كل الأنظار إتجهت أمس الى زحلة عروس البقاع التي شهدت أم المعارك بين القوات اللبنانية منفردة إلا من التعاون مع الاتحاد السرياني وبعض العائلات، وبين تحالف الأحزاب والنواب الذين تمثلوا بالكتائب والأحرار والكتلة الشعبية والنائب ميشال ضاهر والنواب والوزراء الحاليين والسابقين ميشال ضاهر، جورج بوشيكيان، نقولا فتوش، سيزار المعلوف جورج الهراوي يوسف المعلوف، والتجمع الزحلي وبعض العائلات.
يمكن القول، إن القوات اللبنانية عرفت كيف تخوض معركتها، من إختيار أعضاء اللائحة برئاسة سليم غزالة، الى الاستعدادات اللوجستية والتحشيد الشعبي، الى دفع الأنصار والمحازبين الى أقلام الاقتراع، الى تحفيز الناخبين أكثر فأكثر بقرع أجراس الكنائس قبل نحو ثلاث ساعات من إقفال صناديق الاقتراع، الى الإنتصار بكامل أعضاء اللائحة، والتأكيد على حضور القوات اللبنانية في قلب زحلة وعلى الساحة المسيحية عموما.
ولا شك في أن عوامل عدة أدت الى تحقيق هذا الانتصار للقوات والذي قال عنه نائب رئيسها النائب جورج عدوان أن “قلب زحلة ينبض دائما قوات”، وذلك في رسالة سياسية واضحة للحلفاء قبل الخصوم، ومن هذه العوامل:
أولا: عدم إجتماع المتحالفين على قلب واحد وهم لم يكونوا موفقين في إختيار أسعد زغيب الذي ترأس البلدية قبل ثلاث دورات إنتخابية وما يزال، وهو على علاقة سيئة مع بعض مكونات التحالف ولا سيما الكتلة الشعبية.
ثانيا: إنهيار التوافق بين القوات اللبنانية ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف التي ذهبت بإتجاه التحالف بمفردها ومن دون أنصارها الذين لا يرغبون في التصويت لمصلحة أسعد زغيب، فجاء تصويت قسم لا يستهان من أنصار الكتلة لصالح لائحة قلب زحلة المدعومة قواتيا.
ثالثا: عدم حسم التيار الوطني الحر لموقفه من هذه المعركة، حيث ترك النائب جبران باسيل الحرية لناخبيه للإختيار بين اللائحتين، فصب معظمهم للائحة القوات، ما دفع الى التساؤل عن إمكانية حصول توافق من تحت الطاولة بين التيار والقوات يقضي بتصويت برتقالي لمصلحتهم.
رابعا: نجاح القوات في إستدرار عطف أبناء زحلة بإظهار نفسها مستفردة في هذه المعركة، ما دفع الناخبين الى التصويت للائحتها بكثافة.
وكانت نسبة الاقتراع في زحلة بلغت نحو 32 بالمئة، وصوّت من المسيحيين 18490 ناخبا، ومن المسلمين الشيعة 3218 (بتراجع كبير عن العام 2016 حيث بلغت الأصوات الشيعية 4800 صوتا)، ومن المسلمين السنة 1814 ناخبا.
ويبدو أن الانتصار في زحلة سيبقى معقودا للقوات حيث أظهرت نتائج فرز الأصوات لأكثر من ثلثيّ أقلام الاقتراع في ساعة متأخرة من الليل، تقدم لائحة “قلب زحلة” برئاسة سليم غزالة على لائحة “رؤية وقرار زحلة” برئاسة أسعد زغيب بضعف عدد الأصوات.