2025- 05 - 30   |   بحث في الموقع  
logo مجزرةُ "تنومة" واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ... لن يُثنيَ اليمنَ عن إسنادِ ونصرةِ غزّة. (عدنان الجنيد) logo نقابة بلديات بعلبك الهرمل ترفض رسوم المحروقات: مخطط خبيث logo الجيش ينفذ عمليات دهم في البقاع ويوقف مطلوبين بجرائم إرهابية logo مكتب سلام: مواقفنا واضحة لا تحتمل التأويل logo “الإعلام” تطلب مرشحين لإدارة تلفزيون لبنان logo “ملصقات” ضدَّ “حزب الله” في الجنوب.. والفاعل “جيش العدو”! logo خطر يهدّد أحد أنهار لبنان.. جمعية ترفع الصوت logo في بيروت.. “ثورة” ضدّ “التوك توك” (فيديو)
افتتاحية “الجمهورية”: الملفات الداخلية تغلي.. والحكومة بين الألغام…
2025-05-29 08:55:32

وضع لبنان كالقابع فوق فالق خطير بين مجموعة تقاطعات داخلية وخارجية تنذر بهزّات على مستويات مختلفة؛ في الجنوب غليان يومي وسط تزايد الإعتداءات الإسرائيلية وليس ما يردعها أو يُلزمها باحترام اتفاق وقف إطلاق النار، ما يُبقي أفقها مفتوحاً على سيناريوهات خطيرة. وملف الإعمار معطّل، وأفقه مسدود لا تلوح فيه أي بادرة حكومية جدّية لتحريكه وتبريد غليان المتضرّرين الذي يزداد سخونة تنذر بتصعيد. وأما السياسة المنقسمة على ذاتها، فيبدو أنّ عدواها بدأت تقترب من أن تصيب الحكومة، وتبني متاريس متواجهة في داخلها، ربطاً بالهجوم الكلامي المباشر وغير المباشر بين رئيس الحكومة نواف سلام و”حزب الله”، وكذلك الكلام العالي السقف على خط وزير الخارجية يوسف رجي والحزب.

إهتزاز حكومي

هذا الوضع، وكما يصفه مرجع كبير، مطوّق بالألغام، ولا يبشّر بخير، ويؤكّد لـ”الجمهورية” خشيته من أن تكون خلف الأكمة أصابع تلعب بصواعق التفجير، فمن جهة إعتداءات إسرائيليّة متتالية ليس مستبعداً اندراجها في سياق مخطط شيطاني يمهّد إلى ما هو أسوأ وأخطر، وربما إلى فلتان واسع بلا حدود، يعزز احتماله عدم فعالية لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وغياب الضمانة الجدّية لعدم حصوله خصوصاً من قبل الراعيين الأميركي والفرنسي لهذا الاتفاق”.

ومن جهة ثانية، منعٌ علنيّ وضمنيّ لإنجاز ملف الإعمار، وربطه بشروط صعبة التحقيق، ما يراكم تحت رماده جمراً مشتعلاً واحتقاناً متزايداً يقترب من حافة الانفجار. ومن جهة ثالثة، تفخيخ للحكومة عن قصد أو عن غير قصد أو ربما عن طيش سياسي وجهل، بسجالات ومناكفات لا تؤثر فقط على تماسك الحكومة وتضامنها، بل تنسحب بتداعياتها على الواقع العام وبيئاته السياسية والطائفية والمذهبية.

اتصالات

وإذا كان تفكيك لغم الإعتداءات الإسرائيلية ملقى على عاتق لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والراعيين الأميركي والفرنسي لهذا الاتفاق، وإذا كان ملف إعادة إعمار ما دمّره العدوان الإسرائيلي مرهوناً بنجاح الديبلوماسية اللبنانية في تبديد موانعه الخارجية وفتح ابواب المساعدات للبنان، إلّا أنّ الملف الحكومي وما أحاطه في الأيام الاخيرة من حدّة في الخطاب، خصوصاً بين رئيس الحكومة و”حزب الله”، فبحسب معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، حرّك اتّصالات على أكثر من خط لاحتواء هذا التوتر، ولاسيما بعدما تمدّد هذا التوتر بشكل واسع إلى بيئة كل منهما السياسية وغير السياسية، متزامناً مع اشتباك عنيف على مواقع التواصل الاجتماعي شارك فيه سياسيون وناشطون ومقامات دينية، بهجومات قاسية واتهامات وشتائم وما هو أبعد من ذلك.

وبحسب المعلومات، فإنّ مداخلات على مستويات رفيعة تسارعت على خط السجالات لإعادة ضبط الأمور في مسارها التفاهمي، وتجنيب الحكومة السقوط في مطب سياسي يؤثر على تركيبتها كما على أدائها، في وقت هي مطالبة فيه بالعمل والإنجاز على غير صعيد. وعلمت “الجمهورية”، أنّ هذه التطورات كانت محل تشاور بين مسؤولين رفيعين تشاركا في رفضهما لأيّ محاولات تخلّ بأمن البلد واستقراره سياسياً وأمنياً واجتماعياً، وفي التأكيد على أنّ البلد في الوقت الراهن في أمسّ الحاجة إلى ما يجمع، وليس إلى ما يفرّق ويثير الانفعالات والانقسامات والنعرات السياسية والمذهبية”.

قلوب مليانة

على أنّ مرجعاً سياسياً كبيراً وصف الجوّ الداخلي العام بأنّه “جوّ مَرَضِي لا يمكن شفاؤه، يعني فالج لا تعالج”. وقال لـ”الجمهورية”: “ما جرى وقد يجري في أي وقت، ليس امراً مستغرباً، بل هو أمر متوقع ونتيجة طبيعية للقلوب المليانة، وللعلاقة الملغومة بالتحسس، ليس فقط بين رئيس الحكومة وفريقه السياسي وبين “حزب الله” تحديداً، بل بين غالبية الأطراف”.

وقالت مصادر حكوميّة لـ”الجمهورية”، “إنّ رئيس الحكومة، ومنذ تولّيه هذه المسؤوليّة لم يخرج في أدائه عن البيان الوزاري الذي نالت الحكومة على أساسه ثقة المجلس النيابي، معطوفاً على مضمون خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية، ولاسيّما في ما يتعلق بتأكيد الحفاظ على سيادة لبنان وقراره وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، وما صدر من مواقف وهجومات على رئيس الحكومة أمر مستغرب ومستهجن، وذروة الهجوم والافتراء تجلّت في الشعارات المستنكرة والأوصاف المهينة التي أُطلقت ضدّ رئيس الحكومة”.

سلام والحزب

وأمّا مصادر مطّلعة على موقف “حزب الله”، فتعكس لـ”الجمهورية” أجواء تفيد “بنفي علاقة الحزب بالشعارات التي طالت رئيس الحكومة في المدينة الرياضية، وهذا الأمر يرفضه الحزب وقد استنكره جملةً وتفصيلاً، خصوصاً انّ الأساس في نهج “حزب الله” هو الحفاظ على الإستقرار الداخلي، وتجنّب الإدلاء بأي موقف من شأنه أن يمسّ بهذا الاستقرار بأي شكل من الأشكال. واما ما صدر عن الحزب (مقدمة نشرة قناة “المنار” ضدّ الرئيس سلام) كان في موقع ردّ الفعل الطبيعي حيال ما طرحه رئيس الحكومة (ملف السلاح وما يتصل بالقرار)، وكيفية ومكان وزمان طرحه. في وقت يقارب فيه رئيس الجمهورية هذه الملفات وغيرها بحكمة وديبلوماسية هادئة”.

يُشار في هذا السياق إلى معلومات تردّدت في بعض الأوساط عن انّ لقاء عُقد قبل أيام وجمع الرئيس سلام بمسؤول كبير في “حزب الله” (تردّد انّه المعاون السياسي لأمين عام الحزب الحاج حسين خليل)، وجاء هذا اللقاء بعد ما جرى في المدينة الرياضية وقبل سفر رئيس الحكومة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بُحثت فيه إلى جانب ذلك أمور متعددة، ولاسيما ما يتصل بملف الإعمار. وعندما سئُلت مصادر المعلومات عمّا إذا كانت أجواء اللقاء جيدة اكتفت بالقول: “إنّها عادية”.

سلام والجالية

وكان الرئيس سلام قد أكّد أمام الجالية اللبنانية في دولة الإمارات خلال حفل أقيم في القنصلية “الإصرار على المضي في تحقيق مشروع الإصلاح والسيادة، وأنّ المشروع الأساسي للحكومة هو إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين”.

وتوجّه إلى أبناء الجالية وقال: “أعرف انّ معظمكم أتى إلى هنا لأنّ الظروف في لبنان لم تكن طبيعية منذ سنوات بسبب الحروب والأزمات المتكررة، ولكن وجودكم في الإمارات أدّى إلى دعم لبنان في السنوات الاخيرة. الجميع يعرف أننا فوّتنا العديد من الفرص على البلد، بدءاً من اتفاق الطائف، والذي وضع حداً للحرب الأهلية، وذلك من خلال طريقة تطبيقه الانتقائية، وهذا الأمر أدّى إلى عدم ثقة بوضعنا السياسي، كما أننا لم نستفد ايضاً من انسحاب إسرائيل من لبنان، كذلك فوّتنا فرصة الانسحاب السوري من لبنان”.

أضاف: “اليوم هناك فرصة جديدة، وأعتقد انّ معظمكم هنا لأنكم فقدتم الثقة بالبلد، همّنا اليوم هو استعادة ثقتكم وثقة جميع اللبنانيين، فنحن لدينا مشروع واحد وهو إعادة بناء الدولة، وهو يقوم اولاً على الإصلاحات المالية والإدارية والسياسية، وقد بدأنا بتحقيق بعض منها رغم انّ الحكومة لم يمض على نيلها الثقة سوى ثلاثة اشهر، ولكننا أنجزنا قانون السرّية المصرفية وقد أُقرّ في المجلس النيابي، كذلك هناك مشروع لإصلاح القطاع المصرفي، كما أننا نعكف لإنجاز مشروع الفجوة المالية، كما عملنا على مشروع لتعزيز استقلالية القضاء، ونأمل أن يتمّ إصداره قريباً. كما انّ هناك حاجة لإعادة بناء الإدارة، وقد اعتمدنا في هذا الإطار آلية جديدة للتعيينات الإدارية تقوم على الشفافية والتنافسية القائمة على الكفاءة، ومن خلالها تمّ تعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار، وسنقوم بتعيين كافة الأعضاء، فكل التعيينات ستجري وفقاً للآلية الجديدة، كما أطلقنا هيئة ناظمة للاتصالات وللكهرباء، ونأمل قريباً تعيين الهيئات الناظمة”.

وتابع: “وثانياً، نحن نعمل لتثبيت الأمن وعنوانه استعادة سيادة الدولة وبسط سيادتها على كافة الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر خصصنا له ثلاث فقرات في البيان الوزاري، وأؤكّد على ما جاء في اتفاق الطائف من بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، واسترجاع الدولة اللبنانية قرار الحرب والسلم. والذي يعطل هذه المسيرة هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط في الجنوب، علماً اننا اليوم اصبحنا في عصر الأقمار الاصطناعية والمناطيد للتجسس والرصد ولسنا في الحرب العالمية الأولى، هذا اذا لم نتكلم عن شبكات الجواسيس الموجودة على الارض. استمرار الاحتلال الاسرائيلي يؤخّر عملية بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما التزمنا في البيان الوزاري”.

إسرائيل تهدّد

جنوباً، تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية في منطقة الجنوب، ولاسيما باستهداف منطقة العباسية وبلدة كفر كلا ومحيط كفر شوبا وأطراف بلدة بليدا وبلدة ياطر، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن استهداف ما سمّاه “قائد مجمع ياطر في حزب الله”، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي والمسيّر في أجواء المنطقة.

في هذه الأثناء، كرّر رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة القاها في الكنيست الإسرائيلي امس، قوله انّه يريد تغيير وجه الشرق الاوسط. وعدّد ما سمّاها إنجازات، ومنها انّ حكومته “أحبطت خطر تهديد اقتحام حزب الله لبلدات شمال إسرائيل وخلقنا وضعاً جديداً كلياً في لبنان لم يحدث منذ 50 عاماً”.

وتزامن ذلك مع تهديد أطلقه رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، اثناء إجراء تقييم للوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية، بمشاركة كل من قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين، وقائد الفرقة 146 البريغادير يفتح نوركين، وقائد الفرقة 91 البريغادير يوفال غز، وغيرهم، حيث قال: “إننا سنواصل العمل على إزالة التهديدات وإضعاف “حزب الله” من أجل حماية بلدات الشمال ودولة إسرائيل، وقيادة المنطقة الشمالية غيّرت الواقع الأمني في المنطقة وعزّزت الأمن على الحدود”؟

وأضاف: “المعركة ضدّ “حزب الله” في لبنان لم تنتهِ بعد وسنواصلها حتى إضعاف الحزب وانهياره”. وقال: “نحن نقاتل بما يتماشى واحتياجاتنا الأمنية، وسنعمل على تقصير أمد الحرب من خلال التفوق العملياتي والحسم على مختلف الجبهات”.

إلى ذلك، نقلت “العربية” عن مصدر أمني إسرائيلي قوله انّه قد “تمّت تصفية نحو 200 عنصر من “حزب الله” منذ وقف إطلاق النار الأخير، والحكومة اللبنانية بدأت تتحمّل المسؤولية وتقوم بخطوات فعّالة”.

وقال المصدر رداً على سؤال حول إمكانية اغتيال (الامين العام لـ”حزب الله”) الشيخ نعيم قاسم: “سنقوم بكل ما يلزم”.


 




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top