التقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية.
وفي مؤتمر صحافيّ مشترك، قال عون: “السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أيها الاخ العزيز… إنّ ذاكرة الناس، هي مستودع الحقيقة الأكثر صدقاً وعمقاً. فحين يقولون أنّ مصرَ أمْ الدنيا وأنّ بيروت ستُ الدنيا، فهم يؤكدون للعالم أجمع، أننا أخوة أشقاء منذ أزل الدنيا وحتى أبدها”.
وأضاف: “أخوّتُنا هذه هي فعلاً، من عمر التاريخ. ففي معبدِ الكَرْنَك نقشّ يحكي عن جبيل، منذ أكثرَ من ثلاثةِ آلافِ سنة. وفي قلوبنا جميعاً، نقوشّ عن أُخوّتِنا، باقية لألافٍ من التاريخ الأتي. ومنذ البداية، جمعتنا نوازعُ الحرية”.
وتابع: “فحين أُسكتت أقلامُ بيروت، فاضت أدباً وصحافةً وسياسة، على ضفافِ النيل. ويومَ حريق القاهرة، اتشحت بيروتُ بالسّواد”.
وقال: “لقد كان لبنانُ دوماً رائداً من رُوادِ الأفكارِ البنّاءة في هذه المنطقة. ميزتُه التفاضلية إنسانُه وقيمتُه المُضافة: الحرية والتعددية معاً”.
وأردف: “اليوم، نحن أمام تحدّي السلامِ لكلِ منطقتِنا. ونحن جاهزون له. نقولُ للعالمِ أجمع: وحدَه سلامُ العدالة هو السلامُ الثابتُ والدائم. ولنا ملءُ الثقة بأنّ العالمَ الساعي إلى السلامِ الحقيقي، وبفضلِ مساعدتِكم، وبفضلِ إسماعِ مصرَ لصوتِها وصوتِنا، سيسمعُ وسيلبّي واجبَ الاستجابة”.
واعتبر أن “السلامٌ يبدأُ بالنسبةِ إلينا، بتأكيدِ التزامِ لُبْنَانَ الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِيِّ 1701، للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَةِ أَرَاضِيهِ، مع تشديدنا على أَهمِيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ (اليُونِيفِيل) وضرورةٍ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا إِسْرَائِيل وَالعودةِ إلى أحكامِ اتفاقيةِ الهدنة للعام 1949، بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إِلَى الجَنُوبِ الُّبْنَانِيّ وَالمِنْطَقَةِ كَلِها”.
ودعا عون المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُلٍ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَانِيلَ بِتَنْفِيذِ الاِتِّفَاقِ الَّذِي تَمّ التَّوَصُلُ إِلَيْهِ بِرِ عَايَةٍ أَمِيرِكِيَّةٍ وَفَرَنْسِيَّةٍ فِي 26 تِشْرِينَ الثّانِي/نوفمبر المَاضِي، وَالانْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، حتى حدودنا الدولية المعترفِ بها والمرسّمة دولياً، وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة”.
وأكد أَنَّ “لُبْنَانَ يَحْرِصُ عَلَى قيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سورِيا، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِيَاتِ المُشْتَرَكَةٍ وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَفِ النَّازِحِينَ السُّورِيّينَ، وَضَرُورَةِ تَأْمِينِ عَوْدَتِهِمُ الآمِنَةِ وَالكَرِيمَةِ إِلَى بِلَادِهِمْ”.
وقال الرئيس اللبناني: “ستَعْمَلُ حُكُومَتَا البَلَدَيْنِ في أسرع وقت، مِنْ خِلَالِ لِجَانٍ مُشْتَرَكَةٍ، تَمَّ الاتِّفَاقُ عَلَى تَشْكِيلِهَا، لتحقيق ذلك، بما يضمنُ مصلحةَ البلدين والشعبين”.
وأضاف: “إذ يؤكدُ لُبْنَانُ دعَمَه كُلَّ الجُهُودِ الهَادِفَةِ إِلَى حِفْظِ وَحْدَةِ سُورِيَا وَسِيَادَتِهَا، وَتَلْبِيَةِ تَطَلْعَاتِ شَعْبِها، يُرَجِّبُ بِقَرَارِ رَفْعِ العُقُوبَاتِ عَنْها، آمِلًا أَنْ يُسَاهِمَ فِي تعافيها واسْتِقْرَارِ المِنْطَقَةِ”.
وشكر عون السيسي ومصر “على كلِ ما بذلتموه”، وقال: “وشكرٌ أكبر على كلِ ما ستفعلونه، كلَ يومٍ أكثر”.
ووصل عون صباح اليوم إلى القاهرة، في مستهلّ زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية، تلبيةً لدعوة من الرئيس المصري.