2025- 06 - 17   |   بحث في الموقع  
logo “الميدل إيست” تُلغي رحلات من لبنان إلى العراق اليوم logo قناة ديسكفري تحتفل بـ 40 عاماً من القصص الأيقونية الخالدة logo حين يتحوّل الفن إلى رسالة بيئية: ورشة فنية في فندق نوفوتيل دبي الحي الذهبي تسلّط الضوء على صحّة المحيطات logo فوز بسام رومانوس برئاسة اتحاد بلديات قضاء جزين logo كيف سيكون طقس الأيام المُقبلة؟ logo الصين تتهم ترامب بـ”صب الزيت على النار” logo الجيش الإيراني: القادم سيكون أعنف logo مستشار قائد الحرس الثوري: مستعدون لحرب طويلة وشاملة
افتتاحية “الجمهورية”: ترقّب داخلي ريثما تنجلي صورة المنطقة
2025-06-17 09:25:48

منذ تفجير إسرائيل للبركان النووي فجر الجمعة الماضي، تحوّلت الحرب المشتعلة بينها وبين إيران إلى سجال تدميري متبادل يتدرّج صعوداً يوماً بعد يوم في استهدافاته العسكرية والنووية والمدنية والسكنية، وأكّدت وقائعه انّ إسرائيل نجحت في ما سمّتها الضربة الافتتاحية، في تحقيق سلسلة اغتيالات أمنيّة وعسكريّة ونووية واستهداف عشرات المواقع النووية والعسكرية الإيرانية بصورة مكثفة ومتتالية منذ اليوم الاول للحرب. كما أكّدت تلك الوقائع نجاح إيران في احتواء الضربة، وتوجيه ضربات صاروخيّة متتالية وصفت بالقاسية، للمواقع والمنشآت الإسرائيلية المعتبرة مهمّة وحساسة، وإحداث واقع تدميري، أجمعت المستويات الإسرائيليّة السياسية والعسكريّة والإعلاميّة على وصفه بأنّه غير مسبوق في تاريخ إسرائيل. وإذا كانت المقاربات الإقليمية والدولية تتفق على انّ هذا السجال الناري مفتوح على مشاهد أشدّ عنفاً وتدميراً، الّا انّها تتشارك العجز في تحديد مآلات هذه الحرب، وارتدادات تداعياتها على مساحة المنطقة والعالم، في بلوغ إسرائيل وإيران نقطة اللاعودة، والتهديد والوعيد المتبادلين بينهما بالحسم والإنهاء الكلي للطرف الآخر. والبارز في هذا السياق، تهديد إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، عزم إسرائيل على اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.


 


 


الموقف الأميركي


البارز على هذا الصعيد، ما ذكرته وكالة «رويترز» نقلاً عن مصدرين إيرانيين و3 مصادر إقليمية، حول انّ إيران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عمان أن تطلب من الرئيس ترامب الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار. وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّ إيران لن تفوز في هذه الحرب، وقال: «يجب أن ندخل في محادثات قبل فوات الأوان. الإيرانيون يريدون التحدث في شأن خفض التصعيد»، لافتاً إلى انّ «إسرائيل تبلي بلاء حسناً للغاية. وقد قدّمنا الكثير من الدعم لها».


 


 


مرحلة جديدة


لا يختلف اثنان على أنّ القتال التدميري بين إسرائيل وإيران ليس مجرّد حرب وتصعيد، بقدر ما هو إعلان بالغارات الجوية والصواريخ العابرة، عن انتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة لشرق أوسط جديد، ستحدّد مجرياتها الحربية المتسارعة ما إذا كانت إسرائيل ستتسيّده وستحقق مبتغاه بهزيمة إيران وتدمير برنامجها النووي، أو ما إذا كانت إيران ستنجو من هذه الحرب وتفرض واقعاً جديداً، تكون فيه إسرائيل مكسورة شوكتها وليست على ما كانت عليه قبل الحرب، يدها هي العليا ومهيمنة ومتسلّطة ومبادرة للإعتداءات في كل الاتجاهات في المنطقة.


 


 


مازلنا في البداية


وبمعزل عمّا يُسمّى «النصر الساحق» الذي تتوعّد به إيران وإسرائيل، ويجري ترويجه بما تبدو انّها لغة واثقة، عبر حلفائهما وأصدقائهما والماكينات الدعائية والإعلاميّة التابعة لكل منهما، تؤكّد قراءة سياسية تحليليّة للحرب بين إيران وإسرائيل «أنّ من المبكر الشّعور بنشوة انتصار وهمي، فالحرب لا تزال في بدايتها، وبالتالي من الخطأ الوقوع في استنتاجات وتقديرات مسبقة، هناك أمر خطير جداً يحصل، بدليل عنف الحرب، وعدم جدّية المداخلات الرامية إلى إخمادها، ما يشي برغبة ما في إعطاء هذه الحرب مدى اضافياً وربماً واسعاً، ما يوجب أن ننتظر بعض الوقت لكي تتوضّح الصّورة».


 


 


لا حسم


وعلمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة، أنّه في سياق الإتصالات التي تحرّكت بصورة مكثفة على غير صعيد داخلي فور اشتعال الحرب، أكّد مسؤول أممي على اولوية إلّا يشكّل لبنان منطلقاً لأي خطوة من شأنها أن تهدّد الإستقرار فيه. وتمّ ابلاغه بأنّ هذا الأمر تؤكّد عليه مختلف المستويات الرسمية والسياسية والحزبية في لبنان بما فيها «حزب الله»، وخصوصاً في هذه المرحلة.


إلّا أنّ المسؤول الأممي عندما سُئل في لقائه مع أحد كبار المسؤولين، عن تقييمه لما يحصل، ألمح إلى أنّه لم يُفاجأ بإشعال الحرب ربطاً بالتهديدات الإسرائيلية المتكرّرة بضرب البرنامج النووي الإيراني، بل إنّه فوجئ بما سمّتها إسرائيل الضربة الافتتاحية الواسعة النطاق واستهدافاتها الدراماتيكية التي أوحت بأنّ الحرب قد حُسمت في بداياتها، وأنّه فوجئ أكثر بمدى وحجم ونوعيّة الردّ الإيراني. وقال: «لا أريد أن أسقط في تقدير خاطئ وأقول إنّ هناك توازناً في القوّة والقدرات، بل ما استطيع قوله هو أنّ هناك عناصر قوة يجري تظهيرها، إلّا أنّ قدرة الحسم لا تبدو متوفّرة. فجلّ ما في الأمر هو انّ الحرب أصبحت حرب تسجيل نقاط. كما لا أستطيع أن أنفي او أؤكّد دخول أطراف أخرى على خط هذه الحرب (دخول الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب إسرائيل) فهذا احتمال قائم انما غير مؤكّد حتى الآن، لأنّ الصورة غامضة. وضمن هذا السياق فإنّ الأكثر ترجيحاً بالنسبة إليّ هو أنّ انعدام قدرة الحسم في هذه الحرب سيقود الطرفين الإسرائيلي والإيراني حتماً إلى الحل السياسي، وهذا برأيي هو الخيار الأقرب مدى، باعتبار انّ هذا الحل يوفر أثماناً كبرى قد تتأتّى عن دخول أطراف أخرى في هذه الحرب، على نحو يمكن أن يجعلها أكثر شموليّة وامتداداً ودراماتيكيّة على مستوى منطقة الشرق الأوسط بكاملها».


 


 


الديبلوماسية واردة


وعلى الرّغم من احتدام الحرب والمواجهات الصاروخيّة والتدميرية، وتشريع بابها على احتمالات متعدّدة الأشكال والأنواع، إلّا أنّ تقديرات ديبلوماسيّة غربيّة تغلّب الركون إلى الوساطات السياسية في المدى المنظور، وخصوصاً انّ الحرب كما تبدو أفقها مسدود.


وبحسب هذه التقديرات الديبلوماسية، فإنّ حركة اتصالات مكثفة تجري على مجموعة خطوط عبر القنوات الديبلوماسية مع إيران، والغاية منها وقف الحرب، وللولايات المتحدة الأميركية الدور الأساس فيها، وخصوصاً انّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم يقفل باب المفاوضات، وقد كان واضحاً في قوله قبل ساعات، انّ الحرب بين إسرائيل وإيران يجب ان تنتهي، ومن هنا لا تبدو الامور مقفلة.


 


 


صعوبات.. وأوهام!


على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما تشير اليه التقديرات الديبلوماسيّة من صعوبات تعتري هذه الإتصالات، ولاسيما ما يتصل بالموقفين المتصلبين لكلّ من إسرائيل وإيران «وطموحاتهما» العالية السقف، وكذلك الصعوبات التي تعتري مواقف بعض الدول التي تتعالى فيها أصوات لا تقلّ تصلّباً، وتدعو إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل وكسر البرنامج النووي الإيراني.


المتتبع لما يعلنه الطرفان الإسرائيلي والإيراني من مواقف وتهديدات يرى احتمال الحل السياسي بينهما ضرباً من المستحيل، حيث تؤكّد شراسة المواجهات بينهما أنّهما حكما على بعضهما بالإعدام. فإسرائيل تقول بعالم جديد بلا إيران التي نعرفها، وإيران تقول بإسقاط إسرائيل كأسطورة خرافية. ويبرز في هذا السياق ما نقله أحد السفراء عن مسؤول عربي كبير قوله في اجتماع رسمي لأركانه وفريق عمله: «لقد دخلت المنطقة في المحظور، فهي في آتون نار تسابق مصيرها، بين ان تبقى جسماً واحداً او تصبح مشتتة وممزقة، هي اللحظة الوجودية بالنسبة للمنطقة ككل وليس لطرف بعينه. وفي الخلاصة كلنا مهددون، ونصيحتي أن نرفع جهوزيتنا ومستوى حذرنا، وألّا نشتري الأوهام ممن يحاول أن يبيعها من أطراف هذه الحرب».


كما انّ المتتبع للإعلام المحلي والعربي والغربي، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، يلحظ اصطفافات حادة، يتنازعها حسم الانتصار المسبق لإسرائيل، في مقابل حسم الانتصار المسبق لإيران، والجامع بينها لغة الشماتة من هذا الجانب او ذاك.


وفيما يذهب بعض المحللين إلى القول بأنّ إيران لن تتمكن من الصمود لوقت طويل في هذه الحرب، بعد الضربات القاضية التي تلقتها في كلّ بناها الاقتصادية والنووية، فإنّ الصورة مختلفة في مكان آخر، وفق ما ورد على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس، حيث قال «انّ إسرائيل وجّهت ضربة قاصمة للإيرانيين، لكن إسقاطهم بالضربة القاضية بيد أميركا وحدها، ونحن بحاجة لأن يتخذ الرئيس ترامب قراراً بمساعدتنا». فيما قال الجنرال الأميركي المتقاعد دوغلاس ماكفريغور: «إنّ لدى الإيرانيين مخزوناً كبيراً من الصواريخ، ولم تبدأ إيران بَعد بإطلاق صواريخها المتطوّرة والمدمّرة، وبالتالي فإنّ إسرائيل وقعت في فخ الاستنزاف».


وفيما قال الباحث الإسرائيلي ايتاي ماك في صحيفة «هآرتس» العبرية انّ إسرائيل خسرت الحرب ضدّ إيران عندما أطلقت إيران أول صاروخ، أشار المحلل السياسي جدعون ليفي في مقال له في الصحيفة نفسها، إلى انّ إسرائيل لم تخض حرباً إلّا وأبدت الدولة بقضها وقضيضها إعجابها بقدراتها العسكرية والاستخباراتية المذهلة، في بدايتها. وبالقدر نفسه لم تكن هناك حرب حتى الآن لم تنته بالدموع. واستشهد بحالة النشوة التي غمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في بدايات حرب لبنان الأولى عام 1982، لكنه غادر منصبه وهو في حالة اكتئاب سريري شديد. وقال إنّ هناك احتمالاً كبيراً أن يحدث ذلك أيضاً في نهاية الحرب ضدّ إيران. فرغم انتشاء إسرائيل في بدايتها فإنّ الأمر قد ينتهي بها إلى حالة اكتئاب، مثلما حدث مع بيغن.


 


 


الداخل: تصريف أعمال


داخلياً، فإنّ لبنان كغيره من الدول التي تقع على خط الزلزال الإيراني- الإسرائيلي، يراقب مسار الأوضاع، ويحاول تسيير أموره بالحدّ الأدنى من الخطوات والإجراءات على غير صعيد، بما يشبه تصريف الاعمال ريثما تنجلي صورة ما ستؤول اليه هذه الحرب.


وعلى ما يقول مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، فإنّ تطورات المنطقة تقدّمت على كل الأولويات، وتشكّل دافعاً لنا لمحاولة التكيّف مع الواقع الجديد المقلق بصورة عامة، والذهاب إلى الحدّ الأقصى من الخطوات والإجراءات الاحترازية التي يتطلبها واقع ما زال مفتوحاً على احتمالات مجهولة، يصعب تقدير مداها وتداعياتها. وأضاف: «المهمّ في هذه المرحلة، هو أن نستفيد من هذه اللحظة لإضفاء نوع من التماسك الداخلي في مواجهة ما قد يحصل، بعيداً من المغالاة من هنا وهناك، وعن الاصطفافات الخاطئة، والرهانات الفارغة والمكلفة على أحصنة خاسرة في هذا الجانب او ذاك».


ورداً على سؤال، قال: «لا أحد في لبنان يفكر في تعليق البلد مجدداً على خط التوتر والتصعيد. ولنكن صريحين، الحرب الدائرة أكبر من لبنان، وبمعنى أوضح هي أكبر منا جميعاً، وواجبنا هو أن نحمي أنفسنا، والّا نحشر أنفنا في أمر قد يجعلنا نذهب «فرق عملة».


وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قد أكّد خلال استقباله وفد البنك الدولي أمس، انّ الحكومة ماضية في إجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية بالتعاون مع مجلس النواب، بهدف إعادة النهوض بالوضعين المالي والاقتصادي في البلاد. لافتاً إلى القوانين التي أقرّها مجلس النواب، وتلك التي لا تزال قيد الدرس او الإعداد، مقدّراً دعم البنك الدولي الذي يلعب دوراً مهمّاً في مساعدة لبنان.


كما أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام الوفد نفسه، استعداد المجلس لإنجاز التشريعات وإقرار مشاريع القوانين المطلوبة والمتفق عليها مع الحكومة اللبنانية بعد ورودها إلى المجلس ومناقشتها وفقاً للأصول، لاسيما قروض الطاقة والمياه والزراعة وإعادة الإعمار.


وكان مجلس الوزراء قد عقد أمس جلسة عادية في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء. وانتهت الجلسة الى إقرار التشكيلات الديبلوماسية. وقال وزير الإعلام بول مرقص خلال تلاوته مقررات الجلسة، انّ رئيس الحكومة شدّد خلال الجلسة على «ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة، لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها. وذكّر بأنّه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ»، موضحاً أنّه لم يحدّد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح.




Damo Finianos



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top