نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، أن مصر قدمت مؤخراً مقترحاً جديداً في إطار جهودها لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة "حماس"، تمهيداً لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن هدنة في قطاع غزة.
وقالت الهيئة إن المبادرة المصرية تسعى إلى كسر الجمود السياسي المستمر منذ انهيار مفاوضات التهدئة الأخيرة، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية المكثفة في القطاع.
تفاصيل المبادرة المصرية
يتضمن المقترح المصري، وفق ما نقلت وسائل إعلام دولية وإسرائيلية، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة أسبوع، تُفرج خلاله حركة "حماس" عن خمسة رهائن إسرائيليين، بينهم شخص يحمل الجنسية الأميركية، مقابل إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة.
ويتوسع المقترح ليشمل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، ضمن صفقة تبادلية أوسع، تترافق مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في القطاع، بضمانات أميركية ودولية.
وطرحت مصر، بحسب ما رشح من مصادر دبلوماسية، جدولاً زمنياً لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن المتبقين، في خطوة تهدف إلى فتح الباب أمام ترتيبات سياسية لاحقة تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار.
ردود متباينة
في المقابل، أعلنت حركة "حماس" قبولها بالمقترح المصري، وأبدت استعدادها للانخراط في الترتيبات المقترحة. وأكد قياديون في الحركة أن موقفها يأتي في سياق حرصها على وقف العدوان وضمان رفع الحصار عن القطاع.
أما إسرائيل، فقد نفت رسمياً تلقيها مقترحاً جديداً، مشيرة إلى أنها لا تزال ملتزمة بما يعرف بـ"مقترح ويتكوف" (المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف)، والذي يتضمن شروطاً مختلفة، أبرزها تسليم رهائن أحياء ومعلومات دقيقة عن المحتجزين قبل أي خطوة تفاوضية.
ورأت مصادر سياسية إسرائيلية أن الخلافات داخل قيادة "حماس"، قد تعرقل التوصل إلى توافق نهائي، معتبرة أن "الضغط العسكري" هو الوسيلة الأنجع لتليين مواقف الحركة، حسب هيئة البث الاسرائيلية.
تصعيد ميداني
بالتوازي مع الجهود السياسية، واصلت إسرائيل تصعيدها العسكري في قطاع غزة، حيث شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية، قصفاً عنيفاً على مناطق متفرقة، لا سيما في رفح وخان يونس وحي الشجاعية، ما أسفر عن استشهاد 60 فلسطينياً وإصابة 162 آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.
واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مربعاً سكنياً في رفح، فيما أكدت مصادر طبية أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر طواقم إسعاف كانت تعمل في مناطق أعلنتها إسرائيل مسبقاً كمناطق "آمنة". وقد وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية هذه الحوادث، مطالبة بتحقيق دولي عاجل في ما وصفته بـ"جرائم حرب".
انهيار كامل للخدمات
على الصعيد الإنساني، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من كارثة غير مسبوقة في غزة، مؤكدة أن أكثر من 1.9 مليون شخص نزحوا داخلياً منذ بداية الحرب، في ظل نقص حاد في المياه والغذاء والخدمات الطبية.
وأعلنت بلدية غزة توقف أحد خطوط المياه الرئيسية بفعل القصف، بينما أبلغت وزارة الصحة عن توقف العديد من المستشفيات عن العمل نتيجة الاستهداف المباشر وشح الوقود والمستلزمات الطبية.
في السياق ذاته، قالت تقارير طبية إن 96% من أطفال غزة، يعانون من اضطرابات نفسية حادة، ويفقدون شعورهم بالأمان، فيما لا تزال آلاف العائلات محاصرة في خيام وملاجئ بدائية قرب الشريط الساحلي، في ظروف لا تصلح للحياة.