قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، إن الرئيس دونالد ترامب بدأ يفقد صبره تجاه ما وصفه بـ"مماطلة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مفاوضات وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
كلام روبيو جاء في تصريحات، أدلى بها، لوكالة "سي بي إس نيوز"، اليوم الجمعة، على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في بروكسل.
وأوضح روبيو أن "الولايات المتحدة لن تقبل بهذه الأساليب طويلاً"، مضيفاً "سنعرف قريباً من ردودهم ما إذا كانوا جادين في المضيّ نحو سلام حقيقي، أو أن ما نراه مجرد مناورة. وإذا كان كذلك، فالرئيس غير مهتم بذلك".
وفي حديث إلى موقع "ياهو نيوز"، اليوم الجمعة، أكد روبيو أن واشنطن تدرس خيارات تصعيد إضافية، قد تشمل فرض عقوبات على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، رغم أن إدارة ترامب لم تفرض حتى الآن رسوماً جديدة على الصادرات الروسية الخاضعة بالفعل لعقوبات غربية مشددة.
من جهته، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لوكالة "رويترز"، مساء الخميس، إن اليوم الأول من محادثات "الناتو" في بروكسل، شهد "دعماً ساحقاً لجهود الرئيس ترامب"، مشيراً إلى وجود اتفاق سياسي عام على ضرورة زيادة الضغط على موسكو، من أجل التوصل إلى جدول زمني واضح.
أوروبا تصعّد
في المقابل، حمّل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي موسكو مسؤولية تعطيل المبادرة الأميركية. وقال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، إن روسيا "مدينة برد صريح على المقترح الأميركي، الذي يمثل محاولة جادة لإنهاء الحرب".
بدوره، قال وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي، في تصريحات لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم، إن "بوتين يماطل ويخادع. يوافق على وقف إطلاق نار في الصباح، ثم يقصف المدنيين مساءً. نحن نراك يا فلاديمير بوتين ونعرف ما تفعله".
من جهتها، صرّحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، للصحيفة ذاتها، بأن "حديث موسكو عن مفاوضات السلام ما هو إلا وعود جوفاء"، مضيفة أن بوتين "يلعب على عامل الوقت ويطرح مطالب جديدة باستمرار"، في حين دعا وزيرا خارجية كندا وإستونيا إلى تحديد موعد نهائي لقبول روسيا بوقف إطلاق نار شامل.
روسيا ترد: لا اتصال مرتقب
في موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم، إنه "لا توجد خطط لاتصال هاتفي قريب بين الرئيسين ترامب وبوتين"، وذلك بعد أيام من زيارة مبعوث بوتين للاستثمار كيريل دميترييف إلى واشنطن.
وفي تصريحات للصحيفة ذاتها، قال دميترييف إن هناك "مؤشرات إيجابية في العلاقات الثنائية"، لكنه أقرّ بالحاجة إلى المزيد من الاجتماعات لتقليص الفجوة بين الطرفين.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان، نقلته وكالة "رويترز"، يوم الأربعاء، إن موسكو "لا يمكنها قبول المقترحات الأميركية بشكلها الحالي"، معتبرة أنها "لا تعالج جوهر الصراع، ولا تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية الروسية".
في المقابل، ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز"، في تقرير نُشر أمس الخميس، أن دائرة ترامب المقربة نصحته بعدم التحدث مع بوتين حتى يُظهر الأخير التزاماً واضحاً بوقف إطلاق النار، رغم أن الرئيس الأميركي لا يزال يكرر علناً أنه يعتقد أن بوتين "يريد إنهاء الحرب".
ترامب في اختبار صبر مزدوج
في غضون ذلك، يرى مراقبون أن التصعيد المتدرج من جانب واشنطن يعكس تحوّلاً في قراءة الإدارة الأميركية لنوايا بوتين، بعد أشهر من إعطاء الدبلوماسية أولوية. إلا أن الرهان على الضغط الأوروبي ومؤشرات "نفاد الصبر" لا تزال في بداياتها، ما يطرح سؤالاً مفتوحاً: هل يتحرك ترامب نحو عقوبات صارمة وتجميد قنوات الاتصال؟ أم أن الرسائل الحالية مجرد ضغط تفاوضي على طريق "صفقة ترامب الكبرى" لإنهاء الحرب.