شهد الجنوب اللبناني، ومحافظة النبطية، مرحلة انتخابية حاسمة في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من الاستحقاق الانتخابي، وسط إقبال شعبي لافت وأجواء هادئة نسبيًا رافقها استنفار أمني لضمان حسن سير العملية.
منذ ساعات الصباح الأولى، توافد المواطنون بكثافة إلى مراكز الاقتراع، في مشهد عكس وعي الجنوبيين بأهمية المشاركة السياسية، رغم كل التحديات. الطوابير امتدت أمام عدد من المراكز، وخصوصًا في النبطية، بنت جبيل، ومرجعيون، حيث بدا واضحًا حجم التفاعل الشعبي مع هذا الاستحقاق الوطني.
ولأن الجنوب كان ولا يزال في مرمى التهديدات الإسرائيلية كان لافتاً في هذا اليوم، إلى جانب الزخم الشعبي، هو الشعور العام بالثقة والارتياح لناحية الوضع الأمني، إذ ترافقت الانتخابات مع ضمانات بعدم حصول أي اعتداء إسرائيلي على المناطق الجنوبية وهو ما أكده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال سلسلة جولات أجراها على مراكز الإقتراع في الجنوب، وقد أضفى ذلك طمأنينة إضافية لدى الناخبين وشكّل عنصر دعم للاستقرار في يوم انتخابي حساس.
وعلى صعيد الأرقام ومع إقفال صناديق الاقتراع، بدأت تتضح معالم المشاركة في الجنوب، حيث أظهرت الأرقام نسبًا متفاوتة بين المناطق، تعكس إلى حد كبير طبيعة كل دائرة وحجم التفاعل الشعبي فيها ففي النبطية، سجلت نسبة المشاركة 43.45%، وهي الأعلى بين الأقضية، ما يؤكد الحضور القوي لأبناء هذه المحافظة في الاستحقاق الانتخابي، وتعبيرهم الواضح عن رغبتهم في التأثير وتقرير المصير.
أما صيدا فسجلت نسبة 43.35%، وهي نسبة مرتفعة تعكس وعيًا سياسيًا متجذرًا، وحافزًا متجددًا لدى الناخبين الذين لطالما كانوا في صلب الحراك السياسي اللبناني.
أما في جزين، فقد بلغت نسبة المشاركة 42.67%، لتؤكد أن أبناء هذه الدائرة الجبلية حافظوا على حضورهم رغم التحديات، في مشهد يعكس التزامًا بالعملية الديمقراطية.
في قضاء صور، وصلت نسبة الاقتراع إلى 39.14%، وهي نسبة تعكس استقرارًا نسبيًا في المزاج الانتخابي، وسط مشاركة معتدلة من المواطنين. وفي حاصبيا، فقد بلغت نسبة المشاركة 36.04%، وسط أجواء هادئة وتنظيم جيد، حيث سجلت مشاركة فاعلة رغم الظروف الجغرافية والسياسية المعقدة أما في مرجعيون، سجلت النسبة 31.58%، وهي مشاركة متوسطة في قضاء له خصوصيته الأمنية والسياسية، خصوصًا في ظل موقعه الجغرافي الحدودي بينما جاءت بنت جبيل في المرتبة الأخيرة بنسبة 28.01%، ورغم تدني الأرقام، فإن رمزية المشاركة في هذه المنطقة تبقى قوية، نظراً لطبيعة موقعها ومواقفها الوطنية الثابتة.
غير أن المشهد الأبرز والأكثر تأثيرًا خلال هذا اليوم، كان حضور جرحى تفجير البيجر، الذين، رغم جراحهم، أصروا على المشاركة في العملية الانتخابية. تقدموا صفوف الناخبين، حاملين رسالة وطنية واضحة: الجنوب، كما قاوم وواجه، لا يتراجع عن ممارسة حقه السياسي، ولا يسمح للجراح أن تُقيده عن المساهمة في بناء الوطن.
مشاركة الجرحى لم تكن حدثًا رمزيًا فقط، بل تجسيدًا حيًا لإرادة لا تُقهر. حضورهم كان شهادة حيّة على أن الكرامة لا تُقهر، وأن الدفاع عن الأرض لا ينفصل عن الدفاع عن حق الاختيار، مهما بلغت التحديات.
باسيل: التيار الوطني الحر منتصر وموعدنا في 2026
مأساة.. وفاة "مختار" بعد إعلان فوزه في بلدة جنوبية!
The post في الجولة الرابعة.. صوت الجنوب يرتفع من النبطية إلى بنت جبيل!.. صبحية دريعي appeared first on .
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع