تحتدم المنافسة في قضاء الكورة بين التيارات والأحزاب السياسية من جهة وبين القوات اللبنانية الساعية بقضها وقضيضها للحصول على أكبر قدر من البلديات معتمدة القاعدة الميكافيلية “الغاية تبرر الوسيلة” بتحالفها مع قسم من الحزب السوري القومي الاجتماعي للوصول إلى مبتغاها للتأكيد أنها الحزب المسيحي الأقوى على الساحة المسيحية.
ويخيّم على القوات اللبنانية شبح النائب أديب عبدالمسيح الذي نجح خلال ثلاث سنوات من نيابته في تثبيت حضوره ومد الجسور من بلدته كفر حزير إلى مختلف القرى والبلدات الكورانية وتأكيد تأثيره في التوافق الذي حصل في عدد من البلديات، وكشريك أساسي في التحالفات مع العائلات والحزب القومي وتيار المرده والشيوعي والتيار الوطني الحر الساعي إلى التأكيد بأن التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد لم تؤثر على شعبيته وحضوره.
ويمكن القول أن النائب عبدالمسيح قد حقق سلسلة إنتصارات حتى قبل إنطلاق العملية الانتخابية إنطلاقا من الحضور الوازن الذي يسجله في المعارك الانتخابية الدائرة، وهو في حال فاز في عدد من البلديات فإنه سيدخل كشريك أساسي إلى جانب الأحزاب التقليدية في التأثير والنفوذ، الأمر الذي سينعكس عليه إيجابا في الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصا أنه يسعى إلى الاستقلال بالكورة وإعطائها هوية خاصة وعدم تركها عرضة لتبعية الأحزاب المسيحية من خارج القضاء.
تتركز المعارك الانتخابية في الكورة إنطلاقا من عاصمة القضاء أميون التي تشهد منافسة قاسية بين لائحتين الأولى مدعومة من القوات اللبنانية وقسم من القومي والثانية مدعومة من الحزب القومي والوطني الحر والنائب عبدالمسيح والعائلات، والتحالفات ذاتها تنسحب على بلدات بطرام كفرعقا وكفر حزير والمجدل ودده وسائر البلدات سواء من الغالبية المسيحية أو ذات الغالبية الإسلامية.
أما أم المعارك فتتركز في بلدة أنفه التي حاولت القوات اللبنانية فيها إحراج العائلات والتيارات السياسية والأحزاب بالمماطلة في التوافق ومحاولة فرض أكثرية لها قبل إنسحابها من التوافق، وذلك في محاولة لتقويض دور أنفه السياسي المنبثق من دارة الرئيس الراحل فريد مكاري والسعي لإضعاف نجله نبيل مكاري وإظهاره بأنه غير قادر على إحلال التوافق في مسقط رأسه.
هذا الواقع أدى إلى تشكيل لائحتين الأولى مدعومة من القوات وناشطين برئاسة فؤاد واكيم، مقابل لائحة تضم ممثلين عن العائلات والتيار الوطني الحر والقومي والشيوعي ومدعومة من النائب أديب عبدالمسيح برئاسة المحامي جورج دعبول، في حين آثر نبيل فريد مكاري الانكفاء إلتزاما بقراره بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
وينتخب في قضاء الكورة 63078 ناخبا مسجلين على لوائح الشطب، لإختيار مجالس في 37 بلدية و176 مختارا.