احتفلت جمعية حماية جبل موسى، بالتعاون مع اليونسكو ووزارة البيئة، وبحضور جمعيّة أويكوس (Istituto Oikos) وممثّلين من المجتمع المحلّي، باليوم العالمي للتنوع البيولوجي خلال لقاء أُقيم في قلب محميّة جبل موسى للمحيط الحيوي.
منذ إعلانها محمية للمحيط الحيوي من قبل اليونسكو في عام 2009، تسعى محميّة جبل موسى لأن تكون نموذجًا للتكامل والانسجام بين الحفاظ على الطبيعة والتنمية المستدامة.
تضمّن الحدث جولةً على درب كفّ الدبّ، المعروف بغناه النباتي، لا سيّما زهرة كفّ الدبّ (Paeonia kesrouanensis) الّتي تُعدّ رمزًا للموقع.
كما نُظّمت جولة في مركز جبل موسى الثقافي والسياحي الّذي تمّ عرضه مؤخرًا في بينالي البندقية 2025. وقد قدّم الدكتور هاني قهوجي-جنحو، المهندس المعماري للمشروع، تصميمه المندمج بمحيطه الصخري والمستوحى من حيوان الطبسون. وقد شُيّد المركز في موقع مقلعٍ مهجورٍ، ليشكّل رمزًا لإعادة إحياء الطبيعة والتصميم الصديق للبيئة.
بدأ الحفل الرسمي بكلمة ترحيبيّة من السيّد بيار ضومط، رئيس جمعيّة حماية جبل موسى، شدّد فيها على أهمّيّة محميّات المحيط الحيوي في حماية التنوع البيولوجي، وصون التراث الثقافي، وتعزيز التنمية المحلّيّة.
كما ألقى الدكتور ميلاد فخري، ممثّل وزيرة البيئة، أكّد فيها أنّ الوزيرة أولت المحميّات أولويّة خاصّة، وأنّ الوزارة تعتزم إنشاء محميّات للمحيط الحيوي على غرار النموذج الناجح لمحميّة جبل موسى.
وألقت الآنسة كريستيان جعيتاني كلمة اللّجنة الوطنيّة اللّبنانيّة لليونسكو أكّدت فيها أنّ اللّجنة تتعاون مع عدّة شركاء بهدف توعية المجتمع على أهمّيّة حماية التنوّع البيولوجي والحفاظ عليه.
ممثلًا لليونسكو مكتب بيروت، شدّد الدكتور جورج غاريوس على أنّ محميّات المحيط الحيوي تُعدّ نموذجًا ناجحًا للحماية، ويمكن أن تُساهم في تحقيق هدف التنمية المستدامة القاضي بحماية 30% من كوكب الأرض.
واختُتم الحفل بكلمةٍ ملهمةٍ للسيّد مايكل حدّاد، سفير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الإقليمي للنوايا الحسنة من أجل العمل المناخي، ركّز فيها على الأمل والعمل في مواجهة التحدّيات، ودعا إلى بذل مزيد من الجهود لتحقيق الشموليّة.
تبع الكلمات زجلٌ قدّمه الشاعر يوسف خليل، احتفاءً بالوزيرة وبجمال جبل موسى.
وتشارك الضيوف غداءً تقليديًّا من إعداد بيوت الضيافة المحلّيّة، ليعكس الرابط بين حماية البيئة والثقافة والتنمية المحلّيّة.
شارك طلاب مدرستين منتسبتين إلى شبكة مدارس اليونسكو في تجربة تعليميّة تفاعليّة شملت جولة بيئيّة، وعرضًا توعويًا حول التنوع البيولوجي، ونشاطًا لزراعة البذور.
وفي فترة بعد الظّهر، اجتمع رؤساء وأعضاء بلديّة ومخاتير وممثّلون من المجتمع المحلّي من بلدات يحشوش، غبالة، العبره وشوّان، بالاضافة الى فريق عمل اليونسكو بفريق جمعية حماية جبل موسى وممثّلي جمعيّة أويكوس (Istituto Oikos) لإطلاق خطّة إدارة لمحميّة جبل موسى للأعوام 2025-2029 قد تمّ تطويرها من خلال نهج تشاركي شمل المجتمعات المحلّيّة، والخبراء، والشركاء.
وقد تمّ إعداد الخطط الجديدة في إطار مشروع ResiLAND، المموّل من قبل الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS). وقد شدّد السيّد ميركو بانيشي، الممثل الوطني لجمعيّة أويكوس، على أهمية هذه الخطّة الّتي “تعكس التزامًا مشتركًا بالحفاظ على البيئة والتنمية، قائمًا على المعرفة المحلّيّة والتعاون.”