في خطوة تعكس اهتمام الإدارة الأميركية بإعادة ترتيب ملفات الشرق الأوسط بعد الأحداث الأخيرة في غزة ولبنان، صرح الرئيس دونالد ترامب أمام الكنيست بأن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة، مع وجود ملفات عديدة مرتبطة بالحرب في قطاع غزة لا تزال بحاجة لمعالجة دقيقة.

وأشار ترامب إلى دعمه لرئيس الجمهورية جوزاف عون في خطة نزع سلاح حزب الله، واصفًا الجهود بـ"العمل الجيد جدًا"، بينما أكّد أن يده ما تزال ممدودة لإيران، مع التلميح إلى رغبتها في التوصل إلى اتفاق.

يركز البيت الأبيض على لبنان وإيران، مع الإشارة إلى تراجع قدرة ميليشيات مثل "الحزب" على القيام بنشاط واسع، على الرغم من استمرار بعض العمليات من الحوثيين والجهاد الإسلامي. ويُتوقع أن تظهر إشكالات محتملة بين "الحزب" و"اليونيفيل" قد تخلق توترات جديدة في الجنوب.

في غزة، ستنسحب إسرائيل من 40% من القطاع، مع إبقاء 15% تحت سيطرتها، بينما ستسلم الأسلحة للسلطة الفلسطينية، ما يعكس استراتيجية تدريجية للسيطرة دون مواجهة مباشرة.

المقاربة الأميركية تجاه إيران

تتبع إدارة ترامب مقاربة مزدوجة تجمع بين الضغوط العسكرية والديبلوماسية، مع التركيز على التأثير على السلوك الإقليمي لإيران بدل تغيير النظام. وتُعتبر الضغوط على جميع الجبهات، بالتوازي مع الديبلوماسية، وسيلة لتحقيق نتائج ملموسة، خصوصًا فيما يتعلق بتقليص النفود الإيراني في المنطقة.

إسرائيل وغزة: إعادة ضبط السيطرة

تعتمد إسرائيل استراتيجية الضرب الفوري للأهداف عند تحديدها لضمان عدم إعادة بناء المنصات الصاروخية، سواء في لبنان أو غزة. وفي المرحلة الانتقالية في غزة، يُتوقع أن تتحمل حركة حماس مسؤولياتها تجاه السكان والقطاع.

التحديات الداخلية للنظام الإيراني

يواجه النظام الإيراني ضغوطًا اقتصادية واجتماعية متزايدة، مع الحاجة لإصلاحات حقيقية لم تحدث بعد. السياسة الأميركية لا تسعى لإسقاط النظام، بل لتعديل سلوك إيران الإقليمي ضمن التوازنات الاستراتيجية.

الانتخابات المقبلة وتأثيرها على المنطقة

تشمل انتخابات 2026 الإسرائيلية والأميركية والفلسطينية، مما يزيد حالة عدم اليقين بشأن الملفات الإقليمية بعد قمة شرم الشيخ. ويُعتبر وجود ترامب الشخصي وضمان تأثيره المباشر أحد العوامل الأساسية في إدارة الأزمات وتحقيق نتائج ملموسة.

الخلاصة، الشرق الأوسط أمام مرحلة جديدة، حيث تتداخل الضغوط العسكرية والدبلوماسية مع الحسابات السياسية المحلية والإقليمية، مع دور بارز للرئيس ترامب في قيادة هذه المرحلة الحاسمة، مع تحديات كبيرة في لبنان وغزة وإيران، وتأثير الانتخابات المقبلة على مصير القرارات الاستراتيجية.