قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان إن الرئيس السوري أحمد الشرع وافق بدون تردد على التطلعات العربية من إدارته، فيما أكد وجود جهات خارجية تسعى لتأجيج الانقسامات الطائفية والعرقية في سوريا، من أجل زعزعة الاستقرار.التطلعات العربيةوقال فيدان في مقابلة متلفزة مع قناة "utv" العراقية، إن الأردن وتركيا والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر، اجتمعت بشأن تطلعاتها من الإدارة الجديدة في سوريا، وأبلغوا هذه التطلعات إلى الإدارة السورية الجديدة.وأوضح أن هذه التطلعات هي ألا تكون الإدارة الجديدة مصدر تهديد للجيران، وألا تكون لها أي صلة بالتنظيمات الإرهابية، بل يجب العمل على محاربتها، ومعاملة الأقليات باحترام؛ والحرص على حماية استقلال البلاد ووحدة أراضيها.وأضاف أن "السيد الشرع أجاب بنعم دون تردد، وما رأيناه حتى الآن وأثبتناه هو أن هذه الإدارة تفي بوعودها".وفيما يخص العلاقة بين الإدارة السورية والعراق، قال فيدان إن بعض المشكلات موجودة بين الجانبين، وتعود إلى الماضي القريب. ودعا الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى التحلي بالحكمة وتجاوز تلك الخلافات والعمل من أجل مستقبل مشترك ومتكامل يخدم مصالح بلديهما.أحداث الساحلوتطرق فيدان خلال مقابلته إلى أحداث الساحل السورية التي جرت مؤخراً، إذ أكد أن هناك دولاً خارجية تحاول زعزعة الاستقرار في سوريا عبر تأجيج الانقسامات الطائفية والعرقية، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك تقارير استخباراتية تُظهر تورط بعض الدول في الأحداث التي شهدها الساحل السوري، وأن هذه التقارير تخضع حالياً للتحليل والتقييم.وأضاف أن أشخاصاً مرتبطين بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حاولوا إشعال الفتنة بأنفسهم، حين لم يجدوا تحريضاً من مؤسسات الدولة أو من حكومة الرئيس أحمد الشرع، ما أدّى إلى "حوادث غير مرغوب فيها وتوترات متبادلة وبعض المجازر".وأكد أن بلاده تدين ما حدث بالساحل، سواء كان الضحايا من السنة أو العلويين، لافتاً إلى وجود توتر طائفي بين السنة والعلويين في الساحل السوري، بسبب سياسات الأسد في الماضي، مشدداً على أن الإدارة الجديدة كانت "واعية جداً" تجاه ذلك. وأكد فيدان على أهمية أن تظل الحكومة السورية محايدة في هذه الأحداث، وأن تسعى للتهدئة، وأن تُشكّل لجنة للتحقيق في الجرائم المحتملة.الاعتداءات الإسرائيليةوحول الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، قال إن إسرائيل تنتهج سياسة استفزازية في سوريا، مشدداً على أن هذه السياسة تُشكّل تهديداً لإسرائيل نفسها أيضاً، فيما أوضح أن "سياسة الشرع قوم على عدم تشكيل تهديد لأي من دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل".وتابع فيدان: "إذا كانت إسرائيل تشعر بوجود تهديد أمني تجاهها، فعليها أن تحدد المعايير بما يحترم سيادة ووحدة أراضي الدول"، مشدداً على ضرورة تصرف تل ابيب "بمزيد من المسؤولية. فسياسة الاحتلال ليست سياسة تُحقق الأمن لإسرائيل، بل ستنعكس سلباً عليها. إنها سياسة من شأنها أن تزعزع استقرار سوريا بشكل أكبر".