وضعت الإنتخابات البلديّة التي جرت في محافظتي الشّمال وعكّار يوم الأحد الماضي أوزارها، وانتهت إلى ما انتهت إليه من نتائج، بعضها كان متوقعاً وبعضها خارج التوقع، لكنّها رسمت في نهاية المطاف مشهداً جديداً للسّلطات المحلية ـ أيّ البلديات ـ في المدن والبلدات والقرى التي خيضت فيها هذه الإنتخابات.
أوّل إستحقاق تواجهه البلديّات ما بعد إنتخابات الأحد الماضي سيكون إنتخاب رؤساء ونوّاب لهم في أقرب وقت، خلال هذا الشّهر والشّهر المقبل على أبعد تقدير، إيذاناً في أن يصبح إنجاز الإنتخابات قد جرى ختمه.
إنتخاب رؤساء البلديات في المرحلة المقبلة سيجري وفق ثلاثة معايير أو تصوّرات: الأوّل أن يكون رئيس البلدية المقبل جرى الإتفاق عليه مسبقاً إستناداً لتفاهمات وأعراف وتوافقات بين فاعليات وعائلات أيّ مدينة أو بلدة أو قرية جرت فيها الإنتخابات أو فاز مجلسها البلدي بالتزكية؛ والثاني أن يكون رئيس اللائحة الفائزة هو رئيس البلدية حتماً؛ أمّا الثالث فهو أن يكون رئيس البلدية غامضاً وخاضعاً للتقلبات والتسويات التي تجري في أيّ بلدية تشكل مجلسها البلدي الجديد من أعضاء فازوا بالإنتخابات من بين لوائح متفرقة وليس ضمن لائحة واحدة.
لكنّ ثاني إستحقاق هام سيواجه البلديات الجديدة سيكون في انتخاب رؤساء إتحادات البلديات الشمالية، وهو إستحقاق يفترض أن يحصل بعد الإنتهاء من انتخاب رؤساء هذه البلديات، وبه سيتم ختم آخر فصول المشهد البلدي.
أول اتحاد بلديات ستكون الأنظار موجّهة إليه سيكون إتحاد بلديات الفيحاء. فهذا الإتحاد الذي أُنشىء في مطلع ثمانينات القرن الماضي، تعرّض خلال العهد الماضي للبلديّات لمتغيّرات قلبته رأساً على عقب، وأحدثت أزمة فيه لن تنتهي قبل انتخاب رئيس جديد له.
فبعد الأزمة التي طالت بلدية طرابلس في السّنوات التسع السّابقة، والفراغ الذي حدث في موقع رئاسة البلدية، وأدّى إلى لغط سياسي وقانوني وشعبي حول منصب رئيس الإتحاد الذي بقي عُرفاً في عهدة بلدية طرابلس منذ تأسيسه، نُقل المنصب إلى نائب رئيس الإتحاد وهو رئيس بلدية الميناء، لكنّ انفراط عقد بلدية الميناء بعد حلّها بشكل رسمي جعل المنصب ينتقل لأوّل مرّة الى بلدية البداوي، في تطور لم يعرفه إتحاد بلديات الفيحاء في تاريخه، وتسبّب بأزمة لن تنتهي إلا بانتخاب رئيس بلدية طرابلس المقبل رئيساً للإتحاد.
أمّا في زغرتا التي أسفرت النتائج فيها عن فوز كاسح لتيّار المردة على خصومه، فإنّ التوقّعات تشير إلى أنّ انتخاب رئيس جديد لاتحاد البلديات فيها سيكون من ستسميه بنشعي لهذا المنصب؛ والأمر ذاته سيسري على الأرجح في قضاء بشري التي فازت القوات اللبنانية بأغلب بلدياتها، ولا يتوقع أن تجد صعوبة بالفوز برئاسة الإتحاد فيه.
وفي حين تشير التوقعات إلى أنّ رئاسة إتحاد بلديات المنية سيكون من نصيب رئيس بلديتها المقبل، إلّا إذا حصلت مفاجأة في آخر لحظة، فإنّ الرئيس الجديد لاتحاد بلديات الضنية ما يزال غامضاً بعد عزوف رئيسه محمد سعدية عن الترشّح لانتخابات بلدية ديرنبوح، مسقط رأسه، بانتظار إنتخاب رؤساء جدد للبلديات في الضنية. وكذلك الأمر بالنسبة لاتحاد بلديات جرد الضنية وإنْ بشكل أقل غموضاً.
أمّا إتحادات البلديّة في محافظة عكّار فإنّ إنتخاب رؤساء لها لن يتضح إلّا بعد انتخاب رؤساء البلديات المنضوية فيها، ليبنى على الشيء مقتضاه، وسط غموض لن يتضح إلا بعد وقت؛ إذ بعدما كان تيّار المستقبل يحسم مسبقاً إنتخاب رؤساء الإتحادات بما له من “مونة” على رؤساء البلديات، فإنّ هذه “المونة” إنتقلت إلى اللاعبين المحليين من نوّاب وأقطاب وفاعليات، ما سيجعل المهمة صعبة ومعقدة، ولن تتضح معالمها ولن تحسم إلا في اللحظات الأخيرة.
البزري: لنحوّل الانتخابات البلدية إلى فرصة حقيقية للتغيير
بالصور: النتائج النهائية لانتخابات طرابلس
تساؤلات حول أدائه.. من هو رمزي نهرا؟
The post إنتهت إنتخابات البلديّات.. وجاءت إنتخابات الإتحادات!!.. عبدالكافي الصمد appeared first on .
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع