احتفلت كلية الطبّ في جامعة البلمند بتخريج 115طالب خلال حفل "المعاطف البيضاء" الذي أُقيم في 13 أيار 2025، في حرم الجامعة في الكورة. يجسّد هذا الحفل محطة مفصلية في مسيرة الطلاب، حيث يرمز إلى انتقالهم من المرحلة الأكاديمية النظرية إلى مرحلة الدراسات السريرية التطبيقية، وتأكيد التزامهم بقيم الرعاية والمهنية العالية.
وقد استُهلّ الاحتفال بكلمة ألقاها الدكتور كريم أشتي، متوجّها إلى الطلاب: "ستختبرون في السنوات الآتية أنّ الطبّ ليس مجرد علم، بل هو فنّ يجمع بين خبرة تقنية متقدّمة وفهم إنساني عميق ".وأضاف: "أنتم الدفعة التي أكملت دراستها في أصعب ظروف لبنان الحديث. فقد واجه وطننا حرباً عطّلت الحياة، وشرّدت العائلات، وأثقلت على يومياتنا بالقلق وعدم الاستقرار. ومع ذلك، لم تتراجعوا، بل واجهتم التحدّيات بثبات وإصرار".
وقد تلت كلمة الدكتور أشتي، كلمة للطالب ابراهيم كشمر الذي شدّد فيها على ضرورة البقاء في لبنان قائلاً: "نحن نبقى لأننا نؤمن بالشفاء، ليس فقط شفاء الأفراد، بل شفاء الأوطان. لأن كلّ حياة نلامسها، هي روح تساهم في تعافي وطننا. فالطبّ لا يقوم على الظروف المثالية، بل على الرحمة. فعلينا أن نكون حيث الحاجة تنادي، ومع من يَحتاجون إلينا".
وفي رسالته للطلاب، أعلن الدكتور سامي عازار، عميد كلية الطبّ: "مع البدأ بهذه الرحلة، دعوا المعرفة ترشدكم، ودعوا الإنسانية تهدي قلوبكم. في عالم يتسارع بخطى غير مسبوقة، وتطغى فيه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لا تستهينوا أبدًا بقوة الحضور، أذن تُصغي ونظرة صادقة. دعوا معاطفكم تحمل في طيّاتها أكثر من مجرد أدوات طبّية وملاحظات؛ فلتكن ممتلئة بالتواضع والشجاعة."
وسلّط الدكتور الياس وراق، رئيس جامعة البلمند، الضوء على أهمية هذا الانتقال المفصلي في حياة الطلاب، قائلاً: "إن التزامكم اليوم هو التزام نبيل وعميق. مارسوا مهنتكم الطبية بتعاطفٍ ومحبّة، عاملوا كل مريض بكرامة، واحملوا معاطفكم البيضاء بفخر وتواضع. لا تكفّوا عن التعلّم، ولا تفقدوا أبدًا روح الرحمة."ثم توجّه إلى الأهالي قائلاً: "أنتم شركاء في هذه المسيرة، فتضحياتكم كانت الأساس الذي أوصل هؤلاء الطلاب إلى ما هم عليه اليوم".
تعبّر جامعة البلمند عن فخرها بطلابها، الذين يبدأون اليوم مسيرتهم المهنية بروح الالتزام والعطاء متمنّية لهم مسيرة مكلّلة بالنجاح والابداع.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع