في ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي قال الأستاذ غازي الأدهمي: في هذه الظروف التي تعيشها مدينتنا طرابلس،نستذكر مواقفه في الثمانينات من القرن الماضي،وفي الفترة الممتدة
ما بين تكليفه برئآسة الوزارة بعد انتخاب الرئيس أمين الجميل وحتى استشهاده في الأول من حزيران عام ١٩٨٧..
وقتها أصر الرئيس الشهيد على استمرار هيئة التنسيق الشمالية في عملها وتأدية مهامها،وهي الهيئة التي كان يحضر إجتماعاتها المحافظ ورؤساء البلديات والإدارات والمصالح المختلفة والأجهزة الأمنية بالإضافة إلى ممثلي القوى السياسية والفعاليات الإجتماعية،وطلب تغيير موعد إجتماعها من يوم الإثنين إلى يوم السبت ليتسنى له الإستمرار،شخصيآ،في ترؤس إجتماعاتها..
وعندما قررت الهيئة تشكيل لجان تطوعية ومتخصصة لمساعدة الإدارات والمصالح في أداء مهامها في مختلف المجالات الحياتية لتلبية شؤون المواطنين وحاجياتهم،
وطُلب من الرئيس الشهيد تسمية من يريد في عداد تلك اللجان،كان جوابه حاسمآ في عدم تسمية أي شخصية قائلا: (أن من تتفقون على تسميتهم أعتبرهم يمثلونني شخصيآ)..
واستمر الرئيس الشهيد في نهجه هذا حتى إستشهاده، محتضنآ الجميع،متفهمآ لتميزاتهم،ولكن مدركآ لأهمية أن يبقى الجميع في بوتقة واحدة تضم كل الكفاءآت وتبذل كل الجهود لخدمة مصالح المواطنين والبعد عن كل ما يمكن أن يعيق مسيرة النهوض والإستقرار والإزدهار..
بهذا الأسلوب وذلك النهج، شكل الرئيس الشهيد ، على
رأس هيئة التنسيق الشمالية،مرجعية محلية و وطنية ترفعت عن الفئويةوعن التصرف كطرف،قد يقوى أو يضعف،و قد يتحالف أويتصارع مع هذا الطرف أو ذاك ،
متجاهلآ أو ضاربآ عرض الحائط مصالح البلاد والعباد..
ترى كم نحن بحاجة اليوم إلى مثل ذلك النهج ومثل تلك القيادة الحكيمة والريادة المتفهمة والمنتجة؟!