انتهت كل المهل الدستورية المتعلقة بالانتخابات البلدية في محافظة الشمال ومنها منطقة البترون وسجلت تزكية 74 هيئة اختيارية، 31 مختار و ٣ مجالس بلدية.
ساعات قليلة تسبق الصمت الانتخابي الذي يحل عند الساعة العاشرةمن قبل ظهر غد السبت، ساعات يستغلها المرشحون وماكيناتهم الانتخابية لأشعال مواقع التواصل الاجتماعي بالمواقف النارية لتجييش الناخبين وحثهم على التصويت وإقناعهم بمنحهم أصواتهم.
كل أنواع العدة الانتخابية استخدمت في منطقة البترون، المنطقة التي قد تشهد معارك ساخنة يوم غد الاحد من الصعب توقع نتائجها.
تبدو البلدات البترونية كخلية نحل في حركة لا تتوقف حتى في ساعات الليل حيث تنشط الزيارات، واجتماعات للماكينات الانتخابية التي تبحث عن الصوت حتى من وراء البحار ووصلت اعداد كبيرة من الوافدين من دول عربية وغربية والولايات المتحدة.
لوجستيا، كل التحضيرات استكملت وصناديق الاقتراع امتلأت بالقرطاسية واللوازم الانتخابية بانتظار حضور رؤساء الأقلام ومساعديهم اليوم صباحا حيث من المتوقع ان تنجز عملية تسليم الصناديق باكرا بإشراف قائمقام البترون روجيه طوبيا.
أما انتخابيا، فالمعارك بمعظمها هي معارك كسر عظم يطغى عليها الطابع العائلي في الظاهر ولكن الأحزاب السياسية والتيارات ليست غائبة عن الساحة بل هناك سباق واضح على المجالس البلدية.
أما أم المعارك فهي انتخابات بلدة شكا التي تشهد معركة واضحة المعالم وتنافسا كبيرا لا مثيل له بين لائحتين: لائحة مدعومة من القوات اللبنانية وحزب الكتائب وعائلات ولائحة برئاسة اسكندر الكفوري نجل رئيس البلديةالحالي فرج الله الكفوري الذي أكمل العام ال27 على رأس مجلس بلديةشكا. بلدات أخرى ستعيش يوما انتخابيا ساخنا منها تنورين، حامات، عبرين، حردين-بيت كساب وصولا الى الساحل في بلدة تحوم ومدينة البترون التي يسعى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتثبيت حضوره فيها، بالاضافة الى البلدات الاخرى التي سيخوض ناخبوها استحقاقاتهم، بالنسبة لهم رغبة بالتغيير وبإيصال عناصر شبابية ببرامج غنية وهادفة مع الاشارة الى الحضور النسائي اللافت في اللوائح المتنافسة.
قبل ساعات على موعد انطلاق العملية الانتخابية، تتكثف الاستعدادات خصوصا في صفوف الماكينات الانتخابية لدى اللوائح ولدى الاحزاب ايضا في محاولة حثيثة لادارة العملية الانتخابية من وراء الكواليس ومن وراء العائلات التي باتت تشكل مطية لوصول الاحزاب الى رئاسةالمجالس البلدية لكي يبدأ العد بعد انتهاء العملية الانتخابية لتنتقل بعدها المعركة على اتحاد البلديات التي ستكون معركة شرسة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
انتخابات البترون كما دائما لها نكهتها المميزة التي يتلذذ المراقبون بمتابعتها وتحليل نتائجها باعتبار انها قد تكون مؤشرا للمرحلة المقبلة وللاستحقاقات الآتية.