لمناسبة اصدار كتاب الصحافي نقولا ناصيف “جان عبيد ستة عقود من الوطن”، أصدر رئيس جمعية اللجان الاهلية سمير الحاج البيان التالي:
مرت السنين لكن الغياب لم يغيّب الحضور ، جان عبيد وزير الكلمة ورجل الدولة والمواقف لا يزال فينا في الوجدان الوطني وفي ضمير من عرفوه قرأوه او سمعوا صوته ذات يوم وهو يسكب الحكمة على جراح وطن متعب.
لم يكن جان عبيد مجرد سياسي عابر في زمن العواصف بل كان ضميراََ ناطقاََ بأسم العقل سفيراََ للغة النبيلة في حضرة التهافت واباََ للكلمة الرصينة حين تعلو الاصوات ويضيع المعنى بالضجيج.
كان لبنان بالنسبة اليه اكثر من وطن وخريطة كان وجع الناس واحلامهم كان الخبز والحرية وكان الايمان بان الحوار لا يزال ممكناََ حتى في عز الانهيار والعواصف.
جان عبيد حمل في قلبه الكبير عروبة منفتحة جامعة ورأى في الثقافة جسراََ لا متراساََ وفي الانفتاح قوة لا ضعفاََ، لم تغره المناصب ولا فتنه البريق لانه كان اكبر من كل ذلك، كان رجل مبدأ ورجل دولة حقيقي.
في ذكراه الثالثة لا نرثيه بقدر ما نستحضره نستلهم من قامته الخلقية والوطنية ما يمكن ان يعيننا على عبور هذا الزمن فلبنان الذي احبه جان عبيد حتى آخر نفس لا يزال بأمس الحاجة الى امثاله والى رجال لا يخافون من قول الحق ولا يساومون على الكرامة ولا يتنكرون للثوابت.
سلام على روحك يا صديقي يا صاحب الكلمة التي كانت وطناََ وسلام على ذكراك التي علمتنا ان السياسة قد تكون نبيلة وان الرجال الكبار لا يرحلون بل يغيبون جسداََ ويبقون ضميراََ حياََ في امتهم وكما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام اذا مات بني آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية و علم ينتفع به وولد صالح يدعو له فهل من اولاده من يحمل مشعل جان عبيد ويسير على خطاه؟