شدد امين فتوى طرابلس وشيخ قرائها الشيخ بلال بارودي على “ضرورة فهم المتغيرات وحسن التعاطي معها”، متوجها الى “البعض كي يجيدوا حسن الاداء والخروج من القوقعة”. كما تناول موضوع الانتخابات البلدية في طرابلس، معتبرا انها “جاءت بنتيجة مرضية ، وان من وصلوا هم من بيئتنا ومن ابنائنا” داعيا الى “تجاوز الخلافات والزواريب الضيقه لصالح بناء طرابلس ووضعها على خريطة العالم”.
واستحضر متابعا الاحداث التي سبقت “غزوة بني قريظة والتي جاءت بعد عودة النبي عليه الصلاة والسلام من احدى المعارك فاتاه جبريل وابلغه بضرورة التوجه اليهم لازالة الخطر جنوب المدينة قائلا : ما احوجنا وما احوج كل من يطلع بالشأن السياسي او الامني او الاجتماعي او الدعوي او الارشادي او التربوي ان يغترف من نهل السيرة النبوية الشريفة ، اذ انه بعد ليال قليلة ادرك بنو قريظه ان التكبر والتعالي لا ينفع وان عدم حسن قراءة المشهد لا يجدي، معتبرا هنا ان البعض وعندما لا يجيدون قراءة المتغيرات يذهبون الى حتفهم بيدهم. وخلص الى ان العالم كله يتغير والذي لا يحسن قراءة المتغيرات ستدوسه عجلة التغيرات والتحولات، فلا يظل حابسا نفسه في شرنقة اسمها الممانعة او المقاومة وهو لا يعلم ان العالم يتغير وما يمكن ان تاخذه بالسلم وتبني به مجتمعا لا يمكنك في اوقات ما ان تاخذه بالحرب وتحمي به مجتمعا ولا يعني ذلك اعترافا، بعدو ولا تسليما بهزيمة ولا تطبيعا مع اليهود ابدا، فالنبي غطفان لا قطفان، عندما عقد صلح الحديبية لم يستسلم، وعندما اراد ان يصالح غطفان على ثلث ثمار المدينة، لم يستسلم ولكن التفت الى بيئته والى حاضنته الحاضرة التي منها نؤتى”.
وتابع: “الان كل الناس عند محور الممانعة عملاء، وفي الحقيقة هم ما اوتوا الا من بيئتهم وما قدروا الا من منشديهم وانفسهم وقادتهم ويقولون البعض يزحف نحو التطبيع وباع نفسه لليهود ونحن المتهمون بذلك ، والآن فرصة وقد رأينا العالم يتغير وسوريا تنهض، وهناك من يقول لا نقبل ونقول ان الفرص كلها الى سوريا العظيمة الكبيرة في الدولة، وكل اللامبالاة من هذه البيئة التي نعيش فيها، فمتى تعي ومتى نفهم، انه ينبغي لك ان تحجز موقعا، وان تفهم مآلات الامور وان ترى مرحلتك كما هي، لا كما تحب ان تراها انت، بل ان تقرأها كما هي، عندها تحدد كفاءاتك وقدراتك وامكانياتك وترسم تطلعاتك وتبني بيئتك وتنشئ اجيالك على ما هو امامك لا على ما تتمنى، فما تتمناه لن يأتي، وما ترسمه انت بعون الله، هو الذي تحصل عليه، هكذا كان واليوم”.
اضاف: “فلنغتنم هذه الفرصة التاريخية بحسن البناء وحسن الاعداد وبنشر الوعي والفهم والمتابعة”.
وعن نتائج الانتخابات البلدية قال: “هذه النتائج شبه مرضية، ومن وصل من الفائزين اغلبهم من بيئتنا نحن، اي ليس فيه مجتمع جندرة ولا مثلية ولا ولا، وهو شيء يشبهنا، فهؤلاء الذين يشبهوننا، فلنضع ايدينا معهم ولنبني بلدنا ببلديتنا وقد آن الآوان لرؤية نسيج طرابلس بحراس ابنائها، آن الاوان لننهض بحسن الرؤية كي نعيد نسيج طرابلس ونحرسها بدمائنا وابنائنا واموالنا، آن الاوان ان لا ندخل في المزاريب الضيقة والحسابات الدنيئة والتسابق على الرئاسة، فالمطلوب الرهان على من ينهض بالبلد، هكذا ترسم وتبنى الدول”. داعيا الى “تجاوز الخلافات والزواريب الضيقه لصالح بناء طرابلس ووضعها على خريطة العالم”.
The post امين فتوى طرابلس: لتجاوز الخلافات والزواريب الضيقة appeared first on .