ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة "كان 11"، أنه من المقرر أن يغادر وفد عمل إسرائيلي إلى الدوحة، السبت المقبل، لمواصلة المفاوضات، فيما من المرتقب أن تسلّم حماس قائمة الأسرى الإسرائيليين الذين سيُطلق سراحهم، غداً السبت، ضمن اتفاق تبادل الأسرى.
وقالت "كان 11"، إن الوفد يضمّ كوادر من جهازَي "الموساد" و"الشاباك"، من بينهم مسؤول متقاعد من الشاباك.
تلميحات ومخاوف إسرائيلية
وتأتي زيارة الوفد إلى الدوحة، في ظل مخاوف إسرائيلية من أن تؤدي سلسلة التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإضرار بالمفاوضات، ووسط تلميحات إسرائيلية، إلى إمكانية عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ عادة ما يجري إجراء المفاوضات غير المباشرة مع حماس من قبل وفود يترأسها رئيس الموساد ديفيد برنيع. لكن إرسال وفد من رتبة أدنى قد يشير إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يريد بالفعل تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
كذلك، نقل موقع والاه العبري، أمس الخميس، عن مصادر أميركية وإسرائيلية، قولها إن نتنياهو عرض خلال زيارته إلى واشنطن، خطته لمواصلة تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، مقترحاً "تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق". وقال مسؤول إسرائيلي إنه "في حال لم توافق حماس على عدم السيطرة على غزة، فلن تنسحب إسرائيل من محور صلاح الدين (فيلادلفي)".
اتصالات مصرية
وفي إطار تداعيات مقترح ترامب، كثّفت وزارة الخارجية المصرية الاتصالات مع الدول العربية، للتأكيد على رفض أية إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
واعلنت الوزارة في بيان، أن اتصالات الوزير بدر عبد العاطي بنظرائه العرب، عكست إجماعاً على ضرورة السعي نحو التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية. واضافت أن عبد العاطي استعرض مع الوزراء العرب جهود مصر الرامية إلى ضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ كافة بنوده.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أوعز وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى رئيس الأركان هيرتسي هليفي، بـ"توبيخ" رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" شلومي بايندر عقب تصريحات نسبت إليه بشان الخطة.
ووفقاً لبيان نشرته وزارة الأمن الإسرائيلية، اليوم الجمعة، قال كاتس إنه "لن يكون هناك واقع يتحدّث فيه ضباط الجيش الإسرائيلي، ضدّ خطة الرئيس الأميركي المهمة بشأن غزة، وضد توجيهات المستوى السياسي".
وأضاف "لقد أمرت الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للمضيّ قدماً في خطة المغادرة الطوعية لسكان غزة المهتمين بالمغادرة إلى أماكن مختلفة في العالم، وهذا بالضبط ما يتعيّن على الجيش الإسرائيلي أن يفعله، وسوف يفعله".
ظروف قاسية
في غضون ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي المماطلة في كل ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. إذ أظهرت بيانات الجهات الحكومية في القطاع، عدم التزام السلطات الإسرائيلية بعدد الشاحنات المفروض دخولها، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال يتلاعب بأولويات واحتياجات الإغاثة والإيواء، ويتجاهل الأولويات، ويتنصل من التزاماته بالاتفاق.
وأشار المكتب إلى أن نحو 8500 شاحنة مساعدات فقط، دخلت إلى قطاع غزة خلال 20 يوماً، وأن 15 شاحنة وقود فقط تصل يومياً وتقتصر على السولار وكميات محدودة من الغاز.
ولفت إلى أن أهالي القطاع يواجهون ظروفاً جوية قاسية ويبيتون في العراء، وقال: "نحتاج إلى 200 ألف خيمة و60 ألف بيت متنقل لم يصل منها سوى عدد محدود"، مطالباً بإدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً منها 50 مخصصة للوقود والخيام.