تحدّث السيد عبد الكريم نصرالله، والد الأمين العام الأسبق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، في مقابلة تلفزيونية عبر قناة العهد العراقية عن ذكرياته مع ابنه وما قاله له قبيل اغتياله في الضاحية الجنوبية لبيروت مؤكداً أن “السيد الآن وديعة لدى المهدي”.
وقال والد السيد نصرالله البالغ من العمر تسعين عاماً، أن الخطاب الوداعي الأخير جاء “بعد يقينه باقتراب استشهاده”: “قال لي دع حزنك وصبرك لله ولا تحزن فأنا مشروع شهيد”.
وروى الوالد جانبًا من طفولة نصرالله، فقال: “عندما كان في المدرسة كنت أعطيه ربع ليرة مصروفًا، وقيل لي لاحقًا إن هناك طالبًا يأخذها منه. فسألته عن الأمر، فضحك وقال لي: (أنا ما بخاف، وخرجيتي محدا بيشلحني ياها، بس التلميذ هيدا ما كان يجي معه مصاري، وأنا أعطيه الربع ليرة. وبما إنو بيي عندو دكان، كنت جيبله شوكولاته وعلكة وببسي)”، في إشارة إلى كرم أخلاقي مبكر وشخصية حازمة.
وكشف الوالد أنه قبل الخطاب الأخير للسيد، حينما قال فيه: “إلى اللقاء في الشهادة.. إلى اللقاء في جوار الأحبة”، أخبره نصرالله مسبقًا بأنه سيستشهد، وقال له: “أنا سأستشهد، وخلي حزنك لله سبحانه وتعالى، وأبا عبدالله الحسين، واصبر كما صبر النبي أيوب”.
أضاف: “لم أزر قبره، السيد في قلبي.
لا أريد أن أراه مدفونًا، أريده كما هو، حتى وإن كان شهيدًا، الله إذا أحبّ عبدًا حبّب الناس فيه، والله سبحانه وتعالى حبّب الناس بالسيد حسن نصرالله. نم قرير العين يا نصرالله، الراية لم تسقط”.
روى والد السيد أنه كان على يقين بأن ابنه استُشهد: “حين كنا مهجّرين وسمعنا أن المكان الذي كان فيه السيد قد قُصف، ذهبت إلى أبنائه وقلت لهم: العوض بسلامتكم. وعندما لم يعلنوا شيئًا رسميًا، قلت لهم: خلاص، استُشهد”.
وعلّق والده بشأن الأخبار التي تسري ما بين فترة وأخرى لجهة احتمال أن يكون ابنه على قيد الحياة: “ابني بحسب المعلومات لا هو مستشهد ولا هو غير مستشهد. إنه وديعة لدى الامام المهدي”.
وأضاف: “أخبرني أحد العلماء في إيران حين التقيته أن ابني سيكون مع الـ313. وخجلت من سؤاله عما يعنيه هذا الرقم قبل أن يوضح: ابنك مع الذين سيظهرون مع المهدي وهذا عددهم”.
وتابع: “سيعود السيد باعتباره وديعة مع ظهور المهدي”.