في مشهد لافت من حيث الحضور والتنظيم، نجح حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان بتنظيم مهرجان سياسي حاشد في مدينة بعلبك، استقطب جمهورًا واسعًا من مختلف قرى وبلدات البقاع وسائر المناطق اللبنانية، في رسالة واضحة تعبّر عن قدرة الحزب على استعادة حضوره الشعبي والتنظيمي في لحظة سياسية دقيقة.
الاحتفال، الذي أُقيم تحت راية العلم اللبناني فقط، تخللته كلمة لحزب الله ألقاها الحاج محمود قماطي، فيما كانت الكلمة الأساسية للأمين العام لحزب البعث، علي حجازي، الذي أعلن حسم التوجّه نحو تغيير اسم الحزب، معتبرًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار قراءة للمستجدات على مستوى المنطقة وفهم لطبيعتها وإعادة تموضع تتلاءم مع الواقع اللبناني المتغيّر.
حجازي شدد على ثبات التحالف مع حزب الله، وحركة أمل، وسائر القوى الوطنية، مؤكدًا أن ثوابت الحزب في المرحلة المقبلة سترتكز على قضية فلسطين، دعم خيار المقاومة، استكمال تحرير الأراضي اللبنانية، ووقف العدوان وإعادة الإعمار.
كما ركّز على الشأن الداخلي اللبناني، معلنًا أن الحزب سيمنح هذا الملف أولوية كبرى في المرحلة المقبلة، وسيكون حاضرًا في مختلف الاستحقاقات السياسية والاجتماعية، داعيًا إلى العمل على بناء دولة العدالة الاجتماعية واللاطائفية.
وفي موقف لافت، أكد حجازي أن الحزب يحرص على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وخروج الاحتلالات منها، مشدداً على ضرورة احترام خيار الشعب السوري في تحديد مستقبله السياسي، في إشارة واضحة إلى تمايز الحزب عن الاصطفافات الحادة، وابتعاده عن التدخل في الشؤون السورية.
أما في الداخل، فقد وجّه حجازي رسالة غير مباشرة إلى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، متحدثًا عن “عودة الأصيل إلى الساحة الوطنية” في دعوة إلى استعادة التوازن الوطني وبناء مشهد جامع جديد.
وإعتبر حجازي أن الوفاق الوطني والحوار الوطني يعني دولة الرئيس نبيه بري.
وكان لافتًا أيضًا تعبير حجازي عن تقدير واضح لرئيس الجمهورية ولمقاربته للملفات الداخلية، مؤكدًا أهمية التعاون مع موقع الرئاسة في سبيل تعزيز الاستقرار ودعم المؤسسات.
من خلال هذا المهرجان، بدا حزب البعث وكأنه يطلق مرحلة سياسية جديدة، عنوانها التمايز المسؤول، والانفتاح الواقعي، والحضور الفاعل، في وقت يعاد فيه خلط الأوراق في المنطقة.