غباءً (نجا منهم القوميون واليساريون). والقادة ليسوا بالضرورة الساسة فقط، بل يشملون جميع المؤثرين في الرأي العام من إعلاميين ومثقفين وغيرهم من ادباء وشعراء ومن منا ينسى فاقد العقل سعيد الذي كان يدعو الجيش الاسرائيلياني لدخول لبنان مطلقا عليه لقب المنقذ ونتيجة هذا الغباء، أصبح المسيحيون في لبنان يشكلون 10% من سكان لبنان، وهذه النسبة في حدار دائما كلما شع غباء قادتهم فتجنيس الفلسطينيين وبعض السوريين سيجعلهم ما بين %2.4 الى %3
والغباء يكمن في أن قادة المسيحيين هم من يسعون للتجنيس، لأنهم اختاروا أن يكونوا جزءًا من أدوات أمريكا في لبنان، أو صبية سفير الخيمة. ولا يوجد دليل أوضح من ما أدلى به الإعلامي جورج غانم، حين ترحم على أيام غازي كنعان، الذي كان أكثر لياقة من الأمير يزيد بن فرحان، وأسماه “يزيد بن كنعان” لصلافة تعاطيه المهينة مع من يفترض أنهم سياديون
هذا هو حال المسيحيين اليوم. فماذا عن حالهم قبل عقود قليلة؟ يوم اجتاح العدو الإسرائيلي لبنان، وفي ذروة النزف، كانت صولانج بشير الجميل تعد أشهى الأطباق لأحد أشهر سفاحي العدو الإسرائيلي، شارون (الصورة في منزل بشير الجميل الذي قتله الحبيب الشرتوني).
ولو عدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أمهاتكم يعددن المازات والمشاوي لجنود الاحتلال الفرنسي.
وهنا، دعونا نتفق على أمر: تحتفلون كل عام بتاريخ 22 تشرين الثاني بعيد الاستقلال، وهذا جيد. لكن الاستقلال هو وليد الاحتلال، وهذا أيضًا جيد. تفضلوا، أطلعونا على شهدائكم في وجه الاحتلال الفرنسي، أم أنكم اتقنتم تزوير التاريخ وقلب الأدوار حتى أصبح المجاهد قاطع طريق مثل صادق حمزة وأدهم خنجر والمئات من الشهداء في وجه الاحتلال الفرنسي؟
والعيب كل العيب أن تصدقوا أن هذه الأضاليل قد صدقناها. كل ما في الأمر أننا اخترنا وارتضينا العيش والتعايش المشترك سبيلاً، كما علمنا موسى الصدر ومحمد حسين فضل الله. فتغاضينا عن بطولات استقلالكم المدموغ بطمع الخيانة. أليست فرنسا ماماكم الحنونة؟
لن أعود إلى الوراء أكثر، ولن أفتح ملفات فضائحكم في أيام العثمانيين. سأترك لجداتكم أن يرقصن في خشاخشهن.
شكرًا لوليد عبود لأنك أتحت لي فرصة التعبير عن رأيي بك وبأهلك والسابقين، ولنا في أمرائكم وجداتكم رأي.
وكذبة المجد الذي أُعطي للبنان أصبحت ممجوجة، وأصبح “البابا فلان أبو لبنان” نكتة سمجة.
أكرر، لن ننبش قبور أجدادكم وجداتكم، سندعهم يرقدون بسلام. والسلام.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري