* مقدمة الـ “أن بي أن”
لبنان يمضي في انتخاباته البلدية والاختيارية… والاستحقاق الديمقراطي حط رحاله اليوم في ثاني محطاته: الشمال وعكار.
وإذا كانت خمس وثمانون بلدية من أصل مئتين وثمانين في المحافظتين قد فازت بالتزكية مسبـّقـًا فإن الحابل السياسي اختلط بالنابل العائلي في غير مدينة وبلدة إلى حد ضاعت معه “الطاسة” أحيانـًا.
وإذا كان ثمة طغيان للعامل العائلي فإن الرياح السياسية كانت هوجاء في غير موقع وخلطت بعض التحالفات الهجينة الكثير من الأوراق الانتخابية.
وجاءت المعارك والمنافسات على نـِسـَبٍ متفاوتة من الحدّة ارتباطـًا بالثقل الطائفي والتوزع السياسي والحزبي والعائلي والاجتماعي بين الأقضية الشمالية.
لكن المواقع الأكثر حساسية عـُثر عليها في اليوم الانتخابي في طرابلس والأقضية المسيحية على وجه الخصوص.
ففي الفيحاء حيث المخزون السني كانت المنافسة تأخذ طابعـًا سياسيـًا تبعثرت في ظله التحالفات وسط مخاوف من أن يفعل سلاحُ التشطيب فِعلَه. كما كان البعد السياسي والصراع الانتخابي السمة الغالبة في زغرتا والبترون وبشري والكورة فيما هيمن الطابع الاجتماعي في عكار مع نفحات سياسية أحيانـًا أما الضنية فقد فاز أكثر بلدياتها بالتزكية لكن ذلك لم يحل دون اندلاع معارك انتخابية كما كانت الحال في بخعون.
وفي اليوم الانتخابي ومعاركه حَشدت الدولة لإبقاء الأمور تحت سقف الانضباط فنجحت في ذلك إلى حدود بعيدة بحيث لم تسجل حوداث أمنية أو لوجستية أو إدارية كبيرة بل إشكالات محدودة كما حصل في فنيدق وبخعون وضبط رشوة مالية في شكا تمت ملاحقتها واحتواؤها جميعاً.
وقادت مواكبة العملية الانتخابية رئيس الجمهورية جوزاف عون باكرًا إلى غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي في بيروت حيث طلب من الناخبين ان يصوتوا للمشروع لا للأشخاص معتبرًا ان الانتخابات البلدية والاختيارية هي رسالة إلى الداخل والخارج أن الدولة وُضعت على السكة الصحيحة.
ورأى عون ان هذا الاستحقاق البلدي يعطي انعكاسـًا إيجابيـًا للانتخابات النيابية المقرر إجراؤها العام المقبل.
زيارة رئيس الجمهورية غرفة العمليات صباحـًا جاءت قبل مغادرته بعد الظهر إلى الكويت التي وصل اليها منذ قليل في زيارة رسمية تندرج في سياق سلسلة الزيارات للدول الخليجية.
في احدى هذه الدول – سلطنةِ عـُمان – عُقدت اليوم الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية – الأميركية. قبل هذه الجولة قال رئيس الوفد الأميركي المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف: لا تخصيب…
وهذا يعني التفكيك وعدم التسليح. لكن رئيس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي أكد ان تخصيب اليورانيوم لا يمكن التفاوض عليه وقال ان مواقف الأميركيين متناقضة بين ما يقال في المحادثات وما يظهر في الإعلام.
=======
* مقدمة الـ “أو تي في”
على عكس المحطة الاولى في جبل لبنان، لم تمضِ المحطة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار على خير في اكثر من منطقة.
فأخبار الاشكالات توالت منذ فتح صناديق الاقتراع، ما حتَّم تدخل الجيش والقوى الامنية لفضِّ النزاعات. والمعلومات المتداولة عن رشاوى، مرفقة بفيديوهات وصور فاضت بها مواقع التواصل، فرضت تولي الجهات المعنية توقيف بعض الاشخاص والسير بالتحقيق.
اما التحالفات الهجينة، فالسِّمةُ الغالبة: في طرابلس، تحالف بين النقيضين السياسيين فيصل كرامي واشرف ريفي بتمنٍ سعودي، كما كشف ريفي في اتصال مع الـ او.تي.في.
وفي قضاء البترون، تفاهم بين التيار والقوات في العاصمة، وتنافس في اكثر من بلدة.
وفي الكورة، تقاطع بين القوات وسوريين قوميين في اكثر من معركة، وتناتش مقاعد بين انصار الحزب الواحد في معارك اخرى.
اما في زغرتا، فتنافس حاد وتراشق عنيف بين سليمان وطوني فرنجية وميشال معوض، فيما شهدت بشري معركة اساسية لفت فيها عدم مشاركة سمير جعجع في الاقتراع، بذريعة ان جميع ابناء المدينة ابناؤه كما قالت النائبة ستريدا جعجع اثر ادلائها بصوتها، وهو ما أطلق العنان لتفسيرات شتى غزت مواقع التواصل.
اما في عكار التي زارها رئيس النائب جبران باسيل، فتوافق بين التيار الوطني الحر والقوات وهادي حبيش في القبيات وتنافس في بلدات اخرى.
وفي اكثر من بلدة وقرية على مساحة الشمال وعكار، توزع مناصرو التيارات والاحزاب بين اكثر من لائحة خلف العائلات. لكن في المحصلة، انتهت المرحلة الثانية، والانظار نحو البقاع وبيروت. واذا كانت معالم المعارك في البقاعين الشمالي والغربي واضحة، فالصورة الكاملة لزحلة لم تتضح بعد، في ضوء الخلافات المستجدة اثر انفضاض عقد التحالف بين القوات وميريام سكاف.
اما بيروت، فأمام امتحان كبير، قد يكون الاكبر في تاريخها للوحدة الوطنية والميثاق. فهل تنجح مساعي اللحظات الاخيرة في حفظ المناصفة في المجلس البلدي، ام تتلقى المناصفة صفعة في عاصمة العيش الواحد ولبنان الرسالة؟
=======
* مقدمة الـ “أم تي في”
الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية مرت بهدوء وسلام.
صحيح ان اشكالات حصلت في عدد من مناطق الشمال وعكار ، وصحيح انه تم تسجيل سلسلة من المخالفات والشكاوى في مناطق اخرى، ولكن الصحيح ايضا ان العملية الانتخابية عموما جرت وفق المرسوم والمخطط لها.
والاهم ان السلطة الجديدة في لبنان نجحت في رهانها، واثبتت للبنانيين والعالم انها تحترم مبدأ اجراء الاستحقاقات الدستورية في وقتها المحدد، وان زمن انتهاك القوانين والدساتير ولى الى غير رجعة. رغم الطابع الايجابي الغالب فانه يمكن رصد مؤشرين سلبيين:
الاول انتشار الرشاوى بشكل فاقع احيانا، وهو امر ليس جديدا في الانتخابات في لبنان. المؤشر الثاني: عدم وجود حماسة كبيرة لدى المواطنين، اذ ان نسبة الاقتراع ظلت اقل من المتوقع ، وهي ظاهرة مستغربة بعض الشيء وخصوصا ان المجالس البلدية مدد لها ثلاث مرات، اي ان اللبنانيين لم ينتخبوا سلطاتهم المحلية منذ تسعة اعوام.
ومع بدء ظهور النتائج ستبدأ القراءات السياسية بالظهور، ولا سيما ان الشمال وعكار يشكلان مؤشرا لرصد المزاج السياسي عند المسيحيين والسنة بشكل اساسي.
=======
* مقدمة “الجديد”
قبل ان يَعْمر البلد… أُعيد اعمارُ البلديات قطعَ لبنان نِصفَ الطريقِ البلدي ونَجحَ في تنظيمِها بمرحلتيْها جبلاً وشَمالاً لينطلقَ الاحد المقبل الى بيروت والبقاع… على ان يَختتِمَ رحلةَ الاقتراع في الجنوب.
وعلى ترابِ الجنوب عَشيةَ احيائِه اليوبيلَ الفضي للتحرير وعلى الرَغمِ من ان الشَمال راكمَ اكبرَ نسبةِ تجاوزاتٍ وشكاوى.
غيرَ ان العمليةَ الديمقراطية وحِدّةَ التنافس والاوراقِ الانتخابية تَغلّبت على كلِ الثُغرات، وتمكّنت وِزارةُ الداخلية من تجاوزِ العقبات او استدراكِها للوصولِ الى يومٍ بلدي حُرّ أُغلقت صناديقُ الاقتراع عند السابعة على نسبةٍ بلغت أربعةً وثلاثينَ في المئة في الشَمال وستةً وأربعين في عكار لكنها سَجّلت اكبرَ نسبةِ عجائبَ من نوعِها فالحلفاءُ في المدينة… خصومٌ في القرية الاحزابُ أحزاباً في قضاء… وعائلاتٍ في أقضيةٍ أخرى اما الاكثرُ غرابةً فهو مشاركةُ شخصٍ من الجنسيةِ السورية في عمليةِ الاقتراع في بلدة تل حميره، مستخدِماً هُويةً لبنانية وتلك قد تكونُ عمليةَ جَسِّ نَبْض لاقتراعِ النازحينَ السوريين في انتخاباتٍ مقبلة طالما أنهم مُقيمون ولا حلولَ لعودتِهم حتى بعدما أَصبحت بلادُهم تحتَ ادارةٍ سياسيةٍ جديدة وتَجوبُ العالَمَ شرقاً وغرباً والعمليةُ البلدية أشرفَ عليها اليوم أيضاً رئيسُ الجمهورية العماد جوزاف عون قبلَ ان يغادرَ الى دولةِ الكويت، حيثُ وصَلها تلبيةً لدعوةٍ من أميرِ الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي كانَ في استقبالِه على ارضِ المطار الى جانب وليِ العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وفي تصريحٍ له من مطار الكويت، اكد الرئيس عون أن الزيارةَ فرصةٌ للتأكيد على ان اللبنانيينَ يَنتظرون عودةَ أشقائِهم الكويتيين إلى بلدِهم الثاني لبنان.
وإذ تستمرُ الزيارةُ الرسمية يومين، نَفت مصادرُ اميركيةٌ للجديد مشاركةَ لبنان وسوريا وفِلسطين في ايِ اجتماعٍ رباعي او خماسي في المملكةِ العربية السُعودية بينَ ترامب ووليِ العهدِ السُعودي محمد بن سلمان وقالت مراسلةُ الجديد في واشنطن أنْ لا صِحةَ لهذه الانباء التي يَتِمُ تداولُها على نطاقٍ واسع وقُبيلَ وصولِ الرئيس الاميركي الى السُعودية، تَظّهرتِ الخلافاتُ الى العلن معَ اسرائيل.
وقال رئيسُ وزرائِها بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تَطلُبُ الإذنَ من واشنطن بشأنِ خُططِها الحربية في قطاعِ غزة.
وأمامَ لجنةِ الخارجية والأمن قال نتنياهو : سَمِعتُ في وسائلِ الإعلام أنني وترامب في قطيعة، لقد نجحَ السفيرُ الأميركي لدى تل أبيب مايك هاغابي في تحقيقِ هدفِه ورداً على اعتزامِ ترامب اعلانَ الدولةِ الفِلسطينية من السُعودية قال نتنياهو: لا أعتقد أنكم ستَسمعون عن دولةٍ فِلسطينية…
والحديثُ عن وجودِ شرخٍ معَ واشنطن له أسبابٌ سياسية وما سيُثيرُ غضبَ نتنياهو النووي، ان المفاوضاتِ الاميركيةَ الايرانية قَطعتِ اليوم جولةً رابعة بنجاح.. وأنّ مبعوثَ ترامب ستيف وتيكوف سيقودُ من جهةٍ ثانية محادثاتٍ معَ حماس عن طريقِ مِصر وقطر للتوصّلِ الى اتفاقٍ موسّع في غزة.