في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، عقد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين قمة ثنائية ومحادثات موسعة في قصر بسمان الزاهر في العاصمة عمّان، شدّدا خلالها على عمق العلاقات اللبنانية – الأردنية، وضرورة تعزيزها في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة ويواكب التحديات الإقليمية الراهنة.
واتفق الرئيس عون وملك الأردن على تفعيل آليات التعاون والتنسيق بين البلدين، لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وعلى وجه الخصوص في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، إلى جانب توسيع آفاق الشراكة في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية والزراعة والقطاع الطبي. وجرى الاتفاق على تشكيل آلية تنسيق عليا تضم الوزارات المعنية لمتابعة تنفيذ الاتفاقات المشتركة، على أن تعقد اجتماعات ثنائية بين الوزراء والمختصين لوضع هذه التفاهمات موضع التنفيذ.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، جدد الرئيس عون والملك عبد الله الثاني رفضهما القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وأكدا تمسكهما بالسلام العادل والشامل وفق مبدأ حل الدولتين، وضرورة وقف الحرب في غزة فوراً، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق. وشدد الملك الأردني على خطورة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية واستهداف المقدسات في القدس، في حين دان الرئيس عون المجازر الإسرائيلية المتواصلة في القطاع، داعياً إلى موقف عربي موحّد لمواجهة الانتهاكات.
كما أكد الرئيس عون التزام لبنان الكامل بتنفيذ القرار 1701، مذكّراً بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القرى الجنوبية والضاحية الجنوبية لبيروت، واستمرار احتلال التلال الخمس، ورفض إسرائيل إعادة الأسرى اللبنانيين رغم اتفاق رعته الولايات المتحدة وفرنسا. وشكر الأردن على مواقفه الداعمة للبنان في المحافل الإقليمية والدولية، لا سيما دعمه المستمر للجيش.
وتناول اللقاء ملف النازحين السوريين، حيث شدد عون على ضرورة تنسيق الجهود بين لبنان والأردن، في ظل استضافتهما لأعداد كبيرة من النازحين، مشيراً إلى أهمية تسهيل العودة الآمنة والطوعية لهم، ومطالبة المنظمات الدولية بتوجيه مساعداتها داخل سوريا، لا في الدول المضيفة، لتعزيز ظروف العودة. وأكد على التنسيق القائم مع السلطات السورية لضبط الحدود المشتركة، في ظل عمل لجان عسكرية مشتركة.
اللقاء الذي عُقد في أجواء ودية، تخلله مأدبة غداء عمل أقامها الملك عبد الله الثاني على شرف الرئيس اللبناني والوفد المرافق، وضم وفوداً رفيعة من الجانبين. وعبّر الرئيس عون عن شكره للعاهل الأردني على حفاوة الاستقبال، وعلى دعم الأردن المستمر للبنان، خصوصاً في الأزمات التي مرّ بها.
كما هنأ الرئيس اللبناني نظيره الأردني بتأهل المنتخب الأردني إلى التصفيات النهائية لكأس العالم 2026، موجهاً دعوة رسمية للملك عبد الله الثاني لزيارة لبنان.
وفي بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، أُكد اعتزاز القيادتين بالعلاقات الثنائية وأهمية البناء عليها، لا سيما في ما يخص تبادل الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري، وضرورة استمرار التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي ختام الزيارة، رافق الملك عبد الله الثاني الرئيس عون في سيارته الخاصة إلى مطار ماركا العسكري، حيث ودّعه رسمياً. وغادر الرئيس اللبناني والوفد المرافق إلى بيروت، التي وصلوها عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، مختتماً زيارة رسمية ناجحة عززت التعاون بين البلدين الشقيقين.